إياك أن تصدق كل ما يتوارد أمامك من أخبار وأنباء ، سواء أكانت مقروءة او مسموعة او مرئية !
ولكن .. إياك ثم إياك أن تكذب او تنكر كل ما يتوارد أمامك من أخبار وأنباء تحملها إليك الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية التي صارت تتناسل تناسل الأرانب.
انها حقا معضلة عسيرة الحل ، ان تقف حائرا مكتوف اليدين مسلوب الإرادة في المنطقة الوسطى الملغومة بالشك المطبق واليقين المطلق .
بين الخبر الحقيقي واختلاق الخبر او فبركته او تحويره ،حيز بسمك شعرة ، تتضخم بفعل فاعل لتغدو بمساحة ومسافة سنة ضوئية ، جاهزة للتصديق حد اليقين .
فأي شرك منصوب للقارئ العادي ، يتربص به ليوقعه في براثنه؟
لو قيض لك — غدا —قراءة خبر عاجل يمرق سريعا بحروف سميكة أسفل شاشة فضائية: إن قوة ظلامية ، تكفيرية ،مدججة بفاتك الأسلحة ،محصنة بأحدث الآليات تمكنت من السيطرة على شارع ( ابو نؤاس ) قلب بغداد . وهددت بتسميم مياه النهر وتفخيخ وتفجير البنايات والفنادق التي على الضفة، وما من عاصم إلا الاستجابة الفورية لشروطها ومطالبها و… لما كان بإمكانك غير تصديق الخبر حتى لو كنت على مرمى حجر من الشارع . فكيف يكون الحال لو كنت في حي أخر او مدينة أخرى؟
المواطن البسيط الأعزل ، غير المنقاد عن عمى او عن جهالة، ضائع في متاهة إعلام لا تحكمه ضوابط متعارف عليها ، ثمة خبر يناقض خبرا ، تصريح يدحض تصريحا ، موقف اليوم ينسف موقف البارحة.
إطلاق حرية الإعلام بلا قوانين نشر صارمة .. نقمة .
تقنين وتضييق حرية الإعلام بلا ضوابط .. نقمة مضاعفة .
الحكومة الرشيدة . بكفاءة وخبرة أجهزتها . ونزاهة مستشاريها ، لا تعدم وسيلة ما للإمساك بالزمام ، فلا تترك الخيول الجامحة تجري دون أعنة ، ولا تسلك بالعربة طريقا ملغوما يودي بالعربة والحوذي والركاب الى التهلكة او يقودهم - في أحسن الأحوال - إلى درب الصد ما رد !!
حقا .. الأمثلة تضرب للتوقي والحذر ، والأمثلة تضرب للقياس !
سطوة الإعلام
[post-views]
نشر في: 14 يناير, 2015: 09:01 م