يوم الاثنين المقبل موعد عودة وفد محافظة الانبار من واشنطن ، واثناء وجوده في الولايات المتحدة ولقاءاته مع المسؤولين صدرت العديد من التصريحات حول هدف الزيارة ، والتوقعات بخصوص نتائجها وجدواها فضلا عن بروز تساؤلات عن مدى تحقيق الرغبة الاميركية في تسليح عشائر المحافظة وتوحيد صفوفهم لا تطهير مدنهم من سيطرة الجماعات الارهابية .
المعلومات عن الزيارة شحيحة جدا باستثناء ما نشرته صحف اجنبية ومحلية اكدت ان مسؤولا في الولايات المتحدة دعا اعضاء الوفد للضغط على حكومة العبادي لإطلاق سراح ضباط سابقين مازالوا رهن الاعتقال ، بإمكانهم ان يقودوا مسلحي العشائر لتطهير مدن الانبار ، ومعلومة اخرى نشرت تتعلق برغبة الوفد في استقدام قوات برية اجنبية وعربية تتولى مهمة ضبط الحدود العراقية السورية .
الحكومة العراقية من جانبها اعلنت وفي اكثر من مناسبة رفضها تواجد القوات الاجنبية في العراق، لأنها قادرة بقواتها المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي ومسلحي العشائر على دحر الارهاب ، مؤكدة في الوقت نفسه حاجتها الى المزيد من غارات طائرات التحالف الدولي لتوفير الاسناد الجوي ومعالجة الاهداف على الارض، وقبل توجه الوفد الانباري الى الولايات عقدت اجتماعات ، وتبلور اتفاق نهائي بان اية مساعدة اميركية من سلاح ومعدات يجب ان تكون عبر الحكومة الاتحادية ، وهذا ما اكده عضو الوفد حكمة سليمان في تصريح لإذاعة اميركية تبث برامجها باللغة العربية من واشنطن .
المشهد السياسي العراقي اعتاد منذ زمن وفي ظل اجواء انعدام الثقة ، ان يشهد على مدار الساعة وخصوصا حين يتوجه وفد الى الخارج ، اطلاق اتهامات ، تصدر من شخصيات لهم حساباتهم الخاصة ، وقبل ان يطير الوفد الانباري ويتوجه الى اميركا ، هناك من قال ان الوفد سياحي ، لا يمثل المحافظة وعشائرها ، واخر وصف مهمة الوفد بانها لا تتعدى قراءة سورة الفاتحة على ارواح جنود الاحتلال الاميركي ، وارتماء الانبار في احضان واشنطن ، ثالث اكد ان اميركا ستعتمد سياسية اعطاء الاذن الطرشة لحديث رئيس الوفد واعضائه ، ولا يوجد في الافق ما يشير الى تحقيق نتائج ايجابية ، والاجدر بمجلس المحافظة التعاون مع الحكومة الاتحادية وتبديد مخاوفها من تسليح العشائر والعمل على تمرير مشروع قانون تشكيل قوات الحرس الوطني ، واقرار العفو العام ، من خلال تطبيق وثيقة الاصلاح السياسي .
الوفد الانباري سيعقد بعد عودته واشنطن اجتماعا مع رئيس الحكومة ، لاستعراض نتائج الزيارة ، وما تحقق منها على صعيد الدعم والتسليح ، ومن المؤكد صدور بيان يشير الى ان الاجتماع سادته اجواء الصراحة والوضوح ويختتم بعبارة الاشادة بالدور الاميركي في دعم العراق ومساعدته في حربه ضد الارهاب ، اما النقاط المعتمة وهي بأمس الحاجة الى تسليط الضوء فستبقى في طي الكتمان ، وليس من المستبعد ان يكشفها الاعلام الغربي ، فيما سيركز اعضاء الوفد على خلط الزبد الانباري بالعسل الاميركي .
فـي احضان واشنطن
[post-views]
نشر في: 27 يناير, 2015: 09:01 م