وسائل إعلام عراقية من فضائيات وصحف ووكالات أنباء ومواقع إلكترونية تضخ مئات الأخبار يوميا ، معظمها تصريحات لبرلمانيين بعضهم أعضاء في مجلس النواب الحالي ، والآخر ، لم يلتفت له الحظ ليكون تحت قبة البرلمان في الدورة التشريعية الحالية ، فغادر البلاد الى مكان إقامته الأصلي ، مستفيدا من راتبه التقاعدي الضخم وجواز سفره الدبلوماسي وجنسيته المكتسبة ، والنماذج من هذا النوع او الصنف كثيرة ، ولا حاجة لذكرها ، لأنها دخلت في دائرة النسيان ، وليس من المستحسن عرضها على الواجهة في الوقت الحاضر ، حفاظا على حالة الانسجام بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية والابتعاد عن إثارة الغبار في المشهد السياسي .
وسائل الإعلام العراقية تتسابق هذه الأيام لتؤكد لجمهورها انها الوحيدة استطاعت التأثير في الرأي العام المحلي ، فتحقق التغيير في العراق ، وذلك إنجاز كبير وتاريخي يحسب لفضائية او صحيفة او وكالة أنباء تمكنت من خلق توجهات لدى الرأي العام فانعكس ذلك على المتصدين للعملية السياسية ، فقاموا بمراجعة أداء السنوات الماضية ، وفي المحطة الأخيرة قرروا الاتفاق على ان التغيير مطلب جماهيري، يلبي متطلبات العراقيين كافة ، والوقوف ضده يعني رمي القادة السياسيين كافة وبلا استثناء من فوق سطح المطعم التركي القريب من جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء المحصنة ، و مثل هذا التحول الخطير لم يحصل ، فالسلطة الرابعة مازالت في نهاية الركب ، وحاديها لا احد يسمع صوته ، وعلى باب المسؤول والسياسي يقف العشرات ينتظرون نسخة من المكتب الإعلامي مع مكافأة وعبارات الشكر الى ساعي البريد لأمانته وحرصه على إيصال البيان او التصريح الى غرفة الأخبار .
في الأنظمة الديمقراطية لا توجد مناطق رمادية بين الموالين والمعارضين للحكومة والعلاقة تحكمها تشريعات وقوانين وإيمان مطلق بمبدأ التداول السلمي للسلطة ،التقاليد الديمقراطية راسخة ومتجذرة منذ عشرات السنين ، وقادة الرأي ، والإعلام المستقل لهما قوة التأثير ، وبدعم من السلطة الخامسة منظمات المجتمع المدني ، جعلوا أصحاب القرار ملزمين بتنفيذ برنامج ثابت ، في بعض الأحيان يخضع لمتغيرات تفرضها ظروف طارئة ، أزمات مالية ، الكوارث الطبيعية ، اما الحالة العراقية فهي بحاجة الى سياسي يتخلى عن معطف الطائفة والمذهب والقومية ، ومسؤول يترك تعليمات وتوجيهات حزبه في سنوات إشغال المنصب ، وبرلماني يدرك حقيقة انه ممثل الشعب ، ويتناسى حقيقة حصوله على مقعده في مجلس النواب عن طريق نظام المقاعد التعويضية ، وبتوصية وتزكية من رئيس قائمته الانتخابية وكتلته النيابية والحاجة الأهم تعزيز حرية التعبير وتشريع قانون يسمح لوسائل الإعلام توفير فرص الوصول الى المعلومات ، ونقلها الى الجمهور لتحقيق رسالتها بالتأثير في الرأي العام ، وخارج هذه الشروط ، سيحتل الساحة أصحاب المزاعم والادعاءات بانهم وراء توجيه" الرأي الخام" ، وتعزيز الديمقراطية وتعرية المفسدين بإجبارهم على التخلي عن ملابسهم الخارجية والداخلية والاعتراف بسرقة المال العام.
رأي خام
[post-views]
نشر في: 25 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابراهيم
أحرص يوميا على متابعة عمود كم الطريف والمفيد، لكني لاحظت تكرار غمز كم من قناة أصحاب الجواز المزدوج، وهو أمر لا أراه يناسبكم، فليس من الإنصاف أن تكونوا في خانة المتنقلين بين العراقية ودولة القانون وكنت أتمنى ان تعرفوا لماذا أكتسب معظم هؤلاء جوازا غير عرا
ابو سجاد
لنفرض ان الاعلام يبقى مقيدا في العراق هل تنتظرون رحمة الحكومة ان تشرع لكم قانونا لحرية الاعلام الى متى يبقى الاعلام العراقي ميتا ولماذا لايفرض نفسه كالاعلام العربي والغربي الحر هذا هروب وعجز منكم جميعا احدكم جبان وثانيكم مرتشي ومنزوع الوطنية اللاتعلموا ان
ابراهيم
أحرص يوميا على متابعة عمود كم الطريف والمفيد، لكني لاحظت تكرار غمز كم من قناة أصحاب الجواز المزدوج، وهو أمر لا أراه يناسبكم، فليس من الإنصاف أن تكونوا في خانة المتنقلين بين العراقية ودولة القانون وكنت أتمنى ان تعرفوا لماذا أكتسب معظم هؤلاء جوازا غير عرا
ابو سجاد
لنفرض ان الاعلام يبقى مقيدا في العراق هل تنتظرون رحمة الحكومة ان تشرع لكم قانونا لحرية الاعلام الى متى يبقى الاعلام العراقي ميتا ولماذا لايفرض نفسه كالاعلام العربي والغربي الحر هذا هروب وعجز منكم جميعا احدكم جبان وثانيكم مرتشي ومنزوع الوطنية اللاتعلموا ان