قبل نيل الجائزة:أكاديمية نوبل تشبه الموت
بعد النجاح المدوّي والشهرة العالمية التي حظيت بها روايتاك الكبيرتان "مائة عام من العزلة" و "خريف البطريرك" بدأت بكتