بطبيعته الشخصية المتناقضة طوال مسيرته المهنية خرج علينا ما يدّعي حرصه على وحدة الصف الصحفي تجاه أزمات مهنية أو إنسانية بمقال إنشائي كالعادة خاب ظنه فيه حيث لم يكن "بالصميم" كما توهّم، وراح يستهدف بمقاله الموتور الروح الطيبة التي انطلق منها أكثر من زميل في وقفتهم لمساندة الإعلامي القدير مؤيد البدري في محنة مرضه القاسية ويصف كل المناشدات التي أُطلقت هنا وهناك بأنها (مزايدات وضحك على النفس)!!
غريب أمر هذا الرجل.. ما الذي دفعه ليُبري قلمه بهذه الحدّة ويحوّل القضية إلى متاجرة بالكلمات وكأننا في سوق المضاربة بأسهم الوطنية، وتناسى أنه مسؤول أيضاً عن أي تقاعس يصيب الوسط الصحفي الرياضي في قضايا إنسانية بحتة فكيف وهو يُلبس فعل الخير قميصاً مريباً؟!
كنا قد ناشدنا أعلى مسؤول في الدولة الخميس الماضي ضرورة الاهتمام بالحالة الصحية لمؤيد البدري الذي يستلزم إجراء تداخل جراحي عاجل لإنقاذه من مرض يكاد يفتك بجسده الذي لم يعد يقوى على تحريكه بسبب تقادمه بالعمر والإجهاد الذي بذله طوال أربعة عقود في خدمة الرياضة العراقية في تخصصه التلفازي عبر برنامج (الرياضة في أسبوع) وتنقله الدؤوب في جميع العواصم مرافقاً للمنتخبات الوطنية بصفته رئيساً لاتحاد الكرة تارة وواجبه المهني كمعلق حرّيف يُعدّ من بين أبرز المعلّقين الرياضيين العرب في حقبته تارة أخرى.
كانت مناشدة المسؤول السياسي في الدولة واضحة بطابعها الإنساني للاهتمام بمواطن عراقي له مآثر كبيرة في المجتمع ومن حقه أن تقف الدولة إلى جانبه وتقدّم ما يحتاج إليه لتذليل محنته، وسواء كانت قامة الشخص كبيرة أم صغيرة فهو بالنهاية إنسان عراقي لا يمكنه تدبير مستلزمات علاجه بمفرده من دون دعم الدولة، والبدري يستحقّ أن نقف معه، لأنه مواطن وكفى، ولا يُسمح لأحد أن يخدعنا بمقال (فنطازي) من بقايا كأس السهرة!
ليس بيننا من يزايد في محنة البدري إلا من كان يعاني مرضاً نفسياً يفقده صوابه ويأسر مخيلته بإطار انتقامي إزاء أي مبادرة طيبة طالما أن أصحابها يسجّلون موقفاً مشرّفاً في بلاط الصحافة الرياضية التي يزعم البعض انهم اسيادها في جميع الأزمنة والأمكنة وأمهات المهنة لن تنجب غيرهم ووحدها كلماتهم منزّهة محمولة على أكتاف النواميس، بينما التاريخ القريب لو فتح فاهُ لفضح سلوكيات تنفر منها الأعراف وترمي أصحابها في أقفاص القصاص!
ليت حميمية أدعياء الحرص على مهابة وكرامة الصحفي العراقي يحرّكون الدماء التي أفسدتها (سكرات النشوة) بتأمين مصالحهم ومزاياهم بعد عام 2003، ليتهم انتخوا إلى البدري قبل تدهور صحته بفترة طويلة، ثم أليس من حقنا أن نتساءل أين هؤلاء من معلمهم ومربّيهم المهني قاسم العبيدي الذي يقضي عامه السابع في أحد مشافي العاصمة الدوحة يعاني صراعاً مريراً مع الموت وحرجاً بالغاً بخصوص إقامته غير المشروعة بسبب انقضاء مدة زيارته لنجله "محمد" عام 2008! أين هؤلاء الجاحدون لأفضال هذا الرجل من مصيره الغامض وهو يرقد في المشفى القطري يتلقّى (قناني) غسل الكلى مجاناً من الأشقاء وهو المواطن العراقي الأصيل، كزميله البدري يستحقّ أن يغرِف من نهر خير بلده، هؤلاء كانوا يحلمون أن يكتبوا مساهماتهم المتواضعة في صحيفته أيام ولوجهم المبكّر للصحافة قبل أن يعملوا المستحيل اليوم للتشبّث بمنصب أصبح في عهدهم كالشمع سرعان ما أذابت قيمته حرارة الأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها ويصرّون على المضي بها بلا رادع!
سلمتما أيها العزيزان البدري والعبيدي من كل شرٍّ.. وسنبقى نطالب بحقوقكما كمواطنين أصيلين من دون أي مزايدة.. فدولاب الحياة ليس له مستقر.
"وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون"
البدري فوق المزايدات
[post-views]
نشر في: 8 فبراير, 2015: 04:50 ص
جميع التعليقات 2
ابو اثير
لا تتوقع من مسؤولين في حكومة تكره أبنائها ألأصلاء النجباء من تقديم أي عون أو مساعدة لهم وتبقى تتفرج عليهم دون مبالاة ... لأنهم مشبعون بالكراهية وحب ألأنتقام
ابو اثير
لا تتوقع من مسؤولين في حكومة تكره أبنائها ألأصلاء النجباء من تقديم أي عون أو مساعدة لهم وتبقى تتفرج عليهم دون مبالاة ... لأنهم مشبعون بالكراهية وحب ألأنتقام