بالصدفة مرّ عليّ خبر سريع في قناة عربية لمجموعة من أهل الرمادي يستغيثون كما العطاشى بكل من يزودهم بالسلاح ليخلصوا رقاب أهلهم من عصابات داعش. تسمرت أمام الشاشة لساعتين في أمل ان يعاد الخبر كي أتأكد مما سمعته بتأن فلم أنجح. خلاصة قولهم، كما فهمته، أن أهلا بالحشد الشعبي. لا بل حتى اهلا وسهلا بإيران: بس تعالوا وخلصونا. وان وفدا لديهم سيذهب الى أمريكا بحثا عن سلاح يعينهم على الخلاص من البلوى مع تعهد انهم لا يستلمونه الا من خلال وزارة الدفاع العراقية وسيعيدونه للحكومة حال تحرير أراضيهم من المحتلين. أبطال وعقلاء أيضا رغم شدة المحنة والبلاء.
أحزن حد العظم عندما اسمع موجوعا عراقيا يستنجد بالغريب. وحزني يشتد أكثر حين اعرف انه صادق في دعواه ونواياه. وهل هناك من هو أصدق في محاربة الإرهابيين مثل أهل الانبار؟ أنسينا الصحوة ورجالها وكيف أنهم أذلوا القاعدة وطردوها شر طردة من ديارهم؟
لا أدري سر حرمان اهل الرمادي من السلاح وهم في أمسّ الحاجة اليه لا لتخليص أنفسهم بل لتخليص العراق من عصابات الدم كما خلصوه من قبل. لا يحتاج أبناء الرمادي لمن يمنحهم الثقة اذ يكفيهم ان الدعايشة يصفّون الحساب معهم على الهوية آخذا بثارات القاعدة. عشائر بكاملها هناك مطلوبة رقابها للإرهابيين. وسيكشف باطن الأرض يوما عن حجم المقابر الجماعية لشباب الانبار الذي ابوا ان يطيعوا الغزاة.
أبسط قواعد الصداقات ان عدو عدوي صديقي، فكيف اذا كان عدو عدوي ابن بلدي يشاركني الطينة والهواء والماء وغطاء السماء؟
فيا حكومة ويا برلمان ويا اهل العراق جميعا، لا تتركوا أهل الرمادي لوحدهم. فمن يبخل عليهم سيشمت بنا الدواعش ومن اتى بهم لينتقم منا. فو الله إن ضاعت الانبار، كما ضاعت الموصل، ستضيع بغداد لا قدّر الله.
أما من مجيب لأهل الأنبار؟
[post-views]
نشر في: 14 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
سلام
الانبار اكبر محافظة زودت بالسلاح والعتاد من قبل الحكومة الحالية والسابقة ...المشكلة العويصة ان اغلب السلاح الذي تسلمه الحكومة الى ما يسمى بالصحوات يذهب الى الجماعات الارهابية ...وازاء هذه الحالة ما هو الحل ؟؟!
سلام
الانبار اكبر محافظة زودت بالسلاح والعتاد من قبل الحكومة الحالية والسابقة ...المشكلة العويصة ان اغلب السلاح الذي تسلمه الحكومة الى ما يسمى بالصحوات يذهب الى الجماعات الارهابية ...وازاء هذه الحالة ما هو الحل ؟؟!