TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إصلاح بالتسقيط المريح

إصلاح بالتسقيط المريح

نشر في: 2 فبراير, 2015: 09:01 م

أكثر بلد في المنطقة وربما في العالم تترد فيه مفردة إصلاح العراق ، والحاجة إلى الإجراءات الإصلاحية تكشف عن تدهور سياسي وأمني واقتصادي وقضائي ، الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، أعلنت وأكدت وتعهدت بأنها ملتزمة بتطبيق وثيقة الإصلاح السياسي ، بوصفها تتضمن فقرات ستجعل الحياة السياسية في ربيع دائم وأجواء مستقرة ، تسر الأصدقاء من دول الجوار المنضوية ضمن التحالف الدولي ، وتشعل أجداد الأعداء ومنفذي المخططات الصهيونية ، وبالمناسبة خلال السنوات الماضية لم ترتبط مفردة الامبريالية بالصهيونية ، بعد ان كانت حاضرة في خطب ملوك وأمراء ورؤساء دول المنطقة ، وفي مقررات وتوصيات مؤتمرات القمة العربية .
القادة السياسيون في العراق جميعهم من دعاة الإصلاح ، ومنهم من جعله اسما لتنظيمه السياسي ،وفي الدورة التشريعية السابقة عزم رجال القوم ، وتحت شعار على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، على سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي ، لأسباب تتعلق بتدخلات خارجية ، ووعود بعقد مؤتمر وطني ، فشلت المحاولة مقابل ذلك تبنّى التحالف الوطني وزعيمه إبراهيم الجعفري وقتذاك عملية إصلاح شاملة ، وشكلت لهذا الغرض لجنة ضمت ممثلين عن الكتل النيابية ، وعقدت اجتماعات واتصالات ، وصلت في النهاية إلى طريق مسدود ، لكن الحاجة إلى الإصلاح أصبحت مطلبا مهما لجميع الأطراف ، وفي ضوء ذلك تم تشكيل الحكومة الحالية ، باتفاق على تضمين برنامجها وثيقة الإصلاح السياسي .
أضلاع المثلث العراقي بمكوناته من الشيعة والسنة والكرد لها رؤيتها الخاصة ومطالبها من وثيقة الإصلاح ، ومع إصرار الجميع على التطبيق ، هناك من يحذر من التسويف والتعطيل ويسترجع حقن التخدير طيلة السنوات الماضية ، فيبرز الخلاف ، ويتم الإعلان عن تشكيل اللجان في مجلس النواب والسلطة التنفيذية لمتابعة خطوات التطبيق ، وفي ضوء ما يقال عن وجود انسجام في الفريق الحكومي ، تقع على مجلس النواب مهمة تشريع القوانين الواردة ضمن وثيقة الإصلاح المتعلقة بضمان استقرار الحياة السياسية ، فضلا عن قانون العفو العام أما مطالبة الطرف الكردي بتنفيذ المادة الدستورية 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها فهي بأمس الحاجة إلى الحسم ، وإنهاء الجدل حولها ، ولاسيما أنها واحدة من شروط مشاركة التحالف الكردستاني في الحكومة الحالية .
وثيقة الإصلاح وطبقاً لاتفاق أطراف الحكومة تم تحديد سقف زمني لتطبيق فقراتها لتفادي بروز خلاف سياسي جديد بين أضلاع المثلث العراقي ، استنادا إلى ما تتضمنه الوثيقة من مواد خلافية تحتاج إلى المزيد من الحكمة والابتعاد جهد الإمكان عن حالة التعاطي السابقة مع الملفات العالقة ، والتمسك بالثوابت الوطنية لتجاوزها ، والوقوف على قاعدة مشتركة لتفعيل الجهد التشريعي بهدف مساعدة الحكومة لتطبيق وثيقة الإصلاح بطريقة التسقيط المريح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram