من المسلمات القاطعة التي لم يجرؤ احد — لحد الآن على الأقل — انتهاك حرمتها وفض أسرارها ، نظرية او معادلة: واحد زائد واحد ، والنتيجة : اثنان .
هذا الجواب الناجز ، الجاهز ، البديهي ، الذي يحسن الإجابة عنه حتى الأمي او طالب الابتدائية ،إنما هو جواب متسرع ، مضلل . موهوم وخادع .
كيف يستقيم جمع تفاحة وقنبلة يدوية ؟ والجواب المنطقي إن حاصل الجمع .. اثنان عددا ؟
كيف نجمع قلما لإشاعة العلوم والمعرفة مع شبيهه إصبع الداينميت المدمر القاتل ؟ ومجموعهما : اثنان ؟ شجرة لوز ريانة محملة بالثمار وعوسجة بر عارية وعطشى ؟ شظية ووردة ؟ عثق رطب وحشفة؟ كوخ مخروقة جدرانه متصدع سقفه . وقصر منيف محروسة أبوابه غناء حدائقه ؟ كيف يتم جمع أسد ودجاجة والناتج : اثنان لا غير . اجمع عمر وعلي — ان استطعت ،واجعل الناتج أكثر من اثنين ؟ اجمع قطرة ماء متسربة من دورق ، وقطرة عرق متفصدة من جبين عامل في معمل للطابوق ، هل يصح الجمع والجواب المنطقي : قطرتان ؟
كل أمر قابل للتصديق قابل للدحض ، وما عليك إلا مهمة قدسية: الا تتوقف عن السؤال !
لن أصدع رأسك بقوانين الثبات والحركة ، فما من شيء في هذا الكون على ثبات ! وما من حركة تكرر نفسها .. الاتجاهات الأربع : ( يؤكد أنشتاين ) شمال جنوب ، شرق غرب ، لا وجود لها إلا على الخرائط وفي ثنايا كتب الجغرافيا ، الاصطلاحات المتداولة : فوق ، تحت ، يسار ، يمين لا دلالة لها إلا بين دفتي القواميس . حالات الثبات والحركة لا مقام لها إلا في المخيلة !
لن أحيلك لنظرية ( اينشتاين ) النسبية ، بشأن الزمن الذي يتقلص تلقائيا كلما زادت السرعة . لكني الح وألحف في السؤال : كيف تنقلب المعادلة الرياضية في العراق تحديدا —رأسا على عقب . ودجلة والفرات و هذا عذب سائغ شرابه وذاك ملح أجاج ، كيف لهما يسريان متباعدان بين وديان وجبال ، وسهل ووعر ، يجتمعان ويخرقان النظريات الرياضية المتعارف عليها .ويغدوان واحدا . كنا نطلق عليه ذات يوم كنية : شط العرب !