TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مالية الحزب

مالية الحزب

نشر في: 9 فبراير, 2015: 04:57 ص

منذ سنوات ومشروع قانون تشكيل الأحزاب في العراق، يراوح في مكانه والبرلمان خلال دورتين تشريعيتين فشل في تمريره ، على الرغم من أهميته ودوره في تنظيم الحياة السياسية ، وضمان استقرارها ، جميع القوى والأحزاب والتنظيمات الممثلة في مجلس النواب، أعلنت رغبتها في تشريع القانون ، وأثبتت بالتصريحات انها حريصة على تعزيز الديمقراطية وتوطيدها ، ولا تراجع عنها ، ومثل هذه التصريحات ، تكاد تكون يومية ، تطرح في المناسبات الوطنية والقومية ، وأثناء لقاء الزعماء السياسيين بقواعدهم الشعبية ، وأعضاء ومؤيدي احزابهم ومناصيرهم ، ومع كثرة التصريحات لم يتحرك المشروع خطوة واحدة ، خشية انفلات الشياطين لانها وكما يقال تكمن في التفاصيل ، وليس من مصلحة جهات واشخاص في الظروف الراهنة والتحديات الأمنية إثارة شيطان ازرق بإمكانه ان يثير المشاكل ، ويعيد الفرقاء الى المربع الاول بعد ان تجاوزوا وبلحظة رحمانية تكلسات خلافات تراكمت طيلة السنوات الماضية من عمر الديمقراطية العراقية والحصول على تعهدات من الحكومة الحالية لتطبيق وثيقة الاصلاح السياسي ، ومن بنودها تمرير مشروع قانون تشكيل الاحزاب.
عقبات تمرير المشروع تتلخص وبحسب التصريحات المعلنة ببروز قلق ومخاوف لدى الاحزاب الكبيرة من كشف مصادر تمويلها ، بمعنى اخر انها لا تفضل ان يطلع الاخرون على "مالية الحزب" لان هذا الموضوع من الأسرار المودعة في الصندوق الأسود ، لا يجوز فتحه الا بعد حصول كوارث ، وانشقاق خطير يقلب الحزب على "البطانة " او في حال قيام القيادي البارز المسؤول عن المالية بالاستحواذ على الاموال ، و"يكلب بالدخل" ويجعل الحزب على الحديدة ، فيوجه نداء عاجلا الى الأعضاء والمؤيدين يناشدهم التبرع بالأموال لتغطية رواتب الامين العام والرفاق او الأخوان اعضاء المكتب السياسي ، وتسديد دين الجايجي صاحب الجنبر الواقع بجوار المقر المكلف بتقديم الجايات في الاجتماعات الشهرية والاسبوعية.
الساحة العراقية بعد الإطاحة بالنظام السابق شهدت عودة وولادة مئات الاحزاب والتيارات والقوى السياسية اغلبها ذات هوية دينية ، استطاع بعضها ان يحصل على تمثيل في مجلس النواب والحكومة ، فاتسع نشاطها في الداخل ، ومنها من فتح فروعا في الخارج ومكاتب اقليمية في دول المنطقة ، ومنذ بداية عملها في الساحة السياسية ، لم تعقد مؤتمرا لانتخاب أمينها العام او زعيمها وقيادييها ، وهذا لغز اخر يضاف الى أسباب عرقلة وتعطيل تشريع قانون تشكيل الاحزاب ، حير عقول العراقيين المراهنين على نخبهم السياسية في ضمان مستقبلهم فخابت آمالهم بانتقال منصب الامين العام عن طريق الوراثة ، او من خلال حصول قيادي على موقع كبير في الحكومة فاستغل نفوذه ليكون الشخص الاول في التنظيم ، وبوجود مثل هذه المظاهر سيبقى مشروع قانون تشكيل الاحزاب ، حبيس الغرف المغلقة ينتظر الفرصة الرحمانية وتحقيق الاتفاق والوفاق ليعلن الرفاق موافقتهم على تمرير القانون، وجيب ليل واخذ عتابة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram