من ضمن العروض المفاجئة في مهرجان دبي السينمائي الـ11 ، كان عرض فيلم ( سلام على دجلة ، حرب العراق وعشر سنوات من العيش في بغداد) ، وهو فيلم وثائقي يرصد الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب في العراق على حياة الناس هناك ، والفيلم حصيلة تسجيل توثيقي امتد لأك
من ضمن العروض المفاجئة في مهرجان دبي السينمائي الـ11 ، كان عرض فيلم ( سلام على دجلة ، حرب العراق وعشر سنوات من العيش في بغداد) ، وهو فيلم وثائقي يرصد الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب في العراق على حياة الناس هناك ، والفيلم حصيلة تسجيل توثيقي امتد لأكثـر من عشر سنوات أمضاها المخرج في توثيق وقائع الحرب ، يبدأ الفيلم قبل اسبوعين فقط من بدء الحرب في مارس/ آذار 2003 ، ليعود المخرج في نفس الشهر من عام 2013، ليزور الاماكن والاشخاص الذين عرفهم ، ويرصد ما خلفته الحرب عليهم.
ومخرج الفيلم (تاكيهارو واتاي) صحفي متخصص بتغطية النزاعات في منطقة الشرق الاوسط ، وحائز على جائزة (فاون أويدا ) الصحافية اليابانية ، كما فاز فيلمه ( عصافير صغيرة) 2005 ، بجائزة حقوق الانسان في مهرجان (لوكارنو ) السينمائي الدولي.
* في البدء أسأل : بعد جيل العمالقة في السينما اليابانية ( ميزوغوشي و أوزو ) وسينما ( كوراساوا ) ، الآن هنالك موجة جديدة في السينما اليابانية ، هل تعتقد انك تنتمي لهذه الموجة ؟ أو لجيلها؟
- لا أستطيع أن أقول إني ضمن الموجة ، لكن أستطيع ان أقول أننا كجيل نشكل موجة صغيرة ، ربما في نظرة مستقبلية ، وخطوة بعد أخرى على قلة عددنا ، ربما في المستقبل نشكل رؤية ما ، آمل ذلك .
* أذن هل تنتمي للصحافة أكثر أم للسينما؟
- كلاهما ، في البدء خلفيتي جاءت من الصحافة خصوصا في التصوير الفوتوغرافي ، وكذلك الإعلام ، قضيت ما يقارب الـ (17) عاماً مع الكاميرا ، في بعض الأحيان أصور ، وفي أحيان أخرى أعبر بطرق مختلفة ، بعد حرب العراق ومنذ خمس او ست سنوات عقلي يذهب لصنع الأفلام أكثر من الصحافة وتحديداً لصنع الأفلام الوثائقية ، واعتبرها شيء مهم في حياتي.
* أعرف أن فيلمك الاول حاز على جائزة ( مهرجان لوكارنو) ، حدثني عن تجربتك الاخراجية وعن وفيلم ( سلام على دجلة) وما ترتيبه بين افلامك؟
- سابقاً صنعت بحدود ( 5) أفلام ، وحصلت على جوائز قليلة ، أيضاً هذا الفيلم صنعته أثناء حرب العراق من خلال قصص متعددة ، صنعته بعشر سنوات من الجهد بكاميرا فديو وبعض الأحيان بصور فوتوغرافية ، هذا العمل أحبه ومهم جدا في مسيرتي.
* لماذا العراق ؟ لم ليس افغانستان أو ما يحدث في سوريا الآن ، هل في خلفيتك شيء عن العراق ، فكان لابد من ان تصنع هذا الفيلم عنه؟
- قبل أن تبدأ حرب العراق كنت على اطلاع بأوضاع المنطقة وما يحدث في افغانستان ، لكن حرب العراق ، حرب خاصة ، مشتعلة ، هي حرب كبيرة في التاريخ الحديث ، لهذا السبب كان عقلي في بعض الأحيان يذهب دائما الى هناك ، لم اكن أريد الذهاب ، بل يجب ان أذهب ، لهذا اخترت العراق وهذه الحرب ... أعتقد أن هذا الفيلم هو ليس فيلماً خاصاً ، ليس عن حرب العراق ، بل عن الحرب بشكل عام ، هذا الفيلم عن نتائج الحروب وما تخلفه ، صحيح انه فيلم وثائقي صغير لكن آمل ان يحدث تأثيراً كبيراً مثلما آمل أن يأتي السلام للعراق ، هذا هو الشيء المهم بالنسبة لي الآن.
الشعب العراقي من جهة أخرى شعب محبوب عند اليابانيين ، ليس عندي فقط بل اقصد عند عامة الناس ، ربما لأنه شعب عنيد ، وذكي.
* كان فيلمك قاسياً ، كان هناك الكثير من الدموع أثناء العرض ، كيف كان الشعور أثناء المونتاج؟
- كان قاسياً ، قاسياً ، خصوصاً ليس من قبلي ، فانا كنت أشاهد الأجساد ، الألم ، البكاء ، كل يوم لمدة عشر سنوات ، أما عند الآخرين فمشاهدته كانت مفاجأة ، كان هناك كثير من الدموع ، لذا يبدو فيلمي فيلما غير ممتع ، لكن في النهاية هذه هي الصورة العامة للحرب ، هكذا اخترت ان اقدم الصورة بلا رتوش ، بلا قطع ، فقط عرض عن الحرب .
* بما انك تحولت لعالم السينما هل تحلم بصنع فيلم روائي مستقبلاً؟
- لم لا ... في المستقبل ، حقيقة لست متأكداً ، لا أستطيع كتابة سيناريو ، أو أدارة ممثلين ، أفترض ، هي هكذا ، في الوثائقي أكون تحت ضغط أكبر ، أستطيع رؤية ما خلف الحدث ، خصوصاً وجهات نظر الضحايا ، الاحداث وتنوع المعلومات ، لا ، أميل للوثائقي أكثر.
* هل هذه فلسفتك في السينما الوثائقية؟
- أريد أن أغير وجهات النظر ، وليس صناعة قصة ، لا أريد تقديم عرض عادي ، في كل وقت افترض أن أكون مع الناس ، في آلامهم ، في السلم والحرب ، افترض اني أكون مع الاحداث دائما ً.
* من هذه الفلسفة ماذا تفضل أو ما هو الأقرب اليك الموسيقى أم الرواية أم شيء آخر؟
- الموسيقى شيء جيد ، لا احب الروايات اليابانية كثيراً ، لكني اعشق سينما كوبريك وسينما هيتشكوك والموسيقى الأميركية ، لا أقول الشعب الاميركي بل اقصد الموسيقى عندهم.
* سؤال أخير ، هل تحلم بالعودة للعراق؟؟
- في كل وقت أفكر بالعودة للعراق ، للناس وبغداد ، لكن الوضع غير آمن بالنسبة للناس أقصد ، هناك إطلاقات ومفخخات ، في كل وقت أفكر : كيف ؟ ومتى ؟ ربما في المستقبل أعود ثانية للقائهم ، ربما أعمل فيلماً آخر أيضاً ، في المستقبل طبعاً وليس الآن ، بعد خمس أو عشر سنوات وسيكون مختلفاً سيكون هذه المرة فيلماً عن السلام وليس مثل سابقه يوم كان عن الحرب.