اعتبر تنظيم ما يسمى بـ«الدولة الإسلامية» قيام صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة بنشر رسوم جديدة للنبي محمد (ص) في عددها الصادرأمس، «خطوة بالغة الحماقة»، بحسب ما جاء في نشرة إخبارية لإذاعة تابعة للتنظيم.
 
اعتبر تنظيم ما يسمى بـ«الدولة الإسلامية» قيام صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة بنشر رسوم جديدة للنبي محمد (ص) في عددها الصادرأمس، «خطوة بالغة الحماقة»، بحسب ما جاء في نشرة إخبارية لإذاعة تابعة للتنظيم.
وقالت «إذاعة البيان» التابعة لتنظيم «داعش»، في نشرتها صباح أمس، إنه «في خطوة بالغة الحماقة، تنشر مجلة «شارلي ايبدو» عدداً جديداً يحتوي على رسومات مسيئة للرسول الأعظم»، في إشارة إلى قيام الصحيفة بنشر رسوم جديدة للنبي محمد في أول عدد تصدره بعد الهجوم المسلح الذي نفذه اسلاميان متطرفان ضدها الأسبوع الماضي، وأدى إلى مقتل عدد من كبار رساميها.
واعتبر التنظيم أن الصحيفة التي سبق لها في الأعوام الماضية نشر رسوم للنبي «تعود لحماقاتها مرة ثانية وتنشر صوراً مسيئة للرسول الكريم(ص)».
ونشرت الصحيفة الفرنسية على غلاف عددها الصادر أمس، رسماً للنبي محمد دامعاً وهو يحمل لافتة كتب فيها «أنا شارلي» بالفرنسية، في إشارة إلى العبارة التي أضحت شعاراً لحملة تضامن عالمية واسعة مع الصحيفة بعد الهجوم على مقرها في باريس في السابع من كانون الثاني/يناير. وكتب بالأسود فوق صورة النبي على الغلاف «مغفور كل شيء».
وأشارت «اذاعة البيان» إلى أن «الجريدة الملحدة تسعى إلى استغلال الأحداث الأخيرة لتحقيق مكاسب مادية كبيرة من توزيع العدد المسيء». في سياق منفصل، قرر ناشر «شارلي ايبدو» زيادة نسخ العدد الأول من الصحيفة بعد الاعتداء الذي قضى على هيئة تحريرها والصادر أمس من ثلاثة إلى خمسة ملايين نسخة لمواجهة الإقبال الاستثنائي عليها في فرنسا، على ما أفاد الموزعون. وقالت رئيسة «ميساجري ليونيز دو برس» فيرونيك فوجور إن «الناشر قرر هذا الصباح رفع عدد النسخ إلى خمسة ملايين» ستوزع بمعدل نحو نصف مليون نسخة في اليوم ما سيسمح لجميع الأكشاك الراغبة في إعادة التزود بالحصول على نسخ إضافية، «بعدما نفد هذا العدد التاريخي منذ الصباح في معظم اكشاك فرنسا».
القاعدة: الظواهري أمر بتنفيذ "غزوة باريس"
تبنى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الهجوم على صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة مؤكداً أنه نفذه بأمر من زعيمه ايمن الظواهري «ثأراً للنبي محمد(ص)».
وقال المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الآنسي، في رسالة مصورة نشرت عبر الانترنت تحت عنوان «ثأراً لرسول الله، رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»، «إننا في تنظيم (قاعدة الجهاد) نتبنى هذه العملية ثأراً لنبينا صلى الله عليه واله وسلم».
وشدد الانسي على أن «من اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله وتنفيذاً لأمر اميرنا العام الشيخ المفضال ايمن بن محمد الظواهري»، زعيم الشبكة المتطرفة في العالم، و«لوصية» مؤسس «القاعدة» اسامة بن لادن. وقال الآنسي: «انتدب الأبطال فلبوا ووعدوا فوفوا فشفا الله بهم صدور المسلمين».
واعتبر الآنسي، الذي نشرت رسالته على موقع «يوتيوب» وعبر «تويتر»، «أساء أولئك الكفرة الفجرة إلى أنبياء الله المصطفين الأخيار وتمادوا بكفرهم حتى تمادوا على خليل الله... محمد بن عبدالله... فضجت أمة الإسلام وهاجت». وأضاف: «اليوم يأخذ المجاهدون بثأر نبيهم الكريم».
وهنأ الآنسي المسلمين «بهذا الثأر وهذا الانتقام الذي شرح الصدور»، معتبراً أن العملية تشكل «نقطة تحول جديدة في تاريخ الصراع». وأضاف: «هؤلاء اخواننا جادوا بأنفسهم نصرة لنبينا... فلننصر نبينا وديننا».
وانتقد الآنسي وضع ما قامت به الصحف من خلال نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبي محمد في اطار الحرية، وحمل على «تلك الحرية الزائفة التي لا تفتح آفاقها إلا لمن ينشر الرذيلة ويحارب الله ورسوله».
وإذ توجه إلى الغرب قائلاً «كفوا اساءتكم»، وذكّر بقول اسامة بن لادن «اذا كانت حرية أقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدروكم لحرية أفعالنا».
فرنسا توقف الفكاهي (ديودونيه) بتهمة تبرير الإرهاب
من جهة أخرى، أوقفت شرطة باريس، يوم أمس، الفكاهي الفرنسي ديودونيه في إطار تحقيق بتهمة «الإشادة بالإرهاب» بعد الهجمات الدامية التي شهدتها فرنسي خلال الاسبوع الفائت، بحسب مصدر قضائي.