فيلم المخرجة آفا دوفيرني، يتناقض فيه النصر المعنوي للحملة التي قادها المناضل الأسود مارتن لوثر كينغ، مع حزنه بسبب الخيانة الزوجية.ويمثل في هذا الفيلم (ديفيد اويلوو) دور مارتن لوثر كينغ، بينما تؤدي (كارمن اجيغو) دور كوريتا سكون كينغ.
وفيلم
فيلم المخرجة آفا دوفيرني، يتناقض فيه النصر المعنوي للحملة التي قادها المناضل الأسود مارتن لوثر كينغ، مع حزنه بسبب الخيانة الزوجية.
ويمثل في هذا الفيلم (ديفيد اويلوو) دور مارتن لوثر كينغ، بينما تؤدي (كارمن اجيغو) دور كوريتا سكون كينغ.
وفيلم آفا دوفيرني عاطفي، يؤثر في المشاهدين ويتناول حياة المناضل مارتن لوثر كينغ ومسيرة عام 1965، من سيلما الى الاباما وعاصمتها مونتغومري. ويقف هذا الفيلم في صف الأفلام التي أنتجت مؤخراً ومنها فيلم سبيلبرغ "لينكولن"، وفيلم ماكوين "12 سنة في العبودية"، افلام تتناول موضوع العبودية بصورة مشرفة.
وتدور احداث هذا الفيلم في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأميركية، في الستينات عندما كانت السلطات تمنع السود من تسجيل أسمائهم للتصويت في الانتخابات العامة. وادرك كينغ ورفاقه، ان العمل الوحيد أمامهم هو تحدي الأمر عبر التحدي والمجابهة وتنظيم مسيرة من مدينة سيلما الى الاباما، طالبين منحهم حقوق التصويت. وقد خاطر المحتجون السود بالتعرض للضرب او حتى الموت، من قبل رجال الشرطة، وقوات الحكومة الاتحادية وغيرهم من القتلة الذين يستخدمون القوة مع تشجيع السياسيين. وحصل هذا التحدي فعلاً على جسر ادموند بيتوس، على نهر الاباما. وتصور دوفيرنيز ذلك الحادث بمثابة مجابهة بين الجيش بجنوده المسلحين وبين المواطنين السود الذين لايمتلكون الأسلحة. وهكذا أصبحت مدينة سيلما اخر مدينة شهدت المعركة النهائية من اجل الحقوق المدنية للسود، والتي اندلعت بعد مرور 100 عام على استسلام الجنوب.
في هذا الفيلم، نرى "توم ويلكينسون" في دور الرئيس ليندون جونسون، الذي يدرك في داخله افتقاره الى الجاذبية، ولذلك يفكر في تأجيل قضية الحقوق المدنية للسود الى وقت يكون فيه أحوج اليها. ويقوم بدور جورج والاس – حاكم الاباما – تيم روث، اما ديلان بيكر فيؤدي دور رئيس في الاستخبارات الأميركية ادغار هوفر، والذي يفكر في استغلال قضية (كينغ) ضده، ونجد ايضاً ان مالكوم اكس، المؤيد الهادئ للنضال، يضع سمعته في خدمة الحركة السلمية لكينغ.
ومارتن لوثر كينغ، رجل يعرض مبدأ الإلحاح الهادئ من اجل الدفاع عن حقوقه والعمل ضد كافة أشكال العنصرية وإهانتها للسود. كما كان ايضاً يتعذب في داخله من الخيانة الزوجية.
ويردي الممثل اويلوو، دور كينغ ببراعة، ويلقي خطاباته بصورة مؤثرة فيها شيء من الموسيقى والتجانس، تؤثر في المستمعين.
ولدوفيرني واويلوو، لحظات مؤثرة اخرى، في المسيرة الثانية لكينغ، بعد الفوضى التي حدثت في المسيرة الاولى، فهود يبدو على رأس الحشد الهائل الذي ازداد ضخامة مع انضمام المواطنين البيض المؤيدين للسود من كل أنحاء العالم. وقامت القوات الحكومية بحركة غير متوقعة، ابترى قد تغير شيء ما، هل وقع في المصيدة! هل ان المسيرة غير قانونية، ومع ذلك فان المخرجة تظهر كينغ بشكل مختلف: نوع من حالة السيطرة التامة، وحالة رفض ليس للعنف فقط، بل سرور للنصر، كما أظهرت مدى قوة السيطرة الأخلاقية.
وتسيطر المخرجة على المشهد، مع لمسة شكسبيرية: ان نجاح كينغ يحتاج الى لحظة واحدة فقط لإظهار سلطته المعنوية ليسيطر على المشهد الذي بدا غير اعتيادي.
ويسيطر ديفيد اويلوو على الشاشة بمظهر شكسبيري، ونجاحه يعتبر نجاحاً للممثلين البريطانيين من السود والبيض، في هوليوود وفي أدوار اميركية .
وهنا ايضاً نفكر في عدم ظهور اويلوو في قائمة المرشحين للاوسكار . فهل ان أداءه لم يعجب لجنة الأكاديمية السينمائية، فما الذي كان عليه ان يعمل للتأثير عليهم بأسلوبه والثقة التامة في نفسه اضافة الى أسلوبه الساحر في الأداء.
واخيراً فيلم "سيلما" مؤثر ومثير للمشاعر.
عن: الاوبزرفر