TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إذا طاح الجمل

إذا طاح الجمل

نشر في: 16 يناير, 2015: 09:01 م

هناك مثل شعبي لدينا يقول : " إذا طاح الجمل تكثر سكاكينه " ..ينطبق هذا المثل كثيرا هذه الأيام على ساحتنا السياسية ، ربما لتأهب العديد من الناس لغرز سكاكينهم في أجساد رفاقهم في السباق السياسي إما حقدا وشماتة او لمحاولة مسح أكتاف بدلائهم ونيل رضاهم بكل الوسائل والطرق حتى لو كانت بغرز سكين في جسد جمل صبور او بنحره من الوريد الى الوريد ...
ربما كانت الفوضى السياسية وكثرة الصدمات وتعاقبها هو الذي افقدنا الثقة بالآخرين لدرجة اننا اعتدنا بيع وجوه وشراء اخرى مباشرة ودون التحقق من صدقها وكذبها ..نزاهتها وفسادها ..شرفها وخيانتها ..لهذا السبب تمكن العديد من ساستنا من ممارسة البغاء السياسي بعقد صفقات سرية واخرى ظاهرة لضمان استمرارهم في دائرة السلطة ولا يهم التضحية حينها بجمال أصيلة واستقدام اخرى هزيلة مكانها فالبقاء ليس للأصلح بل لـ(الأوكح ) عينا ..أقول هذا لأننا مع مجيء العبادي ومراقبتنا خطواته المحسوبة وسلوكياته المرسومة بعناية بتنا نطمع بما هو اكثر من ذلك ..تغيير وجوه كالحة كثيرة بعضها يجيد دور المهرج الذي يستخف بمشاعر الناس ويفرض عليهم غرابة أطواره وبعضها يتقن فن التلون حسب مقتضيات المرحلة فهو ( معاهم معاهم ..عليهم عليهم ) والمهم ان تملأ اعتراضاته وتصريحاته النارية القنوات الفضائية وان يظل دائما شاغل الناس ومصدر حيرتهم فهو لا يملك موقفا ثابتا من فئة ما الا بما تفرضه عليه المرحلة ..ووجوه اخرى اسودت وتشوهت من فرط تورطها في تمزيق العراق واسترخاص دماء أبنائه ومازالت قادرة على العبث به وبجدارة ..ووجوه فاحت رائحة فسادها النتنة وتكدست الأدلة والشواهد ضدها ولا سبيل الى تأديبها ومعاقبتها لتكون عبرة لمن يحاول استغلال المرحلة المقبلة ايضا ..
العبادي ليس ساحرا ولن ينفخ في الرماد ليشعل نارا بل ينتظر من الاخرين ان يوقدوا معه الشموع لإنارة طريقنا المعتم ، لكن العديد من السياسيين يتربصون ببعضهم البعض فيتدافعون في السباق وحين يسقط احدهم بفعل الإرهاق او ضغط الآخرين عليه تتوالى عليه الطعنات ليلفظ أنفاسه ويخرج نهائيا من السباق ..
المشكلة ان هموم الساسة كبيرة فعلا لكنها تصب جميعا في كيفية حفاظهم على مناصبهم والمحافظة على امتلاء جيوبهم اما هموم المواطن البسيطة دوما فلا تخطر على بالهم رغم انهم يتشدقون قبل كل انتخابات بالقضاء عليها لكنهم في النهاية وبعد ان يتبوءوا مناصبهم يقضون على المواطن وليس على همومه حين يسترخصون كل شيء حتى دمه للحفاظ على مناصبهم وحين يسرقون اللقمة من فمه ليملأون جيوبهم ...
نحن نراهن على العبادي لا شخصا وانما مسيرة معقولة لخياطة بعض الشقوق في رداء الوطن الممزق لكنه بحاجة الى من يدعم مسيرته ويوحد معه الكلمة لتدارك اخطاء المرحلة السابقة لالمن ينتظر سقوط الجمال او يعمل على اسقاطها عمدا ليغرز سكاكينه فيها .. نحن لا نحتاج الى المعارضة في هذه المرحلة حتى لو كانت ضمن كتل مستقلة تدعي ( الإرادة ) الوطنية للتغيير والقضاء على الفساد وحمل هموم المواطن او حلها ..نحتاج الى من لا يستخدم المواطن كورقة رابحة لخطابه السياسي مهما كان بائسا!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. سعد

    كلامك صحيحةجدا وعين العقل سيدتي فانا واحدا من الذين تفاجئو بقدرة بعض الناس على التلون وكذلك تغيير جلودهم مع كل شخص جديد ياتي وذلك طمعا بمنصب واذا لم يحصل على مايريد فيضع العصي في عجلة الحكومة ..سر يا رئيس الوزراء بمشروعك الوطني ونحن معك ولاتلتفت لعويل الب

  2. سعد

    كلامك صحيحةجدا وعين العقل سيدتي فانا واحدا من الذين تفاجئو بقدرة بعض الناس على التلون وكذلك تغيير جلودهم مع كل شخص جديد ياتي وذلك طمعا بمنصب واذا لم يحصل على مايريد فيضع العصي في عجلة الحكومة ..سر يا رئيس الوزراء بمشروعك الوطني ونحن معك ولاتلتفت لعويل الب

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram