TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنصفوا الجيش العراقي

أنصفوا الجيش العراقي

نشر في: 19 يناير, 2015: 09:01 م

في إحدى الجامعات العراقية ، أقيم احتفال طلابي حضرته فرق فنية كان الهدف من مشاركتها تقديم أناشيد وطنية تشيد ببطولات الجيش العراقي لكن كلمات تلك الأناشيد نحت منحى طائفيا واضحا أثار سخط بعض الحضور من الطلبة وامتعاض الهيئة التدريسية وأحرج منظمي الحفل لدرجة إقدام احدهم على مطالبة الفرق الفنية بالاعتذار للحضور عن تأجيج الطائفية والإساءة السافرة لشريحة معينة ..لا نريد هنا الخوض في الأسباب التي قادت الى نشوء مثل هذه الفرق الفنية التي لا تخدم رسالة الفن ولا الوطنية ولا تنصف الجيش العراقي بل في نتائج ما ستؤول اليه تلك الممارسات التي لا تليق بالشباب العراقي الذي كان نواة وقاعدة اولى لكل الثورات والحركات التحررية عبر التاريخ وكان يعكس دائما وعيا ونضجا فكريا وسياسيا وحماسة وطنية حقيقية وغير موجهة الى وجهة معينة لا تصب في بوتقة الوطن الواحد والانصهار الموحد فيه ..
أتساءل هنا ..متى كان انتماء الجيش العراقي لشريحة دون اخرى وهل يقاتل الآن طائفة بعينها ام يقاتل (داعش ) التي أحرقت الأخضر واليابس في بلادنا ولم تحابي طرفا او تخدم احدا بل جاءت من الخارج تحت لواء ديني مزيف لتنفذ مخططات خارجية اولها تمزيق العراق ارضا وشعبا ...صحيح ان (داعش ) وجدت لها مؤيدين ومناصرين وحواضن جاهزة من بعض السياسيين قبل المواطنين لكن اللعبة انكشفت الآن وادرك الجميع من كان الجلاد ومن الضحية ...لقد أفرزت اللعبة السياسية القذرة مع داعش آلاف الضحايا من المواطنين المسالمين ممن فقدوا منازلهم وأراضيهم وأمانهم وباتوا مشتتين في انحاء العراق حاملين لقب ( النازحين ) وهم في داخل بلدهم ..الجميع كان ضحية للمطامع الخارجية واخطاء الساسة وطموحاتهم غير المشروعة ...المواطنون والجيش العراقي الذي اعتاد ان يضم بين جناحيه كل أطياف العراق وألوانه ..كانوا يقاتلون معا من اجل أمن العراق وأمان أهله..ينامون معا في الملاجئ وينقذ بعضهم البعض حين تنشب الحرب ..لم يفكر جندي عراقي يوما انه يحمل جثة او جسدا جريحا لجندي من طائفة اخرى غير طائفته او قومية اخرى غير قوميته ..كانوا معا ..جسد واحد وروح واحدة لصد عدو واحد فهل حولتهم السياسة الى جيوش مصغرة ومجاميع طائفية مسلحة ..انهم ضحايا كغيرهم لتلك اللعبات القذرة بدءا من مجزرة الحويجة وسقوط الموصل ومجزرة سبايكر والقائمة تطول ...ومازال الجميع يدفع ضريبة الدم العراقي الغالي دون ان يفكر في الاسباب التي قادت الى ما اصبحنا اليه ..
لا نريد ان يشوه الطارئون على السياسة والفن صورة جيشنا العراقي البطل بادخاله في دهاليز أفكارهم المظلمة وليتركوه يبحث عن هويته في ذرات تراب وطنه لا في جثث اخوانه ..نريده ان يظل سورا للوطن وحارسا لبوابته وليس اسيرا لأفكار هدامة يزرعها فيه من يعيش على خراب الوطن وتشرذم أهله ...وحبذا لو تهلل الفرق الفنية في كل احتفالات العراق لبطولاته وتضحياته الحقيقية ولا تحوله الى بيدق شطرنج جامد في لعبة السياسة القذرة ..

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram