ملوك ورؤساء العراق منذ تأسيس الدولة مطلع عشرينات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر لم يكن بينهم شخص أصلع باستثناء الراحل احمد حسن البكر ، اما منصب رئيس الوزراء وخصوصا بعد العام 2003 وربما بالمصادفة شغله "الصلعان" بدءا من اياد علاوي ثم ابراهيم الجعفري وبعده نوري المالكي ، وفي الدورة الحالية حيدر العبادي، والصفة المشتركة لدى الاربعة رسخت الانطباع لدى من ينظر الى الامور بشكل سطحي ويربط المظاهر بالشكل ويتجاهل المضامين بان منصب رئيس الوزراء العراقي لن يكون لشخص كث الشعر، ومقابل هذا الرأي الغريب العجيب البعيد عن الواقع الغارق بالخيال والأوهام القابل للسخرية ، والاستهزاء ينظر فريق اخر الى القضية من زاوية أهمية توفر قادة سياسيين يؤمنون بالنظام الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، غير مصابين بأمراض طائفية ومذهبية باختصار يحملون صفات رجل الدولة ، صاحب الاستعداد الكامل للتنازل عن مصالح حزبه وكتلته وعشيرته مقابل تحقيق المصالح الوطنية ، وخدمة شعبه ، ومثل هذا النموذج ، عملة نادرة سواء كان بصلعة كبيرة او يستخدم الجل في تمشيط شعره الكثيف .
الدستور العراقي لم يحدد مواصفات لرئيس الجمهورية من قبيل الطول والوزن ولون البشرة ، وتعدد الزوجات ، والزمه بالتخلي عن جنسيته الثانية المكتسبة بعد شغله المنصب ، ومنحه صلاحية مهمة تعد حجر الزاوية في ادارة الدولة العراقية ، بتكليف مرشح الكتلة الاكبر في البرلمان بمهمة تشكيل الحكومة ، وفي الدورات السابقة كانت هذه العملية تدخل بمخاض عسير وتدخل في شد وجذب ، وتتطلب خوض مفاوضات ماراثونية طويلة ، ثم يحصل الاتفاق ، وعلى بركة الله يتم اعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة شخص ليس من المتحسن النظر الى شكله الخارجي ، وطوله وعرضه ،بقدر مدى التزامه بضبط ايقاع فريق حكومي لتنفيذ برنامج سياسي لاربع سنوات مقبلة .
اراء الغربيين حول انظمة الحكم في المنطقة العربية لطالما انتقدت حكامها لانهم قبضوا على السلطة بيد من حديد ، وسخروا ابناء الشعب لخدمتهم ، واستغلوا ثروات شعبهم بإنشاء قصور لم ترد في قصص الف ليلة وليلة خصصت لإقامة الأفراح والليالي الملاح ، مع نزوع لتسليح الاجهزة الامنية بأسلحة ومعدات حديثة لحماية رأس النظام ، من الاعتداءات الخارجية والداخلية واحباط اية محاولة لتنفيذ انقلاب ابيض او اسود يصخم وجه الحاكم ويشعل اجداده حتى سابع ظهر ، والرأي الغربي لم يتطرق الى الصلعة الرئاسية ، لأنها لا تعني شيئا بقدر توفر مواصفات لدى الملك او الرئيس للمعايير المتعلقة بمدى الايمان بفصل السلطات ، واحترام الرأي والرأي الاخر ، والتعامل مع المعارضة بوصفها ابرز مظاهر الديمقراطية ، والنظر الى المرأة بكونها عنصرا فاعلا في المجتمع لاتقل شأنا عن الرجل في تحقيق التنمية البشرية ، لا يحتكر الإعلام الرسمي لتغطية نشاطاته ، رجل دولة بمثل هذه المواصفات يستحق منصب رئيس ولايهم ان يكون بصلعة كبيرة او كثيف الشعر اسود فاحم بالصبغ الفرنسي .
صلعة رئاسية
[post-views]
نشر في: 12 يناير, 2015: 09:01 م