(2)4- هل ساهم التواصل مع الغرب بأنتاج ثقافة هجينة للفنان العراقي والعربي ؟هذا السؤال ربما يكون جزءا من موضوع اوسع كان يوما مثارالأهتمام في في الأواسط الأكاديمية الأمريكية والعربية في الربع الأخيرمن القرن الماضي، وهو موضوع الصراع الحضاري بين الشرق وال
(2)
4- هل ساهم التواصل مع الغرب بأنتاج ثقافة هجينة للفنان العراقي والعربي ؟
هذا السؤال ربما يكون جزءا من موضوع اوسع كان يوما مثارالأهتمام في في الأواسط الأكاديمية الأمريكية والعربية في الربع الأخيرمن القرن الماضي، وهو موضوع الصراع الحضاري بين الشرق والغرب وهوما اثاره ايضا كتاب (الأستشراق) للمفكرالأمريكي والفلسطيني الأصل ادوارد سعيد عام 1978. لكن اليوم الموضوع قد اختلف برأيي، لأن الواقع قد اثبت حالة جديدة، هي ان العرب هم انفسهم من يسعون الى تحويل ثقافتهم الى ثقافة تقليدية ومتخلفة وهذا ماافرزته الأحداث العالمية مثل 11 سبتمبر والحرب على الأرهاب والربيع العربي!!. هذا الصراع الداخلي ادى بدوره الى تشويه الهوية العربية وتحول صراعنا الحضاري الى صراع مع (ما بعد التخلف) وليس صراع مع (مابعد الحداثة)!.
وألآن دعنا نتسائل: هل استطاع الفنان العربي والعراقي ان يفهم التحولات الفنية العالمية وان يتعامل معها بمنطق علمي واسلوب معاصرليخلق تفاعلا ثقافيا وابداعيا مشتركا؟ اعتقد ان هنالك تجاربا ولو كانت محدودة لعدد من الفنانين العرب والعراقيين المغتربين استطاعوا فيها ان يحققوا حضورا لهويتهم مع (ألآخر) في الغرب وهو في الحقيقة بحثا عن معنى وجودهم الثقافي والإنساني في بيئتهم الثقافية الجديدة. هذا الحضور يجعلنا نفهم طبيعة علاقتنا التفاعلية المشتركة مع الغرب (الآخر) على اساس مشترك من التواصل وليس التصادم!!
5ـ هل تبدت صورة (الاخر) لديك في اعمالك الفنية .. كيف؟
هذا السؤال يجعل الفنان دخيلا على (الآخر) وليس متفاعلا او متقاطعا معه، فهو يشير الى مقدار تأثير او حظور الآخر في عمله الفني اكثر من التفاعل المشترك الذي يجب ان يكون بينهما. لقد قادتني تجاربي البصرية نحو الحرية التعبيرية من خلال محاور وآفاق جديدة. وان مفهوم الآخر بالنسبة لي قد تطور من خلال تطورمفهوم الشكل والمعنى في عملي الفني والذي اخذ يتسع عندي ويتعمق في محاولة للانزياح عن الشكل التقليدي الذي عملت به في بغداد. لقد حاولت الاستفادة من الأساليب المفاهيمية المعاصرة في قراءة العمل الفني وثقافته الفكرية ووسائل التعبير الحديثة في فهم مادة العمل الفني ولغتها الضمنية والبصرية في اغناء ثقافتي البصرية المعاصرة. من هنا بدات التعمق في البحث في أتجاه تطورالشكل نحو الفكرة والمعنى. لقد اصبحت المواضيع الفنية من خلال الصور والخطوط التشكيلية سواءا في اللوحة اوفي الفلم، مشحونة باشكال جديدة ولغة تعبيرية معاصرة تحررت من شروطها الأكاديمية التقليدية واصبحت تعكس صورا لمعنى اعمق وتتسع لمساحة بصرية اكثر تأثيرا مع البيئة المحيطة.
6- وهل كانت هنالك معارض فنية جسدت هذه الأفكار؟
نعم بالتاكيد، عديدة ومنها مثلا مشروع (لحظة قبل ان تغمض عينيك..) وهو فلم فديوآرت وعمل ادائي
، يعكس صور الافعال الجسدية للأنسان خلال اللحظات الفاصلة بين الموت والحياة.Performance
في هذا العمل الفني اردت ان اصور واركزعلى فكرة ان رأس الأنسان كان ومازال يشكل دائما مصدر قلق السلطة و مصدر خوفها، ولذلك فأنها تسعى الى ازالته اواخفائه، متوهمة بأنها قادرة على اعدام ألافكارالتي يحملها. يصور هذا العمل الفني حالات مختلفة للراس والدماغ البشري ويبين تحولاته وتأثراته في اللحظات الحرجة التي تفصل مابين الموت والحياة. لقد انجزت هذا العمل الفني عام 2012 وعرض في متحف موري للفن المعاصر في طوكيو عام 2012 بالتعاون مع استاذ علم النفس البروفيسور الامريكي (بيري كوميساروك) عميد الدراسات العليا في جامعة نيوجرسي، في الولايات المتحدة الامريكية. حاولت في هذا العمل ان اجمع مابين الفن والطب.
7ـ كيف ينظر الفنان الاوربي والغربي لصورة العربي والاسلامي اليوم, وهل تبدت في اعمالهم الفنية ؟
لايخفى على احد بأن الفن التشكيلي هو نتاج اوربي بأمتياز وهو استمرار منطقي لما اورثته فنون عصر النهضة الأيطالية في فن الرسم والنحت والعمارة لكن الغرب في بحوثه الأكاديمية مازال يذكر تأثير الفنون العربية والأسلامية في الفن الغربي من خلال تجارب فنانين عالميين استطاعو ان يوظفوا هذه التاثيرات ويجددوا من تجاربهم الفنية وربما لم يمر أحد من الرسامين الغربيين الكبار بمرحلة تأثر بالشرق، مثل ماتيس، وبيكاسو، وبول كلى، وموندريان وأوجين ديلاكروا، وغيرهم.