ولد أميديو كليمينتي موديلياني في أواخر القرن التاسع عشر في ١٢ من تموز من العام ١٨٨٤م في ليفورنو في مقاطعة توسكاني بإيطاليا والتي كانت ماتزال حديثة النشأة بحسب المعايير الإيطالية في ذاك الوقت. ليفورنو التي عرفها موديلياني كانت مركزاً نشطاً للتجارة الت
ولد أميديو كليمينتي موديلياني في أواخر القرن التاسع عشر في ١٢ من تموز من العام ١٨٨٤م في ليفورنو في مقاطعة توسكاني بإيطاليا والتي كانت ماتزال حديثة النشأة بحسب المعايير الإيطالية في ذاك الوقت. ليفورنو التي عرفها موديلياني كانت مركزاً نشطاً للتجارة التي تصب في أعمال البحار وبناء السفن لكن تاريخها الثقافي يكمن في كونها ملاذاً آمناً لأولئك الذين لوحقوا بسبب دينهم، فجد جده لأمه سليمان جاريسون هاجر إلى هذه البلاد كلاجئ ديني. العائلة: كان موديلياني الابن الرابع لعائلة فلامنيو موديلياني وزوجته يوجين جاريسون وهي عائلة تنتمي إلى الفئة اليهودية المتعلمنة من البرجوازيين. كان والده يعمل في مجال الصرافة ولكن عندما افلس عاشت الأسرة فقراً مدقعا. ولادة أميديو أنقذت الأسرة من الانهيار الكامل عندما أتى الدائنون بمرافقة ضباط المحكمة التنفيذيين إلى منزل عائلة فلامنيو لمصادرة أملاكهم، حيث ينص قانون عتيق على أنه لايحق للدائنين مصادرة سرير امرأة حامل أو من تحمل طفلاً حديث الولادة فما كان من الأسرة لحظتها إلا تكويم أصولهم المادية ومقتنياتهم الثمينة على سرير الأم التي دخلت آلام المخاض. يعرف عن أميديو موديلياني بديته بالرسم في سن مبكرة. ألحقته أمه للدراسة على يد أفضل أساتذة الرسم في لوفيرنو آنذاك واسمه قوقلييلمو ميكيلي. عمل موديلياني في مدرسة ميكيلي منذ العام ١٨٩٨م وحتى العام ١٩٠٠م وكان تعليمه في هذه المدرسة مُغرقاً في الاهتمام بأسلوب ومواضيع الفن الإيطالي في القرن الثامن عشر ويمكن العثور على آثار لهذا الاهتمام في أعماله الباريسية الأولى جنباً إلى جنب، وما ظهر من أثر آخر لدراسته فن النهضة. بدا موديلياناً فناناً واعداً عندما كان يدرس في مدرسة ميكيلي ولم يتوقف عن الدراسة هناك حتى اجبره المرض على ذلك. لقد كان استاذه الأول قوقلييلمو ميكيلي تلميذ جيوفاني فاتوري قائد حركة الماكيآي أولي وهي المقابل الإيطالي للحركة الانطباعية المنبعثة من باريس. في العام ١٩١٧م التقى موديلياني جيني هيبتيرن الطالبة بأكاديمية كولاروسي. كانت خجولة ورقيقة ومهذبة كما وصفها الكاتب تشارلز-ألبيرت سنقريا وقد اصبحت بعدها نموذجه وعارضته الرئيسة حتى مماته وقد رسمها مالايقل عن ٢٥ مرة. في العام ١٩١٨م غادر موديلياني وجيني باريس التي كانت مهددة بالاحتلال الألماني إلى الساحل الجنوبي. في نيس وأجوائها أنتج موديلياني معظم لوحاته التي أصبحت فيما بعد أكثرها شعبية وقيمة مادياً. كانت وفاة موديلياني في الرابع والعشرين من كانون الثاني من العام ١٩٢٠م .