حمل البريد الإلكتروني لصحيفة المدى في اليومين الماضيين عددا من الرسائل حول مقالي المنشور في هذه الزاوية " مش حتقدر تغمض عنيك " أصحاب التعليقات " الشاتمة " حيناً، والمنفعلة أحياناً أخرى يتهمونني بأنني أسأت الى أفكارهم ومعتقداتهم، وإنني أحاول السخرية في مسائل لا أفقه بها.
إلى أصحاب الرسائل الكرام، أقول وأؤكد إنني مخلوق لا أتعامل إلا مع ما يمليه العقل، لا الخرافة، وكما قيل في الأمثال ان "لله في خلقه شؤون"، فانا حرصت ان لا انتمي الى المخلوقات المعتدية، ولست من المروّجين لتيار سياسي، ولا معرفة لي بأصحاب الأجندات، ولم اعتدِ في عمودي المنشور في هذه الزاوية على أحد علماء الأمة، ولا جال بخاطري ان السيد حيدر الجيزاني الذي ظهر في حلقة الزميل نبيل جاسم والخاصة ببيع الشباب، هو احد مفكري هذا العصر، كما جاء في احد الردود الغاضبة، فأنا يا سادة اخترت الكتابة عن رجل ظهر وهو ينادي بعودة عصر العبودية، ويعتقد ان الإسلام روّج لظاهرة العبيد ويصر على ان هناك آياتٍ ودلائل قرآنية وأحاديث نبوية تبيح استعباد الإنسان، ربما أكون جاهلا ولم أطلع على الموسوعات " العظيمة " التي هضمها السيد الجيزاني، ولكنني أتحدث هنا عن قيمة العقل والمعرفة في حياة الشعوب المستنيرة، أتحدث عن النموذج الإنساني الذي يجب ان نكون عليه ونزرعه في نفوس الشباب، أفكر في نوع المجتمع الذي يراد له ان ينشأ في ظلّ أصحاب الكهوف هؤلاء؟ وايضا في نوع الجيل الذي سينمو في ظل تأليه الخرافة، وغلق نوافذ وأبواب المعرفة، أفكر في ساسةٍ ومسؤولين لايعرفون من الإسلام سوى زواج القاصرات، والمرأة التي هي ضلعٌ أعوج لابد من الطَّرق عليه كي يستقيم، أفكر في من اتخذ من الدين وسيلة لاستغلال ضعف الناس وحاجتهم، أنا يا سادة يهمني ان لايكون المستقبل رهينة بيد داعش او ما جاورها من توجيهات وتعليمات يعتقد أصحابها أنها مطهرة بماء السماء..أفكر في شعوب يراد لها ان تنشر الظلام، فيما العالم يصر ان تعيش في عصر العقل، الذي قال عنه نبيّ الإسلام " ص": " لكل شيء آله وعدّة وان آلة المؤمن العقل، ولكل شيء مطيّة ومطيّة المرء العقل، ولكل قوم غاية وغاية أمتي العقل، ولكل قوم داع، وداعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة أمتي العقل، ولكل سفر فسطاط، وفسطاط أمتي العقل".
أيها السادة هذه سُنّة البصري الحسن بن الهيثم أحد أعمدة النور للبشرية مثلما أعلنتها الأمم المتحدة،، ولا يمكن ان تكون سُنّة القحطاني اوالجيزاني، كما لا يمكن ان ننسى أننا أبناء محمد رضا الشبيبي وعلي الشرقي والعلّامة الآلوسي. عمائم فاضلة ومتنورة بشرت بإنسانية الدين وسماحته، وحب الحياة ولذتها، وقيمة الإنسان ومنزلته. بعد خمسين عاما على ذكرى رحيل الشبيبي يراد منا ان نسير خلف حيدر الجيزاني الذي ربما فاته ان الأمم المتحدة،وهي تمجد عالما عراقيا، تعرف ولا نعرف نحن، ان البصري اكتشف قوانين الضوء لا الظلام، وهو أول من تحدث عن سرعة الضوء قبل العلماء الأوروبيين بمئات الأعوام.. وعلى نظرياته قامت كل النظريات التي غيرت وجه العلم والعالم.
