اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عقوبة جماعية

عقوبة جماعية

نشر في: 7 فبراير, 2015: 11:47 ص

يؤمن بعض مديري المدارس بالمغالاة في ممارسة أسلوب القسوة على الطلبة بهدف السيطرة على المدرسة وإدارتها بيد من حديد ..أحد المدراء عاقب صفا كاملا بالضرب لاكتشافه بأن لإفراده إساءة كبيرة على أمن المدرسة وهدوءها ....و في اليوم التالي ، كتبت على أعمدة المدرسة وجدرانها عبارات تهديد للمدير فأصيب بصدمة وشعر بالخوف والاهانة وطلب من طلبة المدرسة الكشف عمن كتب تلك العبارات ولم يلق جوابا شافيا فقرر معاقبة المدرسة كلها ..هنا ، تدخل بعض المدرسين العقلاء لينصحوا مديرهم بالتأني في استخدام العقوبة الجماعية لأن محاولته الاولى خلقت ضده نوعا من التواطؤ بين طلبة صف كامل فماذا سيفعل لو وقفت اغلب صفوف المدرسة ضده ومارست معه ما لم يتوقعه بهدف الانتقام منه ومن أساليبه المستفزة في التعامل معهم ..
حين جاء مدير آخر بدلا عنه وخشية منه على نفسه وعلى كيانه كمسؤول وربما على مدرسته كلها ، استمع الى نصيحة المدرسين العقلاء وحاول امتصاص نقمة الطلبة عليه فبدأ يعاملهم بالحسنى ويحل مشاكلهم بهدوء ، وبعد اقل من شهر ،تقدم احد الطلبة من المدير على استحياء ليعترف بارتكابه المخالفة الاولى واعتذر عن عرقلة سير العملية التربوية التي تسعى اليها المدرسة كما أبدى طلبة آخرون استعدادهم لمساعدة المدير في تنظيف المدرسة من العناصر المسيئة فيها ..فوجئ المدير بذلك وفتش في اعماقه عن أي شعور بالنقمة على الطلبة ليحاسبهم فلم يجد شيئا من ذلك ..عندها ، سامحهم وقرر ان يواصل العمل بسياسته الجديدة في الغاء العقوبة الجماعية واستبدالها بالتعاون مع الطلبة انفسهم لحماية المدرسة من كل ماقد يسيء اليها ..
هذه ابسط صورة تقريبية ربما لما جرى في بلدنا فالعقوبة الجماعية للمناطق الغربية في عهد المالكي واخذها بجريرة المسيئين فيها من اتباع وحواضن لداعش ومعاقبة اهلها بشتى الطرق عبر مداهمات واعتقالات وتهميش وتفرقة طائفية قادتهم الى محاربة ( جيش المالكي ) كما اطلقوا عليه قبل محاربة داعش ، وهكذا ازداد معدل الاحتقان الطائفي ووقع اهل تلك المناطق –الأبرياء منهم – بين مطرقة داعش وسندان الحكومة المتعصبة طائفيا ووجدوا انفسهم خارجها هاربين من جحيم الطرفين المتضادين بدلا من ان يصمدوا ويقاتلوا داعش (الغريبة ) مع جيشهم ( القريب ) ذلك لأن جيشهم حاسبهم محاسبته لداعش نفسها !!
اليوم ، ومع اقرار قانون الحرس الوطني وإطلاق العبادي تصريحا حول عدم تخصيص الحشد الشعبي للشيعة فقط ، لابد وانه سيعمل على تخفيف حدة الاحتقان الطائفي وامتصاص نقمة اهالي تلك المناطق على الجيش الحكومي خاصة وانه وضع علامات فاصلة بين الجيش والميليشيات مؤكدا اختلافهم عن بعضهم ..بهذه الطريقة كان يمكن للمالكي احتواء الازمة وحلها بمجرد التخلي قليلا عن انحيازه الطائفي ومخاطبة الطرف الآخر بالحسنى وترضيته وامتصاص نقمته ..كان يمكن ان يحذو حذو مدير المدرسة العاقل قبل فوات الأوان وحسنا فعل انه غادرموقعه ولو –مرغما – ليأتي مسؤول آخر يجيد الامساك بخيوط الدمى المختلفة ليواصل اللعبة على المسرح السياسي بدراية وفن ..أوليست السياسة فن هي الأخرى؟..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    ياسيدة عدوية المظلوب منا جميعا ان نطالب ونشجع السيد العبادي على بناء جيش وطني وليس طائفي ولا قومي حتى لايكون هناك جيش شيعي وجيش سني وجيش كردي ولعل هناك في الطريق تركماني وصابئي وازيدي اليس هذا المفرض ياسيدتي الى متى يبقى العراق بلا جيش عقادي هل نقرا السلا

  2. ابو سجاد

    ياسيدة عدوية المظلوب منا جميعا ان نطالب ونشجع السيد العبادي على بناء جيش وطني وليس طائفي ولا قومي حتى لايكون هناك جيش شيعي وجيش سني وجيش كردي ولعل هناك في الطريق تركماني وصابئي وازيدي اليس هذا المفرض ياسيدتي الى متى يبقى العراق بلا جيش عقادي هل نقرا السلا

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram