عبدالزهرة زكي
يمكن للمرء اقتراح عشرات الكتب التي تشكل ضرورة لقارئ عام، لعل كتاب (ألف ليلة وليلة) واحد من الكتب التي يمكن اقتراحها على قارئ عام فاتته قراءة هذا الكتاب، وأتوقع أن قلة من القراء العراقيين لم يمروا على هذا الكتاب.لا مجال في صحيفة موجهة ل
عبدالزهرة زكي
يمكن للمرء اقتراح عشرات الكتب التي تشكل ضرورة لقارئ عام، لعل كتاب (ألف ليلة وليلة) واحد من الكتب التي يمكن اقتراحها على قارئ عام فاتته قراءة هذا الكتاب، وأتوقع أن قلة من القراء العراقيين لم يمروا على هذا الكتاب.
لا مجال في صحيفة موجهة لعموم القراء لاختيار كتاب تخصصي على القارئ والقارئة العامة، لعل كتب الرواية والشعر والسيرة وربما التاريخ هي كتب مشتركة بين هؤلاء القراء والقارئات، لذلك سيتركز اختياري على كتاب سبق وإن اقترحته على واحدة من أجمل الصديقات حين عزمت يوما في التسعينات على السفر.
فاجأتني هذه الصديقة صباح يوم شتائي في العمل إن دعتني لتناول كوب شاي في كافتريا الجريدة لتبوح لي هناك بعزمها السفر خارج البلاد في نفس اليوم وبلا عودة.
كان أمراً محسوماً بالنسبة لها ولم يكن لي سوى أن أتمنى لها الخير والنجاح في ما عزمت عليه، كان معي حينها كتاب كنت قرأته أكثر من مرة، ولم أجد أجمل منه هدية لها ترافقها في رحلة هي أقرب إلى المغامرة.
قلت لها: هذا كتاب لم أصادف مثله ما يحفز على المغامرة من أجل التحليق واكتشاف المجهول وتحفيز القدرة الشخصية من أجل الحرية والمغامرة بقوة الإرادة والأمل بالجديد.
كتاب روائي قصير ومدعم بلغة بسيطة متدفقة بالجمال ومصاغ برؤية شعرية حالمة. لقد ظل دائماً قريباً من النفس بما انطوى عليه من فكرة ومن ذكرى لتلك الصديقة التي غادرت ولم تعد.
إنه كتاب (الطائر جوناثان) لمؤلفه ريتشارد باخ الذي عدت إليه قبل ايام في قراءة لا أتوقع انها ستكون الأخيرة. إنه واحد من أناشيد الحرية، حرية الفرد في عالم يجنح للسلوك القطيعي .