مع أن مشاركة المنتخبات العربية من غرب القارة الصفراء في بطولة أمم آسيا الحالية في أستراليا كانت قياسية بواقع 9 منتخبات توزعت على 4 مجموعات إلا ان واقع الحال لا يشير أبداً إلى أنها منتخبات توجهت إلى المشاركة الأكبر في القارة من اجل التنافس وقول كلمتها باستثناء اثنين منها وصلت فعلاً إلى الدور ربع النهائي وإن كان واقع حالها مفروغاً منه بحكم تواجد ثلاثة منتخبات عربية في المجموعتين الثالثة والرابعة وبذلك يكون لزاماً مرافقتها لفرق إيران واليابان وبعيداً عن الخوض في الفارق الشاسع بين فرق غرب القارة وشرقها ووسطها الممثل بأوزبكستان وايران او الوافد الغريب من القارة أستراليا فان الخلل يعبر عن نفسه مدوياً وتؤشره الصحافة الاسترالية اليوم بمنهجية المحترف الذي يخط لنفسه أفقاً مستقبلياً كبيراً بني على هذه النظرية التي تشير إلى البون الواسع في المستويات وتطالعنا بتحليلات منطقية ترسم تأهل منتخبها إلى نهائيات كأس العالم حتى بعد عقود مقبلة بنظرية حسابية غاية في الأهمية تحدد ثلاثة منتخبات متنافسة من شرق القارة وثلاثة من وسطها وغربها يضاف لها المنتخب الأسترالي ومع حتمية سقوط المرشحين من الغرب والوسط بالمنافسة فإن فرصة الأستراليين ستعلو وتصبح ماثلة للعيان في جميع التصفيات بما فيها الأولمبية والشبابية أيضا مع بقاء المونديال افضلها، وترفع التحليلات من سقف أحلامها الملموسة بعد الفوز باللقب الآسيوي للأندية الأبطال لصالح أستراليا العام الماضي وتمني النفس بعدم إفلات فرصة تاريخية من اليد ببقاء الكأس الآسيوي في أستراليا ببطولة الأمم في أرضها وبين جمهورها لتعزيز هذا الميزان الأسترالي المستقبلي الذي سيقلب الطاولة رأساً على عقب لسنوات طوال بفضل توفر مقومات النهوض من كل حدب وصوب ،ومن يطلع على تحليلات الإعلام الرياضي النشط جداً في هذه الأيام ببلد الكنغارو سيرى تطلع القائمين على الرياضة هناك وأفكارهم الطموحة التي تلبي بالتأكيد متطلبات شارعهم الرياضي ولأجل التواصل مع منهجية هذا الحديث والاستفادة منه فقد نقلته للنقاش مع احد المسؤولين الرياضيين لدينا وطالبته بأن يعبر لي عن رؤيته في ما يخص واقعنا الرياضي وما يجب ان نخطط إليه وصولاً إلى الإنجاز على مستوى المنتخبات والأندية كما يفعل الآخرون ، فأطرق الرجل مستفهما من غرابة الطرح وبعد ان استوعب صدمة الأسئلة بادرني بالقول مازحاً، لننتظر كل تلك الرسومات حتى يرفع الحظر عن الملاعب العراقية ولننتظر قانوناً ينظم الاحتراف والدوري الكروي مضيفاً ان ذلك لن يحدث من دون الحصول على بنية تحتية رياضية محترمة كما هي في أستراليا واليابان ويسهب في إظهار العيوب المستعصية وصولاً إلى اليأس المطبق ومحدودية الآمال في ان يصل منتخبنا الوطني إلى الدور ربع النهائي في البطولة الحالية بأستراليا ولنترك كل شيء إلى المستقبل وتطور الأوضاع التي يرتبط بعضها بالبعض الآخر ،إلى هذا الحد وادركت عندها ان الرجل يطلب فاصلة زمنية قد تمتد إلى خمسين عاماً أو اكثر من ذلك لكي يتحقق كل ما يصبو له ونكون بحالة توازي أستراليا اليوم وانهى الحديث ساخراً ان وصلنا إلى مرحلة أستراليا اليوم بعد كل تلك السنين قد نشاهد الأستراليين واليابانيين والكوريين عندها وصلوا إلى مصاف ألمانيا وإسبانيا ، وهنا فضلت شخصياً ان اقفل النقاش متمنياً لمنتخبنا الوطني الظفر بأكبر حصيلة من الأهداف أمام فلسطين لنصل إلى الدور ربع النهائي ونريح جماهيرنا المتطلعة للإنجازات الرياضية.
نحن وميزان أستراليا الكروي
[post-views]
نشر في: 19 يناير, 2015: 09:01 م