TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج السويدي روبن أوستلوند: الكثير من الناس يعتقدون إني أحمل إحساس كوبريك

المخرج السويدي روبن أوستلوند: الكثير من الناس يعتقدون إني أحمل إحساس كوبريك

نشر في: 28 يناير, 2015: 09:01 م

روبن أوستلوند مخرج سويدي ولد عام 1974 حصل فيلمه الرابع "السائح Force Majeure"  على جائزة لجنة التحكيم في قسم "نظرة ما" في “كان” 2014 والآن رشّح لأفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار هذه السنة. التقاه موقع "أنديواير" في هذا الحوار عن فيل

روبن أوستلوند مخرج سويدي ولد عام 1974 حصل فيلمه الرابع "السائح Force Majeure"  على جائزة لجنة التحكيم في قسم "نظرة ما" في “كان” 2014 والآن رشّح لأفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار هذه السنة. التقاه موقع "أنديواير" في هذا الحوار عن فيلمه الجديد:

 

* ما الذي أثار اهتمامك أساساً في أزمة الزوجين؟
- بدأت المسألة مع الانهيار الجليدي: كنتُ أتزلج كثيراً حين كان عمري يتراوح بين2 25- ، كنتُ أصنع أفلاماً في جبال الألب وأسافر حول أوربا وشمال أميركا. ثم ذهبت إلى مدرسة الفيلم وتركتُ عالم التزلج خلفي وكنتُ أحاول أن أرجع إلى عالم التزلج كي ألقي الضوء على لامعقولية ذلك العالم. كنت أستمد الالهام من مقطع في اليوتيوب عن مجموعة من الناس الجالسين في مطعم خارجي مصوراً انهياراً جليدياً يضرب الجبل. كنتُ مهتماً بالثواني الثلاث التي فيها سمعتً صيحة "واو، جميل" ثم ضحكة عصبية ثم ذعر كلي.
ثم طورتُ الفكرة ووصلت إلى النقطة إذ أن أحدهم قال: "ماذا لو أن الأب هرب بعيداً عن زوجته وأطفاله حين يحدث هذا". فهمتُ حالاً بأن هذا الموقف يثير الأسئلة حول الجندر والتوقعات حول الجندر ودور الرجل والمرأة. إذا ما رأيت منتجع التزلج فإنك ستراه مبنياً كلياً حول عائلة نووية. كل الشقق مصنوعة من أجل الأم والأب وأطفالهما. كان ترتيباً للعطلة والانهيار الجليدي والرجل يعمل شيئاً ممنوعاً جداً حين يبلغ الأمر تطلعاته وذلك جعلني أتعمق في الأسئلة التي تكمن بين العلاقات بعد ذلك الحادث. 
قرأتُ دراسات سوسيولوجية عن خطف الطائرات. تستطيع أن تستشف من تلك الدراسة بأن معدل الطلاق عال جداً بعد خطف الطائرة. إنه يشير إلى التوقعات حول كيف أننا يجب أن نتصرف في موقف الأزمة وأنّ الرجل ليس هو الشخص البطولي الذي نتوقعه والزوجان لديهما حقاً وقت صعب كي يتغلبا على ذلك. 
* ما هو الغريب في عالم منتجعات التزلج؟
- السياح يرتدون ملابس ذات ألوان براقة كالنيون ومناظير الوقاية، الناس المرفهون الذين ليس لديهم مشاكل في حياتهم. كنتُ مولعاً بفكرة الأمور الفوضوية لأولئك الناس التي تلبيها الأوليات الإنسانية التي تراها في كارثة حرب أو كارثة طبيعية، ليس لديهم أي تجربة في كيفية استجابتهم حين يكونون في حالة غريزة النجاة. المنتجع نفسه هو مثل المجاز: ثمة صراع ثابت بين الإنسان والطبيعة. الفرد المدني الذي يحاول السيطرة على قوة الطبيعة. المنتجع دائماً يحاول أن يثبت الثلج. كان هناك شيء حول ذلك يناسب الفيلم تماماً. 
* هذه الفكرة عن العائلة التي ترغب في أن تطرحها. هل هي خصوصية أوربية أم هي فكرة كونية عن العائلة؟
- كانت في ذهني عائلة سويدية لكني أعرف أيضاً بأن العائلة هي تقريباً أكثر قداسة حين تصل إلى الولايات المتحدة. ذلك هو أحد الأسباب التي جعلت من بعض ردود الفعل جيدة جداً هنا في شمال أميركا وفي كندا وفي الولايات المتحدة كانت أفضل وأقوى مما في أوربا. 
* "إيبا" و"توماس" خصوصاً غير قادرين على مناقشة أي شيء. لكن عموماً ، أو مع الأصدقاء فهي جدّ صريحة حول شعورها عن توماس وأفعاله خلال الانهيار الجليدي. لماذا؟
- حين تكون في علاقة مزدوجة فإن دماغيك الاثنين يحاولان أن يقارنا نظرتهما لما حدث. الدماغ الأقوى سوف يتلاعب بالدماغ الأضعف. توماس سوف يقول "قولكم ممتع لكني لا أتفق معه". إذا كان هناك شخص ثالث هناك فإنهما يمكن أن يقولا مباشرة:" يبدو هذا كأنه غير صحيح". لكنك حين تكون في علاقة مزدوجة فإن الأمر يبدو وكأنك في فقاعة. هي بحاجة لجلب الموضوع أمام الناس الآخرين كي لا يتلاعب بها توماس الذي يستعمل بلاغة الذكر كي يسيطر على الموقف. 
