لم تعد الكارثة في بلداننا من الغرائب.. يمضي نزوح مليوني مواطن عن ديارهم حدثا عاديا، سيحال سريعا على رف النسيان، ماذا يعني مقتل عشرة الاف او عشرين او حتى مئة أو مئتين، انها أرقام ستضاف الى قائمة الاموال التي نهبت خلال السنوات الماضية، بينما ترفض بلدان مثل فرنسا اعتبار مقتل 17 مواطنا جريمة عادية، الواحد مثل العشرة والعشرة مثل المئة، والمئة هي بمثابة شعب بأكمله، أتمنى ان لا يسخر مني احد ويقول " يا رجل " مات على هذه الارض، مئات الآلاف ولا نزال نتأمل انعقاد مؤتمر المصالحة المستدامة، وننتظر ما تجود به قريحة ساستنا الافاضل، هل هناك سعادة اكثر من ان تسمع وتشاهد النائب محمود المشهداني وهو يقول ان "الفوضى التي تعاني منها المنطقة العربية ناتجة عن إرهاب يمكن ان نشبهه بانه شركة متعددة الجنسيات، وان التصدي لذلك الارهاب يكمن في نبذ الأفكار الدينية المتطرفة "يا سلام" على حد تعبير إخواننا المصريين، الم يبشرنا المشهداني نفسه من قبل "ان حزبه لن يتنازل عن إقامة الدولة الدينية، وأي فكر آخر نعتبره فكرا مستوردا ولن نسمح به وسيظل التيار العلماني تابعا للتيار الديني إلى أمد بعيد".
منذ أيام وصحف بكين لا موضوع لها سوى خبر إحالة مسؤول صيني كبير الى القضاء بتهمة التستر على رشوة.. المسؤول الذي وجد نفسه متهماً بخيانة ثقة الشعب، قال لصحيفة بكين نيوز، أنه لم يعرف ان موظفين في مكتبة يتلقون الرشاوى، مشيرا إلى أن هناك الكثير من ضعاف النفوس يستغلون الثقة التي تمنح لهم، تخيلت مع نفسي، ماذا لو وجد احد مسؤولينا الكبار نفسه يواجه تهمة التستر على موظف في مكتبه.. من المؤكد ان مسؤولينا لن يعدموا الحيل للالتفاف على مثل هكذا قرارات، واتهام من يقفون وراء لجان النزاهة، بأنهم من رجال النظام السابق، وينفذون أجندة "قطرية وسعودية" وممولون من تركيا.
ظل الغرب يعامل الصين على أنها بلاد متخلفة غير قادرة على التطور. فيما اليوم نجد ان النسبة الأكبر من المتفوقين في جامعات أميركا من تلك البلاد "المتخلفة" التي كان يتصور الغرب أنها ستغرق في الأفيون، ففاجأته بأن تحولت إلى اقتصادات مزدهرة، فيما لا نزال نحن نياما حيث نجوع ونرفع رايات الطائفية والانتهازية.
عزّز دنغ كسياو بنغ باني الصين الحديثة، الدعوات إلى فكرة ماويّة مشهورة، وهي "ابحث عن الحقيقة من خلال الوقائع"، في إشارة مقصودة منه إلى أنه لا توجد خريطة طريق جاهزة للإصلاح والتنمية، وأنه "يتعين على المسؤول أن يعبر النهر بنفسه ليتحسس بأقدامه الحصى الموجود في قاع النهر".
هل يفكر ساستنا بقراءة تجارب العالم، ويسألون انفسهم ما حجم مسافة التقدم التي قطعتها البلاد في سنوات حكمهم؟ ما هي نسب النمو والتطوّر والتقدم ومستويات الدخل؟. ما هي المشاريع التي اعتمدت لتنمية قدرات هذا البلد النفطي؟ والأهم ما مقدار الاستقرار الذي تحقق؟
كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا مثلا، لماذا أهدرت في ولايتي المالكي الأولى والثانية ستمائة مليار دولار، وليس في العراق تنمية ولا مشاريع ولا مصانع ولا شوارع نظيفة، ولا ضمان اجتماعي وصحي، اليوم المواطن ينتحب حزنا على ضياع الحلم بأيدي مجموعة من السياسيين يعتقدون ان حل مشاكلنا يكمن في سحق التيار العلماني وتكفيره.
احوال الصين واهوال العراقيين
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 6
قيران المزوري
العراقيين استفادو من تجاربهم المريرة ،، ولن يلدغ من جحر مرتين وها هي حركة ارادة بوجوه جديدة ودماء زكية طاهرة سيحول العراق الى جنة عدن ابدية ، فقط على العراقيين القليل من الصبر والاكثار من الصلوات والدعاء والرجاء حتى يشتد عودهم لنرى المعجزات ،، مهلا مهلا ي
ام رشا
أستاذ علي المشكلة ان السياسيين لا يعترفون بفشلهم والحلول دائما تأتي متأخرة والغريب انهم الان يلومون الحكومة السابقة على أخطائها وكأنهم لم يكونوا جزءا منها ..السياسيون الجدد في العراق فاشلون ومتخلفون تجمعهم طائفيتهم المقيتة التي زرعت الكراهية والحقد..حضرت
كاطع جواد
كل السياسيين الذين استلموا القرار بعد ٢٠٠٣ لم يفكروا بالعراق وطنا لهم بل يسعون الى ملأ بطونهم و خزائنهم في بلدانهم التي جاؤوا منها ليتركوا بعدها العراق أرضا يباب لا بترول لا زراعة لا صناعة بل ارض قاحلة و شعب مسحوق يبكي على اطلال ما خربه ساسته ، العراق ال
قيران المزوري
العراقيين استفادو من تجاربهم المريرة ،، ولن يلدغ من جحر مرتين وها هي حركة ارادة بوجوه جديدة ودماء زكية طاهرة سيحول العراق الى جنة عدن ابدية ، فقط على العراقيين القليل من الصبر والاكثار من الصلوات والدعاء والرجاء حتى يشتد عودهم لنرى المعجزات ،، مهلا مهلا ي
ام رشا
أستاذ علي المشكلة ان السياسيين لا يعترفون بفشلهم والحلول دائما تأتي متأخرة والغريب انهم الان يلومون الحكومة السابقة على أخطائها وكأنهم لم يكونوا جزءا منها ..السياسيون الجدد في العراق فاشلون ومتخلفون تجمعهم طائفيتهم المقيتة التي زرعت الكراهية والحقد..حضرت
كاطع جواد
كل السياسيين الذين استلموا القرار بعد ٢٠٠٣ لم يفكروا بالعراق وطنا لهم بل يسعون الى ملأ بطونهم و خزائنهم في بلدانهم التي جاؤوا منها ليتركوا بعدها العراق أرضا يباب لا بترول لا زراعة لا صناعة بل ارض قاحلة و شعب مسحوق يبكي على اطلال ما خربه ساسته ، العراق ال