في مبنى كنيسة قديمة يقع في حي الصالحية بجانب الكرخ من العاصمة بغداد قرب مسرح الرشيد ، يوجد مركز طبي يديره أعضاء منظمة إنسانية دولية ، تبرعت بتوفير الخدمات الطبية لما تبقى من المسيحيين في العراق ، في المركز أدوية لمعالجة جميع الأمراض من مناشئ عالمية معروفة يقدمها لمراجعيه مجانا مع تمنيات بدوام الصحة والعافية ، معظم سكان المنطقة يجهلون وجود المركز لوقوعه في مكان تحيطه الجدران الكونكريتية من كل جانب ، باستثناء ممر صغير، يعرفه أعضاء مجلس محافظة بغداد والموظفون العاملون في الحكومة المحلية .
المصادفة وحدها وفرت لناشط مدني فرصة التعرف على المركز الصحي ، وحصل على معلومات تفيد بان مراجعي المركز بأعداد قليلة جدا مقارنة بالمراكز الأخرى المنتشرة في العاصمة ، وبحسب الناشط فان خدمات المركز تقدم لمن يعرف موقعه وساعات عمله ، فاستفاد منه من وضع على رأسه الريشة من مسؤولين محليين وعناصر حماياتهم وأسرهم ومن يمتلك "الواسطة" وتسهيلات الحصول على فحص طبي على يد طبيب او خبير أجنبي ، جاء الى العراق لتقديم خدماته للمسيحيين، والتزاما برسالته الإنسانية فانه على استعداد لفحص ومعالجة اي مريض بصرف النظر عن الانتماء الديني والطائفي .
واقع القطاع الصحي في العراق ، ومنذ اكثر من عشر سنوات تراجع وتدهور ، وأصبح الطبيب عليلا ، وبأمس الحاجة لتوفير الحماية الأمنية من الاعتداءات العشائرية ومن عناصر عصابات متورطة بتنفيذ مخطط إفراغ العراق من الكفاءات العلمية ، ووسط تصاعد أعمال العنف بكل أشكاله في السنوات العجاف ، هاجر خيرة الأطباء الى عواصم دول عربية ، واخرون فضلوا الإقامة بإقليم كردستان والعمل بمستشفيات خاصة ، والاطلاع على بيانات منظمات إنسانية دولية حول عدد ضحايا العنف من الأطباء العراقيين يعطي إشارة واضحة ويرسخ القناعة الأكيدة بان زملاءهم الآخرين من حقهم البحث عن ملاذ امن ، لان الطبيب في العراق " عليلوو" وتحويل ضمة حرف اللام الى واو محاولة لاستخدام التأثير الصوتي لتأكيد واثبات حقيقة تأثير تراجع الأوضاع الأمنية.
في المنطقة الخضراء المحصنة يقع مستشفى ابن سينا وخدماته مخصصة لأشخاص يحملون الريشة على رؤوسهم ، فما ان يحصل عارض صحي لأحدهم ، حتى يتوجه الى ابن سينا لإجراء فحوصات كاملة بواسطة أجهزة متطورة لا تتوفر في المستشفيات الأخرى ، ثم يحجز تذكرة على الخطوط الجوية العراقية ويسافر الى بلد أجنبي لاستكمال الفحوصات ، وليس من المستبعد ان تكون نفقات العلاج وإجراء العملية الجراحية ان استلزم الأمر"على حساب الحكومة" وإجازة مفتوحة لعدة أشهر لاكتساب الشفاء التام والاستجمام ، ونصائح بالابتعاد عن المعترك السياسي .
ونصح الناشط المدني العراقيين الحريصين على متابعة الإخبار اليومية وخاصة من كبار السن ممن يتعرضون الى أزمات صحية بمراجعة المركز الطبي في الصالحية ، لأنه مفتوح للجميع وليس مقتصرا على ابو الريش وغيره ، وبإمكان المراجع ان يجد خدمة طبية متطورة "ابلاش".