TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عسل عراقي سعودي

عسل عراقي سعودي

نشر في: 9 يناير, 2015: 09:01 م

الوفد السعودي خلال زيارته الأخيرة الى بغداد ، اختار منزلا يقع في حي الصالحية خلف مبنى وزارة الخارجية ، وحرص على ان يكون خارج المنطقة الخضراء، ليكون مقرا لسفارة المملكة ، وبعد انجاز هذه المهمة سيزور العراق في موعد لم يحدد بعد، وفد سعودي اخر لافتتاح مقر البعثة الدبلوماسية رسميا، ويدخل البلدان في شهر العسل ، وسط تمنيات الطرفين بأن يكون طويلا ، يمهد لمرحلة تجاوز الخلافات ، ووضع خريطة طريق لبناء اسس متينة للعلاقات المشتركة، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الامني ، وتبادل المعلومات حول المطلوبين ، والاتفاق على بلورة موقف موحد لمحاربة الارهاب ، والحد من نشاط الجماعات المسلحة المتطرفة عبر اعتماد جملة خطوات ، في مقدمتها الوقوف ضد الأشخاص والجهات أصحاب فتاوى التكفير وترسيخ الانقسام الديني ، انطلاقا من دوافع مذهبية ، وإثارة قضايا خلافية يعود تاريخها الى بدايات العصر الإسلامي.
السعودية تعتقد ان العراق ارتمى بأحضان إيران ، فتعاملت معه استنادا الى هذا التصور ، ثم ترسخ وأصبح يقينا في أذهان أصحاب القرار في الرياض نتيجة تصريحات وممارسات سابقة غذتها مواقف وتصرفات الساسة الباحثين في العواصم العربية عن انقاذ المكون السني من التهميش والإقصاء ، ومنهم من اقنع مسؤولين سعوديين بان "سنة العراق" يتعرضون الى الإبادة على يد ميليشيات مرتبطة بطهران.
في السنوات الأخيرة من عمر الحكومة السابقة ، وحين وصلت العلاقة بين بغداد والرياض الى المزيد من التدهور ، على خلفية تقاطع المواقف تجاه الأوضاع في سوريا ، والسماح بالتمدد الإيراني في المنطقة من خلال البوابة العراقية ، صدرت من المملكة مواقف ترفض الولاية الثالثة للمالكي ، وبعد اختيار العبادي رئيسا للحكومة الجديدة أعلنت دعمها وترحيبها ، وعندما وقعت نكبة حزيران العراقية باحتلال محافظة نينوى انضمت المملكة الى التحالف الدولي ، واستقبلت رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، ثم رئيس البرلمان سليم الجبوري ، وطبقا لما أعلن، ابدى كبار المسؤولين في كلا البلدين حرصهما على تطوير العلاقات من خلال إبرام مذكرات تفاهم للتعاون الأمني والاقتصادي.
السعودية تريد من العراق تطبيق اتفاقية تبادل المحكومين ، وكانت لها سابقة في هذا الملف عندما سلمتها القوات الأميركية اكثر من مئة وخمسين معتقلا ادينوا بارتكاب جرائم ارهابية في العراق ، وتريد ايضا ان لا تكون ارض الرافدين منطلقا للتمدد الإيراني في المنطقة ، اما بغداد فتريد من المملكة التعاون الأمني ، وإلغاء الديون او تخفيضها ، وإحياء أنبوب نقل النفط العراقي الى ميناء ينبع ، وردع رجال الدين اصحاب فتاوى التكفير مثيري الفتن الطائفية ومشعلي الحروب الطائفية .
شهر العسل العراقي السعودي لضمان استمراره، يتطلب من بغداد والرياض المزيد من الزيارات المتبادلة للتوصل الى قاعدة عمل مشتركة تلغي ما أفرزته السنوات السابقة من تركة ثقيلة لم تخدم مصالح الشعبين يا طويل العمر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram