في تشرين الاول من عام 2012 تعرضت الصبية الباكستانية ذات الخمسة عشر ربيعا (ملالا يوسفزاي) لهجوم من قبل احد مسلحي حركة طالبان الإرهابية ما أسفر عن إصابتها باطلاقة نارية في رأسها .
لقد نجت ملالا م
في تشرين الاول من عام 2012 تعرضت الصبية الباكستانية ذات الخمسة عشر ربيعا (ملالا يوسفزاي) لهجوم من قبل احد مسلحي حركة طالبان الإرهابية ما أسفر عن إصابتها باطلاقة نارية في رأسها .
لقد نجت ملالا من الموت بأعجوبة لتروي لنا سيرتها في هذا الكتاب الصادر حديثا , وهي سيرة معبرة عن إرادة فتاة تشبه ملايين الفتيات ممن يعشن في مجتمعات تنكر على الإناث ابسط حقوقهن , كحق التعليم مثلا , إضافة لحقوق اخرى تندرج ضمن مستلزمات الوجود الإنساني .
(الى جميع الفتيات اللواتي واجهن إجحافا وتم إسكاتهن , معا سوف نُسمع صوتنا ) .
بهذه المقدمة الوجيزة اللافتة تسرد ملالا وبالتعاون مع الصحفية البريطانية المرموقة كريستينا لامب سيرتها عبر أكثر من 400 صفحة من القطع المتوسط ,منذ مولدها في منطقة وادي سوات التي خضعت لحكم وسيطرة حركة طالبان الوحشية الإرهابية وما فرضته من شروط لا إنسانية تتمثل بحرمان الفتيات الصغيرات من حق التعليم , وهو المجال الذي نشطت فيه ملالا مبكرا من خلال دخولها لمدونة على موقع البي بي سي باسم مستعار وبمساعدة والدها المعلم البسيط لتلفت اليها أنظار العالم وهي تتحدث عن الجهود الفردية التي تبذلها اسرتها الصغيرة لأجل إرساء حق فتيات مجتمعها في التعليم .
عبر خمسة اقسام هي فصول الكتاب تتحدث ملالا عن الحياة اليومية للفتيات الصغيرات في وادي سوات ,عن عادات وتقاليد مجتمع ضيق وصغير يحاول فيه والدها المتعلم واسرتها اشاعة حق وحرية التعليم للفتيات الصغيرات , وتتحدث عن مرحلة سيطرة طالبان ومحاولة فرض نهجها المتخلف على مفاصل الحياة اليومية في وادي سوات وحجم الظلم الذي طال النساء عموما والفتيات الصغيرات خصوصا من هذه الحركة الهمجية , ودفاعها هي وعائلتها الصغيرة عن حق التعليم الذي اودى لاحقا الى محاولة اغتيالها , كما تتحدث عن مرحلة معاناتها من الإصابة القاتلة وصراعها مع الموت والجهود التي بذلت لإنقاذها من الموت المحقق ومن معاودتها الحياة والنشاط بقوة اكبر في مجال حق التعليم للفتيات . وهو العمل الذي أهلها فيما بعد للحصول على جائزة نوبل للسلام كأصغر امرأة تنال الجائزة .
كتاب جدير بالقراءة خصوصا لفتيات مجتمعنا الذي يعاني ظروفا لا زالت المرأة فيها تخضع لمخاطر وشروط قاسية تنال من حرياتها وحقوقها العامة من قبل منظومات متخلفة لا تختلف عن طالبان كثيراَ.