اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عالم الغد > الاتصال التخاطري .. خطوة أخرى نحو الهدف

الاتصال التخاطري .. خطوة أخرى نحو الهدف

نشر في: 26 يناير, 2015: 09:01 م

في تجربة حديثة تمت مؤخراً، قال شخص في الهند " مرحباً " و " مع السلامة " لثلاثة أشخاص آخرين في فرنسا. و اليوم، فإن الإنترنت، و الهواتف الذكية، و المخابرة التلفونية الدولية يمكن أن تجعل ذلك لا يبدو بالمأثرة الكبيرة، و إنما كان هكذا. و كلمات التحية و ال

في تجربة حديثة تمت مؤخراً، قال شخص في الهند " مرحباً " و " مع السلامة " لثلاثة أشخاص آخرين في فرنسا. و اليوم، فإن الإنترنت، و الهواتف الذكية، و المخابرة التلفونية الدولية يمكن أن تجعل ذلك لا يبدو بالمأثرة الكبيرة، و إنما كان هكذا. و كلمات التحية و التوديع هذه لم تُلفظ، أو تُكتب بالطابعة. فقد حصل الاتصال أو التواصل موضوع البحث بين أدمغة مجموعة من الأشخاص الخاضعين للدراسة، ليحدد ذلك واحداً من أمثلة الاتصال الدماغي ــ الدماغي brain-to-brain المدوَّن، كما جاء في هذا التقرير لكورين آيازيو. 

و قد قام الفريق العلمي المكوَّن من منتسبين لمعهد شركة ستارلاب الفرنسية أوكسيلوم روبوتيكس، و مركزها في برشلونة، و مدرسة هارفارد الطبية، بنشر نتائجه في شهر تشرين الأول 2014 في مجلة PLOS One. و يأمل بروفيسور علم الأعصاب ألفارو باسكوال ــ ليون في أن يوفر هذا البحث الوشيك في الميدان ذات يوم طريق تواصل جديد للمرضى الذين يمكن ألا يكونوا قادرين على التكلّم. و هو يقول : " إننا نريد أن نحسّن الطرق التي يستطيع الأشخاص التواصل بها رغم التقييدات ــ أولئك الذين يمكن ألا يكونوا قادرين على التكلم أو لديهم تلف حسّي. فهل نستطيع يا تُرى أن نعمل من حول تلك التقييدات و نتواصل مع كومبيوتر أو شخص آخر؟ "
لقد كانت تجربة باسكوال ــ ليون ناجحة ــ فالمتراسلون لم يتكلموا، و لا طبعوا شيئاً، و لا حتى نظروا إلى بعضهم البعض الآخر. لكنه يُقر بأن الاختبار كان برهاناً على تصور أكثر من أي شيء آخر، و بأن التقنية مع هذا أمامها طريق طويل لتنجز عملها : " ما تزال مبكرة جداً، جداً. لكننا نستطيع أن نبيّن أن هذا أمر ممكن حتى مع التكنولوجيا المتيسرة الآن. إنه الفرق بين التكلم بالتلفون و إرسال شفرة مورس. و لمعرفة أين نحن ماضون بالضبط، يحتاج المرء إلى خطوات معينة يقوم بها في الأول ".
و في الحقيقة، كانت العملية مطوَّلةً ، إن لم تكن غير مصقولة بكل معنى الكلمة. فأولاً، كان على الفريق أن يُنشئ مرادفات ثنائية الشفرة من الحروف؛ مثلاً " h " هو " 0-0-1-1-1". ثم راح المرسل ، و أجهزة الإحساس متصلة بفروة الرأس، يحرك إما يديه أو قدميه ليدل على 1 أو 0، بعدها مرت الشفرة إلى المتلقي بالإيميل. و من ناحية أخرى، كان المتلقي معصوب العينين بجهاز TMS ( تحفيز مغناطيسي جمجمي ) على رأسه. و قد حفّز هذا الجهاز دماغ المتلقّي، جاعلاً إياه يرى ومضات سريعة من النور. و الومضة مرادفة لـ " 1 " و الفراغ لـ " 0 " و من هناك، أعيدت الشفرة مترجمةً إلى نص. و استغرق ذلك 70 دقيقة لإيصال الرسالة. و في الواقع، هناك شيء من الجدل بشأن الدرجة التي تُعد عندها هذه الطريقة جديدةً. ففي تقريرٍ أن هذه الدراسة الأخيرة مماثلة تماماً لدراسة أجريت في جامعة واشنطن في السنة الماضية. و في تلك الدراسة استخدم الباحثون الأسلوب نفسه لكن بدلاً من الضوء الوامض حفّزوا قشرة خلايا الدماغ العصبية لجعل المتلقي يقوم من دون وعيٍ بنقر المفتاح على الكيبورد ( لوحة المفاتيح ). و على كل حال، فإن باسكوال ــ ليون يرى أن عمله جدير بالاعتبار لأن المتلقي كان واعياً للاتصال.
و كلتا الدراستين لا تمثل إلا خطوة صغيرة نحو التخاطر الهندسي، الذي يمكن أن يتطلب سنوات أو عقوداً ليكتمل. و الهدف، في نهاية الأمر، إزالة الوسيط الكومبيوتري من معادلة النقل و السماح بالاتصال الدماغي ــ الدماغي المباشر بين الأشخاص. " و ما يزال أمامنا طريق طويل، لكن في النهاية، أعتقد بأنها متابعة جديرة بالجهد "، كما يرى باسكوال ــ ليون.
و يمكن للاتصال الدماغي ــ الدماغي أن يجد له، خارج ميدان الطب أيضاً، تطبيقات عبر الكثير من فروع الحياة. فالجنود، مثلاً، يستطيعون استخدام هذه التكنولوجيا في ميدان القتال، مرسلين الأوامر و التحذيرات بعضهم إلى بعض. و يمكن للمدنيين أن ينتفعوا، أيضاً؛ فيستطيع رجال الأعمال استخدامها لإرسال إشارات إلى شركائهم خلال المفاوضات، و كذلك اللاعبون في بعض الألعاب الرياضية و غيرها.
و مع هذا، فإن الاتصال التخاطري الذي يعمل كنوع من الووكي ــ توكي المستقبلي ( راديو الإرسال و الاستقبال بالبطارية ) سوف يتضمن تحسينات كبيرة في تقنيات التحسس، و الإرسال و الاستقبال ــ و ربما تضمن حتى شيئاً من إعادة تدريب الدماغ البشري. و في الوقت نفسه، يحذّر باسكوال ــ ليون من أن العلماء يجب أيضاً أن لا ينسوا أخلاقيات التخاطر. فهناك إمكانية أن يرسل شخص ما فكرة غير مرغوب فيها لديهم، و هذا أمر وارد نظرياً، كما يقول.

عن: smithsonianmag

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف "إعلانات التذكير"

تعمل شركة غوغل على طرح أداة جديدة ستوقف ما يسمّى بإعلانات التذكير، وتمكن متصفحي شبكة الإنترنت من حجب الإعلانات المتعلقة بمنتجات تصفحوها من قبل ولم يقوموا بشرائها رقمياً، وعادةً ما تستخدم هذه الوسيلة لمحاولة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram