بعض النكات القوية، كما القصائد الجميلة، تظل تحتفظ بنكهتها وان طال الزمن. منذ أيام الابتدائية الى اليوم أتذكر واحدة منها، وكلما تذكرتها أضحك. حسنا، لأذكركم بها:
كان هناك رجل بغدادي يفقد صوابه ويطير عقله إذا سمع باسم الدولمة. فان مر بشارع وصاح به الأطفال: دولمة .. دولمة، ينسى وقاره ويظل يطاردهم الى ان يظفر بواحد منهم ليشفي به غليله. لذا كانت الناس تخاف من غضبه وتتجنب ذكر اسمها أمامه. ذات يوم قرر جمعٌ بالمقهى الذي يجلس صاحبنا فيه ان يستفزوه من دون أن يذكروا اسم الدولمة مباشرة ووزعوا الأدوار بينهم. أحدهم قال : لحم مثروم. قال الثاني : سلق. رد آخر : تمن، وهكذا الى ان أتوا على كل مكونات الدولمة. انتبه صاحبنا للأمر فصاح بهم بعد ان سحب خنجره من حزامه: مو مشكلة، بس إذا بيكم واحد أخو اخيته خلي يلفها حتى يعرف شسوي بيه.
تذكرت هذه النكتة وانا أتابع منذ أشهر أـخبار اللجنة التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في أسباب سقوط الموصل دون قتال مع ترك أكوام من الأسلحة والعتاد والآليات للدواعش. وجيب ليل واخذ عتابة. برلمان في بلد تضيع ثاني أكبر مدنه خلال ساعات، ثم تتبعها مدن أخرى ليصل المجموع الى ثلث البلد، ولا يكتشف السبب بعد أكثر من ستة أشهر من التحقيقات، قطعا هناك ما يخيفه. كل المعلومات والمكونات التي تؤدي الى صنع ""دولمة" سقوط الموصل بيده، لكن جيب رجل يلفها. هل يستحون؟ الذي نعرفه جيدا انهم ليسوا كذلك والا لما انتشر الفساد. هل يخافون؟ نعم. وليته خوف من الناس او من الله، بل من خنجر "أبو الدولمة".
البرلمان وخنجر "أبو الدولمة"
[post-views]
نشر في: 4 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
رمزي الحيدر
هذا سؤال مهم جداً ،من يستطيع لف الدولمة ؟ . إذا أستطاع العبادي لف الدولمة فقل العراق وصل الى بر الأمان ومستقبل بناء في بناء الدولة وفرض هيبتها و أصلاح مؤسساتها و محاربة الفساد ، وأذا ( لا )، فمعنى ذالك أن العراق قد أنتهى وهذا فخر الى الطائفية والإسلام ال
قيران المزوري
مختصر ومفيد أجمل مقالة وشخص الداء بشكل مذهل فهل من يتحدى أبو الدولمة وخنجره المسموم ... رائع رائع رائع ..........
رمزي الحيدر
هذا سؤال مهم جداً ،من يستطيع لف الدولمة ؟ . إذا أستطاع العبادي لف الدولمة فقل العراق وصل الى بر الأمان ومستقبل بناء في بناء الدولة وفرض هيبتها و أصلاح مؤسساتها و محاربة الفساد ، وأذا ( لا )، فمعنى ذالك أن العراق قد أنتهى وهذا فخر الى الطائفية والإسلام ال
قيران المزوري
مختصر ومفيد أجمل مقالة وشخص الداء بشكل مذهل فهل من يتحدى أبو الدولمة وخنجره المسموم ... رائع رائع رائع ..........