في سنوات هيمنة الحزب الحاكم على السلطة ومنح العسكر حقائب وزارية وخاصة بعد الإطاحة بالزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، ترسخ انطباع في أذهان معظم العراقيين بان تكريت وسامراء وعنه وراوه وحديثة حصلت على تمثيل واسع في الحكومة ، مقارنة بمدن الوسط والجنوب ، وفي ذلك الوقت لم يعرف العراق "نظرية التوازن " ولا توجد قوى سياسية تدافع عن تمثيل المكونات في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، وفي ذلك الانطباع السائد بين الاوساط الشعبية استبعد ابناء الوسط والجنوب بروز تنظيمات سياسية مناهضة للنظام في تكريت وشقيقاتها ، ولكن الواقع على الارض يدحض هذا التصور ، فمدينة هيت كانت موسكو الصغيرة وقيادات الاحزاب العاملة في الساحة العراقية كانوا من ابناء تلك المدن.
مساء السبت الماضي وبحسابه على شبكة التواصل الاجتماعي ذكر الشاعر المقيم في الخارج مخلص خليل ( قبل دقائق وردني خبر وفاة خالي المربي والمناضل يحيى عبد القادر ابو باسم في بغداد بعد معاناة طويلة مع مرض صعب دخل يحيى عبد القادر دار المعلمين في الرستمية التي كانت بإدارة الشخصية الوطنية والمربي المعروف ناجي يوسف عام 1947 وفي العام التالي شارك كطالب شيوعي ناشط في وثبة كانون الوطنية ضد الاستعمار البريطاني وممثليه في السلطة الملكية آنذاك،كما ساهم عام49 في عام تجديد الوثبة ،ومؤتمر ساحة السباع الذي انبثق عنه تأسيس اتحاد الطلبة العام ،ففصلته سلطة الرجعية الحاكمة من المعهد الذي يدرس فيه ،وإحالته الى الأحكام العرفية ،فعاد الى مدينته تكريت وظل متنقلاً بين بيوت اخواته وريف تكريت حتى صدور عفو في بداية ْالسنة الدراسية الجديدة في هذه السنة تعرف على سلام عادل الذي كان مدرسه ورفيقه في الرسم والمسرح.
بعد تخرجه وحتى ثورة 14 تموز ظلّ مناضلاً في العمل السري ومنظماً بارعاً وشجاعاً في الارياف والقرى البعيدة عن مدينته اعتقل اثر انقلاب البعث الفاشي 63 وفصل من وظيفته وأحيل الى المجالس العرفية وحوكم في ما كان يُسمّى بـ "محكمة الثورة " لصاحبها الزعيم عبد الرحمن التكريتي الذي ورث المحكمة من عهد البعث.
حين عُقدت الجبهة المباركة !!بين الشيوعيين وحزب البعث الحاكم كُلفَ ابو باسم بان يكون ممثلاً للحزب الشيوعي في حي "الدورة" بغداد ،ثم في نقابة المعلمين في بغداد.
اعتقل يحيى عبد القادر مجدّداً عام 78 وعذب ،وبسبب صموده تم رميه في احدى البنايات غير المكتملة في منطقة مهجورة واستطاع ببسالته ان يصل الى شارع فتم نقله الى بيته، عاد يحيى عبد القادر ناشطاً مع الشيوعيين بعد عام 2003حتى استبد به المرض) .
الراحل ابو باسم مازال تلاميذه في منطقة الدورة يحتفظون بذكرات طيبة عنه ، فهو معلم وتربوي من طراز الجيل القديم الحريص على متابعة أحوال حتى اسر طلابه ، وبيته في حي المعلمين كان ملاذا لمن يبحث عن حل لمشكلة ، فطلابه من ابناء مدينته تكريت شغلوا مواقع ومناصب عسكرية ومدنية ، وباتصال هاتفي يتلقى الترحيب من التلميذ الى استاذه والاستعداد لحل اية مشكلة ، ابو باسم كغيره من الحالمين بنظام ديمقراطي "استبد به المرض" بعد العام 2003 ، فرحل يحيى الحي في قلوب معارفه وتلاميذه .
" ابو باسم" الشيوعي التكريتي
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
هذا ماكان عليه الحزب والان اين هو هل مات ام هو في الانعاش او في سبات دائم
ابو سجاد
هذا ماكان عليه الحزب والان اين هو هل مات ام هو في الانعاش او في سبات دائم