تزامنا مع حلول الذكرى الرابعة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي المنحل بقرار من مستر بريمر حفظه الله ورعاه، وبمباركة من أيد قراره ، يتجدد الحديث في الساحة السياسية عن إنصاف الضباط السابقين ، والاستفادة من خبراتهم في مكافحة الارهاب ، ولاسيما ان أجزاء من محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين، مازالت خارج سيطرة الاجهزة الامنية ، وفيما شهدت العاصمة بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة زيارات مسؤولين عرب واجانب ابدوا استعدادهم لمساعدة العراق للقضاء على الجماعات الارهابية ، والتحالف الدولي يواصل طلعاته الجوية لقصف معاقل داعش ، صدرت تصريحات من مسؤولين اميركيين فضلا عن تقارير نشرتها وسائل إعلام غربية تشير الى ان الجيش الحالي يحتاج الى عملية اصلاح شاملة ، تنقذه من الصبغة الطائفية ، وتخلصه من قيادات كانت سببا مباشرا في الإساءة الى المؤسسة العسكرية.
الأطراف المشاركة في الحكومة وبتوقيعها على وثيقة الاصلاح السياسي ، اتفقت على اعادة النظر بالمؤسسة العسكرية ، ورئيس الحكومة حيدر العبادي وبعد ايام قليلة من توليه منصب رئيس مجلس الوزراء اصدر قرارات بهذا الشأن ، وأمامه شوط طويل لتحقيق اهدافه ، والامر يتطلب بلورة اتفاق مشترك مع الحلفاء والشركاء لانجاز مهمة اعادة النظر بالمؤسسة العسكرية لتكون قادرة فعلا على انجاز مهماتها ، لكن هذه المهمة تصطدم بالعديد من العقبات فبعض القوى السياسية تركز على التوازن وإلغاء التهميش والإقصاء ، وعلى مدى السنوات الماضية وعلى الرغم من تشكيل لجان حاولت وضع حد للجدل الدائر حول التوازن وضمان تمثيل المكون السني داخل الجيش والشرطة الاتحادية ، لم يحسم الخلاف بعد حول هذه القضية الشائكة ، وانتقل الى ملف تشكيل قوات الحرس الوطني.
مصطلح "سايق مخدة" شاع استخدامه بعد حل الجيش السابق، عندما وجد الضباط الصغار والكبار انفسهم خارج الخدمة وخارج التغطية والترقية وأقرانهم حملوا رتبا عالية ، المصطلح رددوه تعبيرا عن التحاقهم بصفوف العاطلين عن العمل ، ومع مستجدات الاحداث ، بعضهم انضم الى فصائل مسلحة ، رفعت شعار مقاومة المحتل ، ومنهم من سخر خبرته العسكرية لصالح جهات متشددة متطرفة ، ومنهم من عاد الى الخدمة بالجيش الحالي ، بعد الحصول على استثناء من اجراءات اجتثاث الحزب المحظور ، وهؤلاء باعداد كبيرة ، شغلوا مواقع عسكرية قيادية ، وتخلصوا من لعنة "سايق المخدة" الملازمة حتى لآخرين من حملة الرتب العالية.
بعض" سواق المخدة " استجاب لمشروع تشكيل الصحوات فانضم لصفوفها ، لانه فشل في اللحاق بقطار الجيش الحالي ، وهناك اعداد كبيرة بانتظار تمرير قانون تشكيل قوات الحرس الوطني لعله يوفر لمن انضم الى صفوف "سواق المخدة" مكانه في احدى عربات القطار ، شريطة التخلي عن قناعات سابقة ، جعلت الجيش جهازا امنيا للدفاع عن راس السلطة ، باستخدام الأسلحة الكيماوية ، وخوض حروب خاسرة .
خارج الترقية
[post-views]
نشر في: 6 يناير, 2015: 09:01 م