TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زائر فوق العادة

زائر فوق العادة

نشر في: 26 يناير, 2015: 09:01 م

"مستوى الدعم الذي يتم تقديمه إلى النازحين، منذ أن قمت بزيارتهم في(.....) ولحد الآن يتقدم بشكل بطيء، وليس بالمستوى المطلوب".
هذا الكلام قيل أول من أمس في مخيم سميل (محافظة دهوك) للنازحين والمهجرين من مناطق مختلفة اجتاحها إرهابيو داعش العام الماضي، لكنّ القائل ليس هو نائب رئيس الحكومة الاتحادية رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين جراء العمليات الإرهابية، وهي لجنة شكلتها الحكومة بطلب من مجلس النواب ووضعت تحت تصرفها أموالاً طائلة لم نتبيّن بعد ما إذا كانت قد أُنفقت على الوجه الأكمل للغرض الذي خُصّصت له، فروائح الفساد سرعان ما هبّت، ولا أحد في الدولة، حكومة وبرلماناً، أفادنا بما أسفرت عنه حتى الآن التحقيقات التي قيل انها جارية للتوثق من صحة الاتهامات. (هل جرت فعلاً تحقيقات من جانب الحكومة أو مجلس النواب أو هيئة الادعاء العام؟).
"الغرض من زيارتي اليوم هو الوقوف على معاناة المتضررين بغضّ النظر عن قوميتهم وديانتهم، وتقديم مساعدات أفضل وتحسين المستوى المعيشي لهذه الشريحة".
وهذا الكلام قيل في المكان نفسه والزمان ذاته، فهو تتمة للمقطع الأول، لكن قائله ليس هو رئيس لجنة المهجّرين والمهاجرين في مجلس النواب ولا وزير الهجرة والمهجرين في حكومتنا الاتحادية ولا رئيس مجلس النواب الاتحادي ولا حتى رئيس الحكومة الاتحادية.
قائل هذا الكلام لا يحمل الجنسية العراقية ولا الهوية العربية أو الكردية او الإسلامية.. كائن رقيق للغاية في شكله وفي مضمونه .. كائن قادم من عالم الأضواء والألوان والشهرة والمتعة والغنج والدلال والفخامة، ولم يكن من واجبه ولا من مسؤولياته الاهتمام بشأن النازحين العراقيين وغيرهم، ولا بالسياسة ووجع الرأس الذي تسببه.. لكن هذا الكائن الرقيق بدافع من حسه المرهف وروحه الإنسانية عبر البحار والمحيطات والسفر من قارة الى أخرى سفيراً للنوايا الحسنة لصالح الأمم المتحدة.
الممثلة الساحرة نجمة هوليوود أنجلينا جولي هي صاحبة الكلام أعلاه وغيره مما قالته في مؤتمر صحفي، وهي الزائر فوق العادة لمخيم سميل، وهي المرة الخامسة التي تقوم فيها هذه السيدة بزيارة العراق للأغراض الإنسانية خلال ثماني سنوات. ففي الأعوام 2007 و2008 و2009 و2012 زارت أيضاً مخيمات للاجئين والنازحين في بغداد ومناطق أخرى.
جولي جاءت من أقصى الدنيا الى مخيم سميل لحضّ العالم على عدم نسيان مأساة النازحين، فقد دعت الى "تقديم مساعدة للمتضررين بشكل أفضل لما يمرّون به من ظروف صعبة". ومن الواضح إننا، ونحن الأولى بمساعدة أبناء وطننا، ليس في إمكاننا تقديم المساعدة المادية المطلوبة لهم، في الأقل بسبب انهيار أسعار النفط، لكننا في مقدورنا التعويض جزئياً بزيارات كبار المسؤولين في الدولة اليهم لإشعارهم بانهم غير متروكين للمصير الذي أراده لهم الإرهابيون.
حتى مع شح موارد النفط فان أمام الدولة فرصة كبيرة للإهابة بالمجتمع ومنظماته المقتدرة، ومنها المؤسسات والهيئات الدينية خصوصاً، أن تمد يد العون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. عطا عباس

    سيدي الكاتب ، عجيب أمر السؤال : هل أنفقت الآموال الطائلة على الوجه الأكمل ؟ ! ... والأعجب هو التساؤال اللاحق عن نتائج التحقيق التي أجرتها اللجنة التي شكلها البرلمان ! .... نحن في بلد عجيب أسمه العراق وعلى رأس لجنة التحقيق شخص أسمه صالح المطلك

  2. الشمري فاروق

    سيدي ...لا تعتب على من لاضمير لهم... اين ذهبت ميزانية العام 2014 والاموال المرجعه من ميزانيات المحافظات للاعوام السابقه كيف صرفت ...لا بل كيف سرقت ومن الذي سرقها واخرها وليس اخيرها اين ذهبت اموال لجنة صالح المطلك لاغاثة النازحين( أشو صنطه) محد ديتحدث بال

  3. wisam

    صدقني أستاذ عدنان بالمخصصات اللي يسموها قليلة يستطيع أي مسؤول نزيه وفاهم ان يوفرلهم عيشة محترمة تحت سقف ومكان دافئ لكن أين الضمير العراقي ومن ثم أين سفراء نوايا نا الحسنة ومشاهيرنا من اللاجئين مثل كاظم الساهر وشخصيات العراق العلمية والمتمكنة؟ نحن مجموعة ب

  4. عطا عباس

    سيدي الكاتب ، عجيب أمر السؤال : هل أنفقت الآموال الطائلة على الوجه الأكمل ؟ ! ... والأعجب هو التساؤال اللاحق عن نتائج التحقيق التي أجرتها اللجنة التي شكلها البرلمان ! .... نحن في بلد عجيب أسمه العراق وعلى رأس لجنة التحقيق شخص أسمه صالح المطلك

  5. الشمري فاروق

    سيدي ...لا تعتب على من لاضمير لهم... اين ذهبت ميزانية العام 2014 والاموال المرجعه من ميزانيات المحافظات للاعوام السابقه كيف صرفت ...لا بل كيف سرقت ومن الذي سرقها واخرها وليس اخيرها اين ذهبت اموال لجنة صالح المطلك لاغاثة النازحين( أشو صنطه) محد ديتحدث بال

  6. wisam

    صدقني أستاذ عدنان بالمخصصات اللي يسموها قليلة يستطيع أي مسؤول نزيه وفاهم ان يوفرلهم عيشة محترمة تحت سقف ومكان دافئ لكن أين الضمير العراقي ومن ثم أين سفراء نوايا نا الحسنة ومشاهيرنا من اللاجئين مثل كاظم الساهر وشخصيات العراق العلمية والمتمكنة؟ نحن مجموعة ب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram