مسلمو فرنسا: شعار "أنا شارلي" يغذى شعورا بالتمييز والتهميش
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الجدل الذى أثاره قرار مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية نشر رسوم النبي محمد (ص) قد دخل مرحلة جديدة ، الثلاثاء، مع إدانة السلطات الإسلامية للرسم الكاريكاتيري الجديد المس

مسلمو فرنسا: شعار "أنا شارلي" يغذى شعورا بالتمييز والتهميش

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الجدل الذى أثاره قرار مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية نشر رسوم النبي محمد (ص) قد دخل مرحلة جديدة ، الثلاثاء، مع إدانة السلطات الإسلامية للرسم الكاريكاتيري الجديد المسيء للرسول الذى تنشره الصحيفة في عددها(أمس). وتحدثت الصحيفة عن الرسم الذى نشرته الصحيفة على غلاف عددها الجديد يوم امس الأربعاء، الذى من المتوقع أن يبيع 3 ملايين نسخة، وقالت إنه حتى قبل ظهور المجلة في مراكز بيع الصحف، حذرت السلطات الإسلامية من رد فعل عنيف محتمل. وأشارت واشنطن بوست إلى بيان دار الإفتاء المصرية الذى وصف الرسوم بأنها استفزازية بشكل غير مبرر لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم ممن يحبون النبي( ص) ويحترمونه. ودعا البيان الحكومة الفرنسية إلى إدانة العمل العنصري الذى قامت به الصحفية والذى يشعل الطائفية. وتمضى الصحيفة قائلة إن موقع "سايت" الاستخباراتي" رصد دعوات من متعاطفين متشددين، كتب أحدهم على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "يريدون سيارة مفخخة هذه المرة". ويأتي الجدل الأخير مع إعلان المسؤولين الفرنسيين أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا الأسبوع الماضي انطوت على شبكة أوسع من الدعم المالي واللوجستي لمنفذيها الثلاثة أكثر مما كان يعتقد في السابق. من ناحية أخرى، تناولت الصحيفة موقف المسلمين في فرنسا مما جرى في بلادهم الأسبوع الماضي، وقالت إن كثيرين داخل الجالية المسلمة في فرنسا، الأكبر في أوروبا وعددها 5 ملايين نسمة، يرون ان المأساة التي وقعت بشكل مختلف تماما عن أقرانهم من غير المسلمين. فهم يشعرون أنهم ممزقون بشدة بسبب الشعار المنتشر الآن "أنا شارلي" ويقولون إنهم ليسوا "شارلي" على الإطلاق. وتابعت قائلة إن كثيرا من مسلمي فرنسا يرفضون العنف الذى ضرب البلاد الأسبوع الماضي، لكن أثارتهم أيضا فكرة أنهم لابد وأن يدافعوا عن الصحيفة. ويرون أن هذا الموقف يجعل الفرنسيين يهمشون المسلمين مرة أخرى ويغذون شعورا عاما بالتمييز الذين ساعد في تهيئة الظروف للتطرف في المقام الأول. فلاتزال معدلات الفقر والبطالة أعلى بين مسلمي فرنسا مقارنة بمعدلاتها على مستوى الدولة بشكل عام. وتزداد تلك المعدلات على نحو خاص في الضواحي الباريسية التي يقطنها المسلمون، مثل جينفيلرز، المنطقة التي سكنها شريف كواشي أحد المسلحين الذين نفذوا هجوم شارلي إبدو الأربعاء الماضي. ففي شوارع تلك الضاحية، تظل شارلي إبدو شيئا مختلفا، رمزا لما يصفه البعض بالإذلال اليومي للمسلمين في فرنسا.

غلاف "شارلي إيبدو" الأخير ربما يثير المزيد من العنف وتهديدات جديدة لمحرري الصحيفة

أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى تحذيرات معظم المسلمين أن نشر أية صور تشير إلى النبي محمد (ص)، سيكون ازدراء، مضيفة أن البعض يؤكد أن الرسم المنشور على غلاف صحيفة شارلي إيبدو، هذا الأسبوع، يمثل "وقاحة مقنعة". وأصدرت صحيفة شارلي إبدو الفرنسية، التي تعرضت لهجوم إرهابي الأسبوع الماضي بسبب نشرها صورا مسيئة أسفر عن مقتل 12 صحفيا من مجلس التحرير، 3 ملايين نسخة من عددها هذا الأسبوع. وحذرت مؤسسة الأزهر من أن الصور المسيئة على غلاف الصحيفة الفرنسية هذا لأسبوع من شأنه أن يفاقم التوترات بين الغرب العلماني والمسلمين المحافظين. هذا فيما تشير نيويورك تايمز إلى أن تهديدات بالقتل انتشرت على الإنترنت ضد صحفيي "شارلي إيبدو". ووصف أنجيم شودري، الزعيم السابق لجماعة متشددة محظورة في بريطانيا، في تصريحات لصحيفة الإندبندنت، الرسم الجديد بأنه "عمل من أعمال الحرب" التي من تكون عقوبتها الإعدام إذا تمت المحاكمة في محكمة شرعية. وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه بالإضافة إلى التهديدات الجديدة، واحتمال المزيد من العنف بعد أسبوع تعرضت فيها المواقع اليهودية والمساجد في فرنسا لهجمات، فإن الإصرار على ما يعتبره المسلمون استفزازات مستمرة، يجدد الشكاوى حيال الكيل بمكيالين في البلدان الأوروبية، التي تحظر خطاب الكراهية بينما لا تنهى عن السخرية من الدين.