اكتب هذه الكلمات لأنني اشعر بالأسى لما وصلنا إليه من تخلّف مرعب.. أين أمثال الرصافي وعلي الوردي والكرملي، إننا ندفع ثمن تخلف يراد له ان يستمر قروناً وعصوراً.
ظلام الجيزاني وضوء البصري
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 8
ام رشا
التخلف المرعب الذي وصلنا اليه بممارسات يومية مختلفة وتصريحات كل من هب ودب في وسائل الإعلام و كانه يملك العراق وأهله وله الحق في ان يقرر مصير بلد وشعب لا يمكن ان يرتضي بالوضع المشين الذي وصلنا اليه، أقول ان ذلك يحبطنا ويصيبنا باليأس ولكن اين السلطة من هكذ
داخل السومري
انت يا استاذ علي في مقالك السابق مسكت معولا تريد به هدم بناء بناه حفنه من العمائم السوداء والبيضاء والخضراء ليكون هذا البنا مظلما لا يخترقه شعاع النور. وتحت هذا البناء يعيش اولاد الخايبه ليكونوا ارقاما يتباها بها اصحاب هذه العمائم. وأولاد الخايبه هؤلاء يك
ali alsaffar
الشمس تشرق دوما شاء الليل ام ابى ؛ انت تدري يا علي ان الصراع قد احتدم بين المتنورين والظلاميين واني احس وأرى فيك تلألؤا اشد من الشمس وعيون الخائبين سوف تدمى وفكر الظلاميين سيندحر ويحترق في مركز الارض حيث سيهوى بجهد المكافحين من أجل النور والعقل والمنطق
داخل السومري
بوركت استاذ علي وبورك قلمك الحر الذي يهش وينش عن اعداء شعب وادي الرافدين الذين طمسوا عقله وكادوا يلغوا حضارته العريقه ليبدلوها بتراث متخلف ومنحط كل الانحطاط. واني اقول لهذه النفايات هيهات لكم ان تلغوا هويتنا التي هي هذا الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه ا
ام رشا
التخلف المرعب الذي وصلنا اليه بممارسات يومية مختلفة وتصريحات كل من هب ودب في وسائل الإعلام و كانه يملك العراق وأهله وله الحق في ان يقرر مصير بلد وشعب لا يمكن ان يرتضي بالوضع المشين الذي وصلنا اليه، أقول ان ذلك يحبطنا ويصيبنا باليأس ولكن اين السلطة من هكذ
داخل السومري
انت يا استاذ علي في مقالك السابق مسكت معولا تريد به هدم بناء بناه حفنه من العمائم السوداء والبيضاء والخضراء ليكون هذا البنا مظلما لا يخترقه شعاع النور. وتحت هذا البناء يعيش اولاد الخايبه ليكونوا ارقاما يتباها بها اصحاب هذه العمائم. وأولاد الخايبه هؤلاء يك
ali alsaffar
الشمس تشرق دوما شاء الليل ام ابى ؛ انت تدري يا علي ان الصراع قد احتدم بين المتنورين والظلاميين واني احس وأرى فيك تلألؤا اشد من الشمس وعيون الخائبين سوف تدمى وفكر الظلاميين سيندحر ويحترق في مركز الارض حيث سيهوى بجهد المكافحين من أجل النور والعقل والمنطق
داخل السومري
بوركت استاذ علي وبورك قلمك الحر الذي يهش وينش عن اعداء شعب وادي الرافدين الذين طمسوا عقله وكادوا يلغوا حضارته العريقه ليبدلوها بتراث متخلف ومنحط كل الانحطاط. واني اقول لهذه النفايات هيهات لكم ان تلغوا هويتنا التي هي هذا الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه ا