TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عتاوي الطائفية

عتاوي الطائفية

نشر في: 3 فبراير, 2015: 09:01 م

لولا تجنبي طول العنوان لأسميت هذا العمود "رزق البزازين على غباء الطائفيين". إنها بالمناسبة قطط ذكية ذات "موهبة" لو انزلتها على بلد من حديد لرأيته مهشما مدمرا تضيع خزائنه من بين يديه واطفاله تشحذ وشبابه تقتل بلا حساب. بزازين كانت تجيد المواء بزمن النظام السابق وتحولت من بعده الى "عتاوي" تجيد العض والخمط أينما حلت. أما اختصاصها الناجح فهو الضحك على الطائفيين، حكاما كانوا او مسؤولين أو حتى أناسا عاديين.
يستغرب البعض منكم من ان الشاعر الفلاني او الصحفي او الكاتب او الطبّال كيف كان مدللا في زمان النظام السابق وظل مدللا بعد سقوطه. في الحقيقة انه حصل من مناصب ومواقع ما كان يحلم بها في زمن صدام رغم ردحه العنيف سابقا.
عدة هؤلاء في الشغل بسيطة جدا. لا تتعدى غير القدرة على تمثيل طور الطائفي امام الحاكم او السياسي الطائفي أيضا. انها باختصار "شيّم المعيدي وخذ عباته". أعرف واحدا منهم يكتب الشعر، وقد تعرفونه أيضا. ذهب "أخونا" للقاء أحد مستشاري رئيس الوزراء السابق بعد ان رسم خطة كلفته قرابة بطل عرق تركي في الليلة التي سبقت اللقاء. قندل الرحل جيدا في الليل وتوكل للقاء المستشار في ظهر اليوم التالي. وضع خاتم عقيق بأصبع يده اليمنى وتعطر بمسك "حلال" وغيّر طبقة صوته لتتماشى مع نغمة صوت "المؤمنين". بعد وصوله مكتب المستشار بربع ساعة حان وقت الصلاة فخرج المستشار ليصلي. نادى "شاعرنا" على سجادة وتربة مع رجاء للسامعين بالاستعجال كي لا تفوته الصلاة وبصوت هزّ أذني المستشار! وفي وسط الصلاة صار يقرأ دعاء مقتبسا من "المقتل" وبصوت باك. أبكى كل الحاضرين وفي مقدمتهم المستشار. لا اطيلها عليكم انه بعد اقل من ساعة خرج بجيب منتفخ وبقرار جعله قريبا من السلطان قاب قوسين او أدنى.
تابعوهم على الشاشات وتطلعوا في عيونهم لتعرفوا ببساطة كيف انهم يجيدون التمثيل على الطائفيين ببراعة. انهم ليسوا افرادا كما قد تظنون، بل مجاميع متدربة. فيهم من يعد السيناريو وآخر يخرجه وثالث يمثله أمام "الغشمة" في الوقت والمكان المناسبين.
ليتهم كانوا طائفيين مثل الذين نعرفهم، لأنهم كذلك مذ خلقهم الله فما عدنا نخافهم. لكن الخوف والخراب يأتيك من "عتوي" يدّعي الطائفية وهو ليس كذلك، ومن "قطة" كانت ناعمة الصوت في الزمن السابق وصار صوتها اليوم يصل الى سابع جار بحجة الدفاع عن الطائفة وأبنائها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram