فيض من شفقة تعتلج في صدور البعض ممن حاول سبر أغوار صدر الرئيس السابق نوري المالكي وهو يرغم على تسليم مقاليد السلطة ، مذعنا ، ويدعى لمغادرة الكرسي الذي اعتلاه لدورتين متتاليتين . رغم أنفه .
لو قدر لخبير ان يدقق في هيئة وملامح المالكي .لشهد دمعة مكابرة تجول بين الجفن والمقلة ،، للمح ندبة جرح غائر على الشفاه الجافة التي عض عليها صاحبها ندما حتى أدماها ، على ما فرط به من فرص كانت متاحة بين يديه وطوع بنانه فأهدرها طوعا تارة وكرها تارة .
ندم - بضم الميم -على انفراط عقد الحلفاء القدامى ، الأصدقاء القدامى، الذين كانت ألسنتهم تلهج بالثناء عليه .وقلوبهم تضج باللعنة ، حسدا حينا . وغبطة حينا .
ندم على رؤية ( المؤلفة قلوبهم ) بالعطايا والمكاسب وغض الطرف . يقفزون من السفينة الموشكة على الغرق . وينفرون من الربان نفور السليم من الأجرب !!
كثيرة هي الدروس المستنبطة من السنوات الثمان العجاف الماضية ، معروضة بالمجان أمام من يهمهم آمر البلاد والعباد .
لعل أبرزها : اعتماد الرأس على ثلة من الأعضاء - وزراء ومستشارين - حاشية وأقارب وذوي رحم ، وتوابعهم ، ضللوه ليستظلوا بظله . جاملوه لينعموا بعطاياه ،احتموا بسماحته بتأجيل المساءلة ، وتغافله عن تسمية الأشياء بأسمائها
وتهاونه بتأجيل فتح الملفات المصيرية .ونكث الوعود بإنزال شديد العقاب ، مكتفيا بإشارة من بعيد، بالتهديد ، دون حساب او تعزير .
من مثالب فترة الحكم السابقة ،القاتلة ، تمسك الرئيس بإدارة أكثر من وزارة وأكثر من مرفق أمني ، كل منها تحتاج لتفرغ تام ولجحفل متمرس للإدارة ،
من بعض الهفوات الصاعقة . اعتماده مبدأ : الولاء قبل الكفاءة في التعيين . متغافلا - وهو الكثير القراءات - عن موقف تاريخي مشرف لعبد الكريم قاسم .وهو يواجه ملامة من المقربين حين عهد للصابئي الدكتور المرحوم عبد الجبار عبد الله .بمهمة رئاسة جامعة بغداد :: — يا فلان لقد عهدت إليه برئاسة جامعة ،، لم اعهد إليه بإمامة مصلين في مسجد .
دور المستشارين الأكفاء ذوي الخبرة .كبير ، و مسؤولياتهم جسيمة - أحيانا قاتلة — كتبتها مرارا وأعيدها تكرارا — حين يغمض المستشار عينيه تقية او احترازا أو محاباة ، ليجعل من تجاوزات الحاكم وشطحاته فضائل ، ومن فساده او تغاضيه عن فساد، حكمة . ومن تعسفه وجبروته جرأة ….
عسانا لا نلجأ لأدوات التمني — عسى وليت ولعل —نستحلبها احتلابا ، وما في الضرع بقية لبن !!
اللهم شفقة ،، اللهم لا شماتة ، اللهم هل من عذر ؟!
حاذر من الشماتة
[post-views]
نشر في: 11 فبراير, 2015: 05:24 ص