اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شكرا لان الله رزقنا بكم

شكرا لان الله رزقنا بكم

نشر في: 13 يناير, 2015: 09:01 م

بالتأكيد نحن شعبٌ ناكرٌ للجميل، وبلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلنا ننكر على قادتنا الأمنيين، الإنجازات العظيمة التي قدموها خلال السنوات الماضية، صرفنا جهدنا في تقليب دفاترهم، فيما "الجماعة" كانوا يقدمون لنا في كل يوم إنجازا جعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة في مجال الامن والاستقرار .
عشنا معهم سنوات من الأمان، فالوقائع أكدت بالدليل القاطع أن القادة العظام استطاعوا بفضل خبراتهم وتفانيهم وحبهم للوطن أن ينقلوا العراق الذي كان يعيش على حافة الهاوية خلال سنوات قصيرة من الزمن ليصبح اليوم واحدا من أفضل البلدان على مستوى الأمن والازدهار والرفاهية.
كيف تسنى لنا أن “نتفرعن” على إنجازات القيادة العامة للقوات المسلحة، وننسى بلاءها الحسن وهي تشن حروبها على داعش وأخواتها، وتبث الأمن والأمان في النفوس.
ننسى نحن المتخلفين عقلياً أن هؤلاء "الأفاضل" تسلموا تركة ثقيلة وأن الأوضاع كانت قبلهم غاية في السوء على نحو يدفع المواطن إلى أن تسيل دموعه إشفاقا على هؤلاء المسؤولين المساكين، الذين حملوا أمانة تنوء بحملها الجبال.
نكران الجميل دفعنا إلى أن نصدق أن داعش عرضت مئات الايزيديات للبيع في مزاد السبايا والغنائم، وصدقنا وسائل الاعلام المغرضة وهي تقول ان اكثر من 1500 طفل عراقي ماتوا في مخيمات اللاجئين خلال الأشهر الماضية، مَن منكم سمع عن مسؤول عسكري خرج على الناس ليقدم اعتذاره لملايين النازحين؟
غريبة هذه البلاد، الكل يتحدث في القانون ولا يسود في النهاية سوى خطاب الكذب والخديعة والانتهازية. مسيرة دائمة نحو الضحك على مقدرات الناس ومشاعرهم. في أيام قلائل خسرنا الموصل ثم فقدنا تكريت ، فيما نحن منشغلون من هو الكاذب الغراوي ام غيدان، الكل ينشط لترسيخ فلسفة الفشل وتبرير الهزيمة.
هل رأيتم في أي مكان من العالم صورة لعشيرة تنظم وقفة احتجاجية للدفاع عن فشل احد أبنائها.. ففي لفتة درامية نادرة لن تجدها في اي مسلسل تركي او مصري نظمت امس احدى العشائر وقفة احتجاجية تعبيرا عن شجبها لما اسمته إساءة غير مقبولة تجاه احد شيوخ العشيرة –الفريق الركن علي غيدان- هل هناك افراد او مجموعات يمكن ان تدافع عن الخراب والفشل، يا سادة مليون ونصف مليون نازح يعيشون اسوأ الظروف ، الاف القتلى ، مليارات نهبت ، هذه يا سادة ليست كرامة عشائر ولا حقوق افراد ، ولا برنامج توك شو بين الغراوي وغيدان، انها مصير بلد ، غيدان ومن معه من القادة لم يخطئوا بحق اقاربه او في حق معارفه، بل في حق العراق والعراقيين،؟ لم أكن أتوقع ان يقدم القادة العسكريون الى المحاسبة شيئا، لكنني كنت آمل أن يصمت المقربون منهم ويتواروا خجلا ، لم أفاجأ عندما خرج الغراوي بوجه يروي لنا حكايات ابو زيد الهلالي. ولا فوجئت عندما قال الفريق غيدان ان صاحبه الغراوي هارب من الخدمة العسكرية ومطلوب للقضاء. ولا فوجئت عندما اتهم فخامته الجميع ببيع الموصل. لا مفاجآت في الديمقراطية العراقية الصاعدة . فقط موت وتهجير وتصريحات نارية ومؤتمرات، والتقليعة الجديدة تظاهرات تطالب بتخليد اسماء المتسببين بالخراب وتكريم بطولاتهم وإعادة الاعتبار للمهزومين ولا يهم ارقام القتلى واعداد المشردين.
مرة أخرى.. سنتعرض لحسد شعوب العالم لان الله رزقنا بهذا النوع من االديمقراطية الكوميدية والظريفة..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 12

  1. بغداد

    احلى ديمقراطية كوميدية في العالم ! نعم هذه الديمقراطية الكوميدية السايكوباثية المسيطرة على العراقيين سوف تستمر الى نهاية المسرحية الكوميدية السايكوباثية التي وضعت خططت لها مافيات شركات النفط والغاز المتعددة الجنسيات لإبادة العقل العراقي والكرامة العراقية

  2. ام رشا

    أستاذ علي في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق الآن انا على يقين ان حيتان الفساد و متخاذلي أو بائعي الموصل من القيادات العسكرية لن يعاقبوا وما اللجان التحقيقيه المشكلة الا نوع من التمييع والطمطمة كسابقاتها،والسؤال هل ان أبناء العشيرة اخذوا الأذن و ال

  3. داخل السومري

    لقد قلت فصلا وحكمت عدلا يا استاذ علي في مقالك الرائع هذا.هل تعلم ان ضباط جيشنا الاكارم العشائريون اذا لم يكن هو رئيس العشيره يؤسس فخذا لهذه العشيره ليكون رئيسا لهذا الفخذ. وهكذا تشعبت العشائرية البغيضه واصبحت لا تعد ولا تحصى. اذكر هذه الظريفه لتبين مدى ال

  4. ابو اثير

    سيدي الكريم ... اليست هذه العشائر هي نفسها التي كانت ترقص الدبكة وتطبل لصدام وترمي العكل تحت قدميه وهي ترقص حاملة بنادق البرنو... أليست هذه العشائر التي هوست لولاية المالكي ووزع عليها المسدسات الرئاسية ,كانت تستقبله أستقبال الفاتحين عند زيارته لهم ...هذه

  5. ابو سجاد

    نحتاج الى محكمة مهداوي جديد هل هذا ممكن

  6. ابو سعد

    بيش ابلشت يابو بشت

  7. بغداد

    احلى ديمقراطية كوميدية في العالم ! نعم هذه الديمقراطية الكوميدية السايكوباثية المسيطرة على العراقيين سوف تستمر الى نهاية المسرحية الكوميدية السايكوباثية التي وضعت خططت لها مافيات شركات النفط والغاز المتعددة الجنسيات لإبادة العقل العراقي والكرامة العراقية

  8. ام رشا

    أستاذ علي في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق الآن انا على يقين ان حيتان الفساد و متخاذلي أو بائعي الموصل من القيادات العسكرية لن يعاقبوا وما اللجان التحقيقيه المشكلة الا نوع من التمييع والطمطمة كسابقاتها،والسؤال هل ان أبناء العشيرة اخذوا الأذن و ال

  9. داخل السومري

    لقد قلت فصلا وحكمت عدلا يا استاذ علي في مقالك الرائع هذا.هل تعلم ان ضباط جيشنا الاكارم العشائريون اذا لم يكن هو رئيس العشيره يؤسس فخذا لهذه العشيره ليكون رئيسا لهذا الفخذ. وهكذا تشعبت العشائرية البغيضه واصبحت لا تعد ولا تحصى. اذكر هذه الظريفه لتبين مدى ال

  10. ابو اثير

    سيدي الكريم ... اليست هذه العشائر هي نفسها التي كانت ترقص الدبكة وتطبل لصدام وترمي العكل تحت قدميه وهي ترقص حاملة بنادق البرنو... أليست هذه العشائر التي هوست لولاية المالكي ووزع عليها المسدسات الرئاسية ,كانت تستقبله أستقبال الفاتحين عند زيارته لهم ...هذه

  11. ابو سجاد

    نحتاج الى محكمة مهداوي جديد هل هذا ممكن

  12. ابو سعد

    بيش ابلشت يابو بشت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram