تعكف وكالة الامن و الاستخبارات العامة الهولندية منذ سنوات ،وتدرس بجدية الاشكال المتعددة للحركة الإرهابية في البلاد التي كانت في بداياتها هادئة واقتصرت على شبكات صغيرة معزولة تروج لأفكار متطرفة بشكل نظري دون ان تحقق اهدافا تذكر من الناحية العملية على
تعكف وكالة الامن و الاستخبارات العامة الهولندية منذ سنوات ،وتدرس بجدية الاشكال المتعددة للحركة الإرهابية في البلاد التي كانت في بداياتها هادئة واقتصرت على شبكات صغيرة معزولة تروج لأفكار متطرفة بشكل نظري دون ان تحقق اهدافا تذكر من الناحية العملية على حد ما توصلت إليه استنتاجات وكالة الامن و الاستخبارات الهولندية التي قال مديرها روب بيرثولي" ان هذا الوضع تغير جذريا اوائل العام 2013 حيث في غضون اشهر معدودة غادر مئات المتطرفين الى سوريا ،بشكل موجات فاجأت الجميع".
وتشير تقديرات الوكالة الى ان عدد المتطرفين الهولنديين المنخرطين في الصراع في سوريا يصل الى بضع مئات" ولكن " عدد المتعاطفين مع القضية بالآلاف". وأعلن بيرثولي " ان 19 مقاتلا من الهولنديين قتلوا في الحرب بينهم ثلاثة في عمليات انتحارية ،فيما عاد 30 آخرون".
أربعة مسارات
ويحدد تقرير الوكالة اربعة مسارات رئيسية في تشكل الحركة المسلحة في هولندا وهي : أولا ،تعلم المتطرفون الهولنديون من نظرائهم في بريطانيا و بلجيكا ،فهم يعبرون عن آرائهم و افكارهم بطرق استفزازية جديدة ،بل قانونية في الوقت نفسه ،مستغلين حرية التعبير التي يستخدمونها بذكاء لتجنب العقوبات القانونية. وثانيا ،ان التحول في الحركة المتطرفة حدث مع تعلمها من اخطائها السابقة بحيث اصبحت اكثر احترافا في عملياتها ،وتعلم المسافرون للقتال ان يكذبوا بأخبارهم الاجهزة الامنية انهم ذاهبون للمشاركة في حفل زفاف او رؤية اقاربهم وذويهم ،ما يقيد يد السلطات المعنية .وثالثا تبني الحركة المتطرفة لوسائل الاتصال الاجتماعية كوسيلة لنشر افكارها ورسالتها بشكل احترافي مذهل ،واستخدامها بدينامية غير مركزية وسريعة ومرنة ،فضلا عن العمل بشكل مستقل. ورابعاً ان الصراع في سوريا يتمتع بجاذبية ايديولوجية للمتمردين المحتملين. ويرى بيرثولي" ان الحركة السلفية الهولندية اصبحت تشكل مؤخرا ارضية اخرى حاضنة للتطرف" ،موضحا " كان السلفيون الذين يدعون الى " الدعوة" خلال السنوات الماضية بمثابة عازل مع دعوتهم الى الخطاب اللاعنفي ،فيما يتحدث الدعاة الاجانب الآن خارج المساجد ويدعون الى الجهاد القائم على العنف وهم ينجحون في جذب الكثير من الشباب" ،معتبرا " ان الخطاب الاجنبي اكثر تطرفا بكثير".وما يثير الانتباه في استنتاجات التقرير هو " ان المسلحين الجدد هم في العشرينيات من العمر ،وهم غالبا من الجيل الثالث او الربع من المهاجرين من اصول مغربية" ،مستدركا الاشارة الى " ان الاصل الهولندي لبعض المتطرفين يعود الى قرون سابقة".ويشدد بيرثولي" ان جدية الخطر الذي يهدد هولندا يتمثل في ان معظم الهولنديين الذين توجهوا الى سوريا انضموا الى جماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة او احد فروعها،وهي كلها تعتبر المجتمع الغربي عدوها المطلق و المشترك".