TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كوّل ضد الفساد

كوّل ضد الفساد

نشر في: 24 يناير, 2015: 09:01 م

وإن كانت شعوب الأرض كلها تفرح بفوز فرق بلدانها بكرة القدم، لكن فرح العراقيين يظل مختلفا من حيث الكم والنوع. بنا من الفرح المخنوق ما يهز الجبال لو انه انطلق. لكن من هو ذا الذي يعينه على الانطلاق؟ ومع ان الحزن والهم قد صبّ علينا صبا، وبفعل فاعل، لكن بعضه اشتريناه بأيدينا. ألم تقل أمهاتنا في أمثالهن: يا من شراله من حلاله علّه؟ كلما امر على وجه سياسي كالح، ذي لسان لا يعرف غير زرع اليأس في النفوس، أصب جام غضب لساني على الذي انتخبه وليس عليه.
في فرحة العراقيين بفوز فريقهم على إيران درس كبير للساسة وبالأخص رئيس الوزراء. نعم انه لم يمض عليه وقت طويل منذ نزل لساحة اللعب ضد المفسدين والجهلة الذين كادوا ان يجعلوا العراق حجرا على حجر ان لم يكن قد جعلوه كذلك بالفعل. مع ذلك ما زلنا ننتظر بشغف ان يسجل الكثير من الاهداف في مرمى "الأعداء" مثلما كانت عيوننا تفعل وهي تتطلع صوب يونس محمود ليدمعها من الفرح أول من أمس.
نحتاجك يا حيدر العبادي ان تبكينا من الفرح على الذين ضيعوا ثلث العراق أرضا وثلاثة أرباع ميزانياته نهبا. كوّل يا ريّس، فقد سئمنا الخسارات وكرهنا التعادل. أجمل الأهداف وأكثرها ضمانا عندما تأتي في الوقت الأصلي للمباراة وها أنت ما زلت في الشوط الأول. رحمة على والديك لا تنتظر الوقت الإضافي أو تراهن على ركلات الجزاء. والله كادت قلوبنا ان تتوقف عند آخر ركلة عراقية في مباراتنا الأخيرة. نعترف لك بأنك تلعب بمهارة أفضل من الذين سبقوك. ونعلم أيضا أنك وحدك في الهجوم وفي الدفاع وفي حماية الهدف العراقي الذي تمزقت شبكته بفعل أخطاء الذين أتوا من قبلك.
نعم ان الأمر ليس كله في يدك فالبلد فيه برلمان وسلطة قضائية يتحكمان فيه أيضا. ولا تظن أننا نريدك ان تكون مستبدا أو حاكما أوحدَ فنوهمك كما أوهم غيرنا الذي من قبلك. لكنها دعوة مخلصة بأن تغير خططك وتستبدل لاعبي فريقك الذين كشفت الأيام نقص خبرتهم وضعف درجة إخلاصهم وحماستهم.
ثق لو أنك سجلت ولو هدفا واحدا نظيفا في مرمى الفريق "المتكرش" بالفساد أولا، فستجد الطريق سالكا نحو الفوز بمباراتنا النهائية ضد الدواعش. تذكر أن لا شيء في هذه الدنيا أجمل من صورة شعب كان مظلوما فانتصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. aljaf

    عن اي فرح تتحدث استاذي الفاضل، منذ 2003 ولحد اﻻن وفي المستقبل وانا اتمنى الخسارة للعراق في اي لقاء رياضي، قد يلومني البعض على موقفي هذا ولكني اتساءل ماقيمة اي فوز امام هذا العدد الهائل من الجرحى وبعض القتلى بسبب اطﻻق النار الذي يحصل بعد كل فوز. الهم ﻻتاتي

  2. aljaf

    عن اي فرح تتحدث استاذي الفاضل، منذ 2003 ولحد اﻻن وفي المستقبل وانا اتمنى الخسارة للعراق في اي لقاء رياضي، قد يلومني البعض على موقفي هذا ولكني اتساءل ماقيمة اي فوز امام هذا العدد الهائل من الجرحى وبعض القتلى بسبب اطﻻق النار الذي يحصل بعد كل فوز. الهم ﻻتاتي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram