العلاقة التي تربط زوجة الابن بوالدة زوجها يشوبها في الغالب التعقيد .. تفاصيلها فيها الكثير من الصور الدرامية والأحداث التي تؤول في النهاية الى خيار من اثنين لا ثالث لهما: إضافة فرد جديد الى العائلة، او فقدان فرد من أفرادها، هو الابن !هي علاقة حذرة, م
العلاقة التي تربط زوجة الابن بوالدة زوجها يشوبها في الغالب التعقيد .. تفاصيلها فيها الكثير من الصور الدرامية والأحداث التي تؤول في النهاية الى خيار من اثنين لا ثالث لهما: إضافة فرد جديد الى العائلة، او فقدان فرد من أفرادها، هو الابن !
هي علاقة حذرة, مبنية على الروايات, تعتمد بالدرجة الأساس على تحذيرات الأطراف المحيطة, فوالدة الزوجة تكون طرفاَ مهماَ في التحشيد لمشهد تكون فيه العمة "محور الشر" في القصة. هذا في حال كانت هذه الوالدة مضطهدة سابقاَ. والعكس صحيح. المسألة مغلوطة ولا شك, حيث لا مطلق يمكن بناؤه على التصرفات الإنسانية مهما كانت درجة تعقيدها والصراعات التي تتسبب بها. والغريب ان هذه الصراعات غالبا ما انتهت إلى الطلاق لان كثيرا من الرجال وبسبب عامل قلة الخبرة والوعي لا يستطيعون الإمساك بزمام الأمور فيتهربون بالتخلص من الزوجة عبر تطليقها.
الكفة الأخرى فيها "العمّة" .. هي من سيلعب دور الميكروسكوب الذي سيكشف كنه الفرد الجديد المنضم الى العائلة, وهي من سيكون المسؤول عن إعطائه الإطار المناسب الذي يبرز صورته : صالحا أم طالحا.
المسألة قديمة جداَ , قِدم المثل الذي يتحدث عن إمكانية دخول إبليس الى الجنة لو رضيت "العمّة" عن كنّتها, وكذا بالنسبة لمثل أخر يتمحور حول جمال البيت الذي يخلو من زوجة الابن :" البيت اللي ما بي كنّة جنّة"!
العلاقات بين الأشخاص بلا شك محكومة بالعواطف والمشاعر. قد نزعل وقد نرضى ، قد نفرح ونحزن ، وقد نرتاح الى بعض الأشخاص او نتضايق منهم. وكل ذلك بسبب تحكم العواطف فينا وليس العكس .
قبل مدة قرأت خبراَ يتحدث عن قيام إحدى المدارس الهندية بتعليم فتيات في مقتبل العمر الكيفية التي سيصبحن من خلالها زوجات أبناء مثاليات، في محاولة للحد من حالات الطلاق المتصاعدة نسبتها في الهند.
وأوردت الصحيفة التي نقلت الخبر, أن الدورة تهدف لتدريب الفتيات على القيم الأسرية وغرس روح التعاون الأسري في نفوس زوجات المستقبل حتى تعكس صورة مثالية لزوجة الابن، وحتى يتسنى لها الانخراط بشكل صحيح في حياة أسرة الزوج لتصبح فردا من أفرادها، تتألم لآلامهم وتفرح لفرحهم. هذا دليل كافٍ على ان المسألة في الحقيقة تتعدى المحلية لتأخذ طابعها العالمي.
إنهاء المشكلة الأزلية بين الحماة والكنّة يعود إلى الرجل وشخصيته ، فبالحكمة والعقل وقوة الشخصية يفرض وجوده على الأم والزوجة على حد سواء ويوفق بينهما.
يضاف الى هذا عامل تغليب حسن النوايا في كل شيء ، وهو عامل مهم ومحرك أساسي للمسألة برمتها, وهذا يعني إبعاد وساطة "إبليس" الخفية , والاعتماد على الفطرة .. الفطرة فحسب!
hawaa@almadapaper.net