فقد منتخبنا الوطني لكرة القدم فرصة التواجد في المباراة النهائية لكأس أمم آسيا 2015 بعد الخسارة من كوريا الجنوبية بهدفين مقابل لا شيء في مباراة لم تبتسم لنا في مدينة سيدني الاسترالية مع ان التطلعات الجماهيرية وما تحقق من نتائج مرضية لمنتخبنا في دوري المجموعات ضمن المجموعة الرابعة وتبعها في الدور ربع النهائي امام إيران جعلتنا نستحضر احلامنا بقوة ونمني النفس بانجاز جديد يعيدنا الى ايام 2007 الساحرة يوم تتويجنا بأكبر لقب تحققه الكرة العراقية طوال مسيرتها الكبيرة. الحقيقة إننا تألمنا من وقع الخسارة وربما المستوى المتواضع الذي ظهرنا عليه امام الكوريين إلا اننا في الوقت نفسه نجدها خسارة مرضية بعد ان تجاوزنا سقف الامنيات الموضوعة من ملاكنا التدريبي ومعهم اكثر المتفائلين بنتيجة طيبة في هذه البطولة القوية حيث لم يكن منتخبنا مطالبا بأكثر من التأهل للدور ربع النهائي تماشياً مع التحضيرات والاستعداد للبطولة الذي لم يكن موفقاً من البداية ورافقته الكثير من المشاكل المستدامة مع كل بطولة وتخلل ذلك ابعاد المدرب ومن ثم اللجوء الى المدرب الاجنبي الذي لم نفلح في التعاقد معه وصولاً الى مشاكل المدرب المحلي والملف المعروف قبيل وصولنا استراليا كل هذه الحقائق المعروفة جعلتنا لا نتوقع اي انجاز يذكر وما يمنّ به الله علينا هو من فضل بركاته وإلهامه الى اللاعبين الغيارى واستحضارهم للروح المقاتلة التي تجتهد وتنتصر على طاقتها الاعتيادية داخل الملعب.
نحن نؤمن ونصدق بكل ذلك ولكن ربما نتساءل ويتساءل الشارع الرياضي معنا ترى متى سنتجاوز عقدة التحضير وتجميع اللاعبين للمنتخب الوطني ونكون اهلاً للمشاركة في البطولات الكبيرة ، هل سنكون أهلاً للدرس الذي فهمناه اليوم اثناء تصفيات كأس العالم أو الاولمبياد او حتى بطولة أمم آسيا المقبلة ، وإن كان اللاعبون قد استجمعوا قواهم وغيرتهم العراقية في العمل لماذا لا يشاركهم اعضاء اتحاد الكرة وهم في الواجهة ايضاً هذه المسؤولية ويبددوا مخاوفنا من العقدة التحضيرية المستعصية ؟
قد يقول قائل منهم ان عملية تحضير المنتخب هي شراكة ومهمة وطنية يتقاسمها آخرون معنا كوزارة شباب ولجنة اولمبية ونضع هنا جانب التفاهمات المشتركة بينهم للوصول الى افضل صيغة من الوضوح وانعدام الضبابية في العمل كي لا يجيّر هذا الطرف فوائده ومستحقاته على حساب الطرف الآخر وتبقى مهمة المنتخب وانجازه هي الصبغة الوطنية التي تطغى على كل اعمالنا.
ويقيناً لو توافرت لدينا هذه الروح الوثابة فإن كل الدروس السابقة ستاتي بفائدة عظيمة ويكون عندها منتخبنا الوطني بأفضل حال ممكن ولا ينتظر الحظ ومجاهدة النفس حد تقطّع الأنفاس.
توديع بطعم الانجاز
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2015: 09:01 م