لم يثر البيان الذي وزعه تنظيم"القاعدة" قبل عدة اشهر انتباه وسائل الإعلام الغربية، والخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، والذي رفض فيه ما ورد في تقييم اميركي يفيد بأن التنظيم في طريقه للزوال ،ووصفه بأنه "أكذوبة"، ومن ثم لاحقا نشر حسام عبد الرؤوف وهو مص
لم يثر البيان الذي وزعه تنظيم"القاعدة" قبل عدة اشهر انتباه وسائل الإعلام الغربية، والخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، والذي رفض فيه ما ورد في تقييم اميركي يفيد بأن التنظيم في طريقه للزوال ،ووصفه بأنه "أكذوبة"، ومن ثم لاحقا نشر حسام عبد الرؤوف وهو مصري من قادة التنظيم رسالة الكترونية قال فيها " ايا كانت الزلات والاخطاء قد تكون الافرع الاقليمية قد اقترفتها الا انها محدودة العدد وسط جبال من الأعمال والنجاحات المشهودة". ولم تعترف القاعدة بتنظيم الدولة الاسلامية والخلافة التي اعلنتها في الأراضي التي استولت عليها في العراق وسوريا.
تقرير أميركي
وكان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية عن الارهاب الذي نشر في نيسان الماضي اشار الى انه "نتيجة للجهود العالمية المتواصلة ضد التنظيم و الانتكاسات التي مني بها قادته ،فقد تقلصت القيادة الرئيسية للتنظيم وتآكلت قدرتها على توجيه عناصرها و شن الهجمات". العملية الارهابية الاخيرة كشفت العكس اضافة الى نقطة الضعف في الستراتيجية الغربية لمكافحة الارهاب الاسلامي".ويتضح الان ان قتل زعيم القاعدة بن لادن و عدد كبير من قيادات التنظيم، وتجفيف منابع مصادر امواله و تشتيته" لم يوقف مسيرة التنظيم الا بشكل مؤقت. وكانت الباحثة في كلية هاريس للدراسات السياسية العامة بجامعة شيكاغو جينا جوردن شددت في العام 2011 على " ان قتل القياديين البارزين قد يزعزع استقرار التنظيم على المدى القصير، لكنه لن يكون فعالا في التسبب في انهياره"، وأوضحت "ان الطبيعة المركزية للتنظيم ،ولفروعه الاقليمية التي تعمل بصورة مستقلة للغاية، تساعده على زيادة قدرته على مقاومة اثار الضربات ،وبالتالي فلن يؤثر ضعف احد الافرع على المدى الطويل على قدرة الفرع الرئيسي على القيام بعمليات".
الوحيشي: القائد الميداني
ويوصف تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بزعامة اليمني ناصر الوحيشي بأنه الاقوى بين فروع التنظيم الاصولي المنتشرة في بلدان عربية عدة. وكان اعلن رسميا عن التنظيم في العام 2009 باندماج فرعي " القاعدة" في السعودية و اليمن ،كما اعلن قادته مبايعة الوحيشي أميرا للتنظيم والسعودي سعيد الشهري نائبا له ليكون مقره اليمن ،وانضم اليه المئات من المطلوبين في السعودية و اليمن والعائدين من معتقل غوانتانامو. واختار التنظيم تنفيذا لوصية زعيمه بن لادن اليمن ،بالاستفادة من الطبيعة الجغرافية القاسية، فضلا عن التدهور الحاد في الاوضاع الأمنية نتيجة انشغال الحكومة اليمنية في حروبها مع الحوثيين في الشمال، وتصديها للدعوات المطالبة بالانفصال، وفك الارتباط في الجنوب.ونفذ التنظيم في نوفمبر العام 2009 بعد الاعلان رسميا عن تأسيسه اول عملياته الارهابية خارج الاراضي اليمنية باستهداف طائرة ركاب اميركية كانت في رحلة بين امستردام وديترويت الاميركية عبر الانتحاري النيجيري عمر الفاروق ،غير ان السلطات الأميركية احبطتها قبل تنفيذها.
غزوة باريس
وشهد حضور التنظيم انحسارا خلال السنوات التالية نتيجة الحرب التي قادتها صنعاء وواشنطن على الارهاب، وتتوجت بقتل المئات من مسلحيه وقادته في عمليات اميركية شنتها طائرات من دون طيار بالتزامن مع شن مسلحي التنظيم عشرات الهجمات ضد مواقع عسكرية يمنية و اجنبية. وفي العام 2013 عاود التنظيم تحت قيادة الوحيشي تجميع عناصره ،وشن سلسلة هجمات ارهابية وعمليات ارهابية بالسيارات المفخخة على مواقع الجيش و المخابرات،ولكنه فشل في تنفيذ عملية كبيرة بعد اعتراض الأميركيين مكالمة هاتفية للوحيشي ابلغ فيها الظواهري بها مشددا على انها " ستغير مجرى التأريخ". وتأتي "غزة باريس ثأرا لنبينا "، التي قال المتحدث باسم التنظيم ناصر الآنسي" ان الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية و انتدب قائدها ،هم قادة التنظيم تنفيذا لوصية الشيخ اسامة بن لادن"و" ان منفذي الهجوم الاخوين كواشي هما" بطلان من ابطال الاسلام".وعملية شارلي ايبدو برأي استاذ مادة الاسلام في جامعة توزلة ماتيو غيدر هي " عملية فعلية لاهداف دعائية" واضاف " " ان قيادة القاعدة تسعى بعد الصعود الصاعق ل" داعش" لاستعادة لمعانها الارهابي بعمليات مماثلة لتلك التي نفذتها في الفترة من 2001 – 2011 ، لتأكيد انها قوية ،ولدفع مقاتليها الذين تخلوا عنها وانضموا الى تنظيم البغدادي لاسيما بعد كثافة العمليات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي التي ادت الى اضعاف التنظيم و تحجيمه ومنعه من تحقيق تقدم على الارض".وبحسب الخبير في الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولية التي مركزها بروكسل ايبريل لونغلي " ان نجاح مقاتلي " الحوثي" في السيطرة على اليمن على النموذج العراقي اظهر عمق ضعف الدولة اليمنية ،ولكنه يتيح لتنظيم " القاعدة" الدخول الى الساحة لتأجيج المشاعر الطائفية لدى الطائفة السنية ضد الشيعة لكسب المزيد من الانصار والمؤيدين والداعمين و المقاتلين المستعدين لمواجهة سيطرة الحوثيين على مقاليد الدولة و البلاد". هذا فيما اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس جان – بيير فيليو" ان عملية باريس الارهابية حدثت على خلفية متغيرات وتطورات هيكيلية وتنظيمية وصراعات عميقة داخل الجماعات الجهادية و فيما بينها"، مشيرا الى" الشخصية الرئيسية و المحورية المحركة للصراع هو بوبكر الحكيم تونسي يحمل الجنسية الفرنسية شارك في معارك القاعدة في العراق العام 2004 ،وهو يعتبر الاب الروحي للاخوين كواشي منفذي الهجوم على " شارلي ايبدو" اللذين تدربا العام 2011 على يد انور العولقي اليمني المولود في الولايات المتحدة الذي تم قتله العام نفسه بصاروخ اطلقته طائرة اميركية " درون" من دون طيار في اليمن".