أعلن "الحوثيون" في اليمن امس السبت تشكيل لجنة أمنية عليا لإدارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين، لضمان سيطرتهم على البلاد بعد إعلانهم حل البرلمان وإنشاء مجلس رئاسي.
وبعيد هذا الإعلان، انفجرت عبوة ناسفة عند المدخل الجنوبي للقصر
أعلن "الحوثيون" في اليمن امس السبت تشكيل لجنة أمنية عليا لإدارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين، لضمان سيطرتهم على البلاد بعد إعلانهم حل البرلمان وإنشاء مجلس رئاسي.
وبعيد هذا الإعلان، انفجرت عبوة ناسفة عند المدخل الجنوبي للقصر الرئاسي الذي يسيطر عليه "الحوثيون" منذ 20 كانون الثاني (يناير)، ما أدّى إلى جرح عسكري ومدني.
وقال شهود عيان إن "مسلحي الحوثي أرغموا جميع المحال التجارية على الإغلاق، وأبلغوهم بأن هناك عبوات ناسفة أخرى يجري البحث عنها".
وتضم هذه اللجنة وفق البيان الأول لـ "الحوثيين" الذي نشر بعيد حل البرلمان أمس الاول الجمعة بين أعضائها البالغ عددهم 18، وزيري الدفاع والداخلية في حكومة عبد ربه منصور هادي التي استقالت تحت ضغط حركة "أنصار الله" .
وقال البيان الذي بثته "وكالة الأنباء اليمنية" (سبأ) إن "اللجنة الأمنية العليا ستدير شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي".
ويرأس اللجنة اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع في حكومة عبد ربه منصور هادي المستقيلة، الذي أثار تعيينه وظهوره إلى جانب القادة "الحوثيين" عند إصدارهم "الإعلان الدستوري"، تشكيكاً في محيط هذا الضابط الذي يُعتبر موالياً للرئيس هادي. وألمح مدير مكتبه عبد العزيز منصور في تصريحات عدة مساء أمس إلى ان اللواء الصبيحي "أُرغم بالقوة على الظهور مع الحوثيين"، مضيفاً "قُطع كل اتصال معه ونحن قلقون على حياته".
وجاء تشكيل اللجنة الأمنية العليا بعد ساعات على "الإعلان الدستوري" الذي أصدره "الحوثيون" ويقضي بحل البرلمان اليمني وإقامة مجلس وطني بدلاً منه، تمهيداً لتشكيل مجلس رئاسي ثم حكومة وحدة وطنية لمرحلة انتقالية مدتها عامين.
من جانبه أعرب مجلس التعاوني الخليجي،امس السبت، عن رفضه لـ"الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن"، باعتباره نسفا للعملية السياسية السلمية التي شاركت فيها كل القوى السياسية في البلاد، واستخفافاً بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته.
وأكد المجلس في بيان "استمرار وقوفه إلى جانب الشعب اليمني، بعد إصدار ما يسمى بـ (الإعلان الدستوري) الذي اعتبره المجلس انقلاباً على الشرعية، لتعارضه مع القرارات الدولية المتعلقة باليمن.
كما أكد البيان أن ما حدث "يتنافى مع ما نصت عليه المبادرة الخليجية، التي تم تبنيها من قبل المجتمع الدولي، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني من حلول سياسية تم التوصل اليها عبر التوافق الشامل بين القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني، التي تم تأييدها دوليا.
وتابع البيان، الذي حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، "أن مجلس التعاون يرى أن هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض لا يمكن قبوله بأي حال، ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني، ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر".
وأضاف:" تؤكد دول مجلس التعاون أن ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يعد تهديداً لأمنها ولأمن المنطقة واستقراراها ومصالح شعوبها وتهديداً للأمن والسلم الدوليين، وسوف تتخذ دول المجلس كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها".
وحذر بيان مجلس التعاون من أن الانقلاب لن يقود إلا إلى "مزيد من العنف والصراع الدامي في هذا البلد الشقيق".
وناشد المجلس المجتمع الدولي بأن "يتحمل مسؤولياته لإدانة هذا الانقلاب وشجبه وعدم الاعتراف بتبعاته".
ودعا البيان "مجلس الأمن الدولي إلى سرعة التحرك لتفعيل قراراته ذات الصلة بالشأن اليمني، واتخاذ القرارات اللازمة لوضع حد لهذا الانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم".
وفي سياق متصل صرّح مسؤول أميركي رفيع بعد اجتماع بين وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في "مجلس التعاون الخليجي" في ميونيخ أمس الاول الجمعة، ان واشنطن تعارض إنشاء مجلس رئاسي أعلن عنه "الحوثيون" في اليمن.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لصحافيين رداً على سؤال عن موقف واشنطن بعد إعلان "الحوثيين" حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي "لا نوافق على ذلك وهم كذلك غير موافقين".
وأضاف ان هناك شعور بقلق كبير بشأن الوضع في اليمن خلال الاجتماع الذي عُقد على هامش "مؤتمر ميونيخ للأمن" و"شعور بأنه على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر حزماً".
وتابع أن وزير الخارجية الأميركي دعا الدول الخليجية الى مضاعفة اتصالاتها مع جميع الأطراف في اليمن، بعدما تحدثت عن مخاوفها من "خطر" الفراغ في السلطة على الاستقرار في المنطقة.
وأوضح ان الولايات المتحدة لم تحدد بعد كيفية تعاملها مع "الأحداث الملتبسة والتي تجري بسرعة"، موضحا أنها ستجري مشاورات حول الخطوات المقبلة.
ويبدو بشكل واضح أن الأحداث في اليمن فاجأت واشنطن، إذ قال المسؤول رداً على سؤال حول النتيجة التي يرغب فيها البيت الأبيض "لا نعرف حتى الآن".
وأضاف ان الولايات المتحدة "بدأت للتو محادثات ليس فقط مع مجلس التعاون الخليجي بل مع حلفاء آخرين والأمم المتحدة"، لافتاً إلى أن واشنطن دعمت الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي قدّم استقالته، و"نعتقد أنه مصمّم على المضي قدماً في موقفه".
وأكد ان الولايات المتحدة تأمل في أن تلعب السعودية دوراً أساسياً في محاولة حل الأزمة نظراً الى "نفوذها الواسع" في المنطقة والمساعدات المالية التي تقدمها الى اليمن.
يُذكر أن كيري التقى على مدى تسعين دقيقة وزراء خارجية ومسؤولين من البحرين وسلطنة عمان وقطر والإمارات ونائب وزير الخارجية السعودي.
وعزّزت جماعة "الحوثي" سيطرتها على اليمن بإعلانها الجمعة حل البرلمان وإقامة مجلس رئاسي يتولى قيادة هذا البلد الذي استقال رئيسه ورئيس حكومته قبل أسبوعين.
وأعرب مجلس الأمن الدولي أمس الأول الجمعة عن "قلقه العميق" من الوضع في اليمن، مهدّداً بفرض عقوبات في حال لم تُستأنف المحادثات لإخراج البلاد من الأزمة، لكن المجلس تجنّب في إعلان يعكس توافق الدول الـ15 الأعضاء، استخدام تعبير "انقلاب" في وصف الخطوات التي اتّخذها "الحوثيون" أو التنديد بها بشكل واضح.
وجدّد التأكيد على دعمه للموفد الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي يقوم بوساطة لم تنجح بعد.