* توماس مهرج. لمَ تجعله متعاطفاً. حتى حين انخرط في البكاء فهو مثير للشفقة. هل كنت تحاول أن تخرق صورة الأب النمطية في السينما؟ 
- حين يحاول إنسان أن يحبس مشاعره لمدة طويلة فإنه سوف ينفجر. فهو ليس لديه سيطرة عليها. نحن معتادون جداً على أن نرى بكاءً حين يكون شعرياً فإنه يثير العاطفة. لكن حين يكون على تلك الشاكلة؟ فماذا؟ حين تنظر إلى تطلعات "إيبا" عن توماس فإنه يتصرف بغريزة النجاة وهي تقيّم تصرفه. هي تعتقد بأنها تستطيع أن تحكم على شخص من موقفه، لكن حين نضع غريزة النجاة فإن كل الأفكار تتبخر. إنها في الواقع تؤنب نفسها لسبب ما. إنه صعب جداً أن يلوم شخص ما فعله. إذا ما نظرت إلى تاريخ السينما مثلاً فإن شخصية البطل الذكر هي الشخصية الذكورية الأكثر نسخاً، لهذا فإن كل تلك التوقعات التي لدينا الواحد عن الآخر هي أيضاً تأتي بشكل كبير من التحركات التي رأيناها، وحين تحل الحقيقة بطريقة أخرى نشعر بأننا مضطربون. "يفترض أنك شخص آخر!". حين تنظر إلى أغلب الأفلام فإنها تبدأ حين يفقد أحد ما كرامته ثم يستعيدها قبل النهاية. في أفلامي كل فرد يفقد كرامته لكن لا يستعيدها. 
* في هذه المشاهد الطويلة من الحوار السجالي بين توماس وإيبا وضيوفهما هل دونته في دفتر أم جعلت من ممثليك أحراراً ؟
- الكثير من الحوارات التي أعطيتها للممثلين كانوا أحراراً في ارتجالها. أقوم بالارتجالات حين أوزع الأدوار ثم أدون الحوار والأمور التي تظهر بطريقة جيدة وأبقيهما للسيناريو. حين نكون في موقع التصوير يتوجب عليهم أن لا يتبعوا السيناريو 100% لكننا نتبعها بدقة تماماً. 
* في كل مشهد يبدو الممثلين أحراراً جداً ويستجيبون الواحد للآخر مع ذلك، وتحت إشراف مدير التصوير لك "فردريك فنزل" تبقى الكاميرا ثابتة جداً وتكون اللقطات متناهية الطول. لماذا؟ 
- إنه تقريباً نوع من أسلوب اختلاس النظر. إننا نراقب بدلاً من أن "نكون" داخل عواطف الشخصية. الجملة الأخيرة قبل أن يضرب الانهيار الجليدي :"ألا يوجد جبن جاف؟" إنه يلقي الضوء على الدعابة حين يكون عليك في الأحداث الدرامية الحقيقية وقريباً منها أن تشعر بتفاهة الحياة. إن اللقطة الثابتة الساكنة التي لا تقطع الأشياء تستطيع أن تلقي الضوء على تلك الأمور.
* هل صورت مشهد الانهيار الجليدي بتقنية "الصورة المخلقة بالكومبيوتر CGI"؟ 
- شيء واحد وضعناه كهدف إذ كنا نريد أن نصنع مشهد الانهيار الجليدي كونهُ الأشد إثارة في تاريخ السينما. وضعنا الهدف نصب أعيننا. لكن الانهيار الجليدي صور في كولومبيا البريطانية. كان مشهداً مثيراً تماماً: إنه انهيار جليدي أميركي شمالي يثير الاضطراب لدى عائلة سويدية في جبال الألب الفرنسية. بنينا مطعما خارجيا في أستوديو بغوتنبرغ وكان لدينا حائط على شكل شاشة خضراء هي كبيرة حقاً ثم نفخنا دخاناً صناعياً في موقع التصوير، في الموقع هكذا كان مزج الانهيار الجليدي على الشاشة الخضراء، يؤثر على الموقع لكنه يؤثر أيضاً على مرحلة ما بعد الإنتاج: إنه بالتأكيد المشهد المميز من بين كل المشاهد في الفيلم الذي بذلنا فيه جهداً. ربما استغرقت تقنية الـ"CGI" شهراً واحداً بعد ذلك. لكن لم يوجد حضور لهذه التقنية في الانهيار الجليدي نفسه. 
* هل هناك مخرجون أو صانعو أفلام أثروا على ذهنك؟
- الكثير من الناس يعتقدون أني أحمل إحساس كوبريك. متى ما كان هناك فندق وأنت محجوز بسبب الثلج فإنّ الناس يقفزون إلى ذلك الاستنتاج. أحب روي أندرسون. أحب حقاً دعابته والطريقة التي يشتغل بها مع الكاميرا الثابتة. 
* وجاك تاتي؟
- نعم بالتأكيد. كذلك مايكل هانكه لكن مع شيء من الدعابة. 
* مشاهد فيلم "السائح" تجربة باردة. لكن لا يوجد هناك اتجاه خفي من الشر. إنّ الأمر كله نكتة كونية. هل كان هذا كوميديا؟ قد يجري هذا بالطريقة التي كانت تعمل بها دراما برغمان الجدية.
- في الواقع أنا أحب تجاور المشاعر الكوميدية مع التراجيدية. في لحظة واحدة تستطيع أن تشعر بالروع وفي اللحظة التالية تضحك. حين يواجه توماس أفعاله وتحلق دمية النحل على المنضدة فذلك ما أرغب به: الضغط الاجتماعي الذي هو في منتهى الثقل وأنت تخرقه في ثانية واحدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram