TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من أجل العراق .. لا بد من الثقة

من أجل العراق .. لا بد من الثقة

نشر في: 11 فبراير, 2015: 05:39 ص

حتى وان كنت قد كتبتها من قبل، فإني أكررها مرة أخرى بأن مدّعي الطائفية أخطر على الناس من الطائفي الحقيقي. فهؤلاء الذين تقمصوا شخصية الطائفي الشيعي "العنيد" لو تفتشون في خلايا ماضيهم لوجدتموهم بالأمس كانوا مع من يذبح أبناء طائفتهم يكيلون له المديح قولا وفعلا وشعرا وغناء وتطبيلا. بضاعتهم النصب على عقول البسطاء وعلى المتاجرين في سوق الكراهية. أي تقارب شيعي سني يرعبهم. ومن البداهة أن كل تاجر نصاب تنغلق سوقه يرتعب.
لا حل لهذا العراق غير بناء مثلث ثقة صادق بين السنة والشيعة والكرد. لا بل ولا يخنق الدواعش ويخلصنا من شرورهم غيره. باختصار شديد ووضوح أشد، ان لا سبيل لطرد الغرباء والقتلة غير بناء جسر ثقة بين قوى الحشد الشعبي والحرس الوطني والبيشمركة. أي عطب ينتاب أي ضلع من أضلاع مثلث الثقة هذا سيطيل في عمر الدواعش.
هؤلاء الذين يتباكون خوفا من الحرس الوطني بادعاء انه "فيكة" بعثية أو سنية يضحكون عليكم ـأيها العراقيون. ردوا بضاعتهم عليهم وأغلقوا سوق الكراهية بوجوههم. لا أدري كيف يسمون الحرس الوطني بعثيا وأول من نادى به هو رئيس الوزراء وانه شيعي بلا شك. أصفه هكذا والألم يعتصر قلبي. لكن ما عساك ان تفعل عندما يجبرك المرّ على ما هو أمرّ. الذي قال قبل يومين لا أكثر بأن "أن إقرار مشروع قانون الحرس الوطني خطوة مهمة لتعزيز الأمن والتمثيل العادل للمجتمع العراقي" ليس النجيفي او الجبوري او المطلك بل حيدر العبادي بعظمة لسانه.
كم أتمنى لو يصدر برلماننا، وانا يائس من انه سيستجيب، قرارا صارما يحرم لا بل ويجرّم أي شخص أو جهة سياسية او دينية او وسيلة إعلامية تسعى لقتل روح الثقة بين العراقيين. وطن تضيع الثقة بين أبنائه ليس بوطن.
أقول هذا ولا أنكر على بعض المخلصين حقهم في الخوف لان تجاربنا العراقية في هذا الجانب كارثية وعقيمة. لكن الجرح صار عميقا ويستحق المخاطرة وحمل الأخ على أكثر من محمل. والمجازفة بالثقة كما المجازفة في الحب مهما كان خطرها فانه لا يصل الى خطر بث روح الكراهية وقتل بوادر الثقة بين أبناء الوطن الواحد. الفرق كبير بين من يغامر بفتح الباب للدواعش ليحتلوا الموصل بحجة أن يجربوا شر غيره ليعرفوا خيره، وبين من يتوكل على الله ويرمم العلاقة مع عشائر السنة من اجل دحر الدواعش وتحرير الأرض من دنس أقدامهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram