TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأسود وإثبات الوجود

الأسود وإثبات الوجود

نشر في: 6 يناير, 2015: 09:01 م

مرة أخرى يفشل منتخبنا الوطني في تحقيق فوز معنوي برحلة إعداده لنهائيات كأس آسيا 2015 يمنحه دفعة معنوية قبيل دخوله غمار المنافسات الرسمية عندما خسر مباراته الاستعدادية أمام نظيره الإيراني بهدف وحيد كان كافياً لأن نؤجل طموحنا في اجتياز حالة الترقب والقلق التي تجتاح الشارع الكروي حول جهوزية الأسود الكاملة لدخول المعترك القاري الكبير.
وبرغم أن مَن يبحث في أوراق منتخبنا الفنية في مباراته الأخيرة يجد الكثير من الهفوات التي تسجل على الأداء العام بصورته المتفاوتة بين السيطرة المطلقة والارتباك والانقياد وراء اسلوب الخصم بصورة غريبة ، إلا أن الحال مازالت ضمن حدود المعالجة التي يمكن للملاك التدريبي ان يضع لمساته في تصحيح الأوضاع ورسم أسلوب مقترن مع امكانية اللاعبين وظروف كل مباراة وصولاً الى الاستقرار داخل المستطيل الأخضر.
ولأجل أن نكون أكثر إنصافاً وواقعية فإن ما نتطرق له لا يصب في أسس الأداء الفني الذي بالتأكيد انه الآن محل رصد ومتابعة وتحليل للمدرب وملاكه المساعد لكننا سنتوقف عند محطات مهمة ومؤثرة تتطلب المرور عليها وعرضها من أجل ان لا تشكل معضلة عند خوضنا البطولة.
إن إخفاقة خليجي 22 وما تلاها من تداعيات والخوف من استمرار الفشل لابد أن تغادر أذهان اللاعبين وخاصة بعد تواصل عقدة تحقيق الفوز في المباريات الاستعدادية التي قد تثير الهواجس وتشتت النهج التكتيكي وتدفع اللاعبين نحو محاولة بذل (جهد منفعل ومرتبك) تحت وطأة الشعور بالحرص وتقديم ما يُرضي الجماهير باللجوء الى خيار الأداء الفردي المقترن بالأنانية وبالتالي يسبب في فقدان التركيز وارتكاب الأخطاء ومنح الخصوم فرصة الضغط نفسياً لكسب المباراة .وهنا فان عملية الارتقاء بالحلول لابد ان تلامس هذا الجانب بكل احترافية ومحاولة دفع اللاعبين نحو انتهاج الاسلوب المتزن بين الجدية المسيطر عليها وبين اطلاق المهارات التي تصب في صالح الأداء الجماعي وليس العكس.الأمر الآخر المهم هو كيفية معالجة الاخطاء التي سُجلت أثناء المباريات التجريبية من دون أن تسبب في حدوث نوع من (الفوبيا) تؤثر بشكل خطير على روح تعامل اللاعب مع الخصم وخاصة في ما يخص الجانب الدفاعي وكيفية قطع الكرات داخل المنطقة المحذورة وتكرار السقوط في فخ ركلات الجزاء وهو ما سبب في تردد البعض في أن يكون أكثر جرأة في الضغط على المهاجمين الإيرانيين في المباراة الأخيرة خوفاً من تحمل مسؤولية الخسارة وتسببه في ركلة جزاء كما حصل في المباريات السابقة.
إن النتائج السيئة في المباريات الودية لا تعد مقياساً يمكن الركون إليه في الإقرار على المستوى الحقيقي للمنتخب ومدى نجاحه في البطولة وإن الشواهد على ذلك كثيرة ، وقد يكون العكس صحيحاً إذا ما استطاع الملاك التدريبي أن يوظف ذلك باتجاه رفع الهمة والاستفادة القصوى من رغبة الأسود في اجتياز الحاجز النفسي وتحقيق الفوز والاستفادة من غياب (الثقة الزائفة) التي طالما تكون حاضرة عند تحقيق نتائج جيدة بصورة أو أخرى تتستر فيها على الاخطاء وترمي بالفريق الى دهاليز الغرور والشعور بالقوة تراها تسقط مع اول اختبار جدي لا يلعب فيه الحظ دوراً في كسب النتيجة.
نقول : لدينا الثقة الكاملة بأن مَن يقود أسود الرافدين من طاقم تدريبي وإداري سيكون اكثر حكمة في ايجاد الوسائل والاساليب التي تلامس الحس الفكري للاعبين قبل ان تتوجه نحو اقدامهم من اجل احداث الصدمة المطلوبة في استنهاض الامكانيات والقدرات الفنية التي ستكون كفيلة في فرض منتخبنا كمنافس لانتزاع بطاقة الترشح للدور الثاني بكل جدارة بعد ان تدرك المنتخبات الاخرى الإصرار والثقة في عيون لاعبينا مع اول لحظة دخولهم الى ارضية ملعب المباراة.
وقفة .. عندما تريد الانتصار لابد من تحقيق ثلاثة أمور..أن تحترم الخصم ولا تخشاه .. وأن تفرض أسلوبك بقوة الفكر .. وأن تسقط الـ(أنا) وتستنهض الـ(نحن).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram