TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أش،،ششششششش.

أش،،ششششششش.

نشر في: 4 فبراير, 2015: 09:01 م

دعا رب العائلة أفراد أسرته لاجتماع عاجل،
.ليبلغهم بالأمر الخطير الذي أزمع على اتخاذه، ليحميهم من الأسوأ الذي ينتظرهم، وليبقيهم على قيد الحياة، ريثما.. ريثما تنقشع الغمة، ويشعر المتخم (ون) بعذابات الملتاعين.
قال وهو منكس الرأس: هددونا بتخفيض رواتبنا! دعينا للتقشف! ولا بد لنا من الاستجابة للإرادة التي ارتأت اتخاذ ذاك القرار الذي يروم الإبقاء علينا على قيد الأحياء.اقصد على قيد الحياة!… قال: قننوا استعمال الكهرباء. وأطفئوا زر السخان إلا ليوم واحد في الأسبوع! ربما ألغيت التعامل مع صاحب المولدة!
قال: سأسحب الهواتف النقالة من الأولاد والبنات: وسام وحسام وإيهام وأماني وآمال، سأبقي على هاتفين اثنين: الأول معي، والثاني سأودعه لدى آم البنين لاستعماله في الحالات القصوى! فأسعار كارتات التعبئة زيدت بنسبة كبيرة، ولا قدرة لي لدفعها بعد اليوم.
حين حاول وسام الاعتراض، أخرسه الأب بنظرة زاجرة…. أششششششش.
اليومية - مصرف الجيب -التي كانت تسلم لكم بالأمس ستتقلص بنسبة خمسين بالمائة. وحين سأله الطفل (أيهام): بابا.. يعني الخمسماية دينار ستصبح كم؟؟ خزره الأب بنظرة حانية، وأشارت له الآم وسبابتها تغطي شفتيها: أش،شششششش.
وآنت يا وسام، درجاتك المدرسية غير مشجعة. لا بد لك من ترك الدراسة والبحث عن عمل! حين هم بالكلام لكزته آخته وهمست: أشششششش.
وأنت يا أماني، بلغني أنك تزوغين من المدرسة، وتتلفعين بشال يخفي ملامحك لتعرضي السيجاير والعلكة على السابلة وركاب السيارات. وهذا عيب علينا ولا يليق بنا. حين همت بتبرير فعلتها أشارت لها توأمها … إششششششش.
وآنت يا أمي ويا تاج راسي، توقفي عن التدخين. فدواء السعال بسبب السكاير تضاعف ثمنه، ولم يعد بإمكاني توفيره،
همهمت الجدة وهمت بالاعتراض. لكن الأب اتجه نحوها،، احتضنها وقبل رأسها، اختنقت بعبرتها وهي تصغي لدقات قلبه المتسارعة وهي تضج بالاعتذار … أششششششش.
كان المذيع في التلفزيون المفتوح يعلن عن إقرار الميزانية، ويشير للأرقام الترليونية المنهوبة والمهدورة ورواتب النواب والرئاسات. فما كان من الأم إلا تغيير القناة الرسمية، لتغيم الشاشة ولا يبدو من غبشها إلا صوت عواء وحشي حزين و مبهم …. أش،ششششششش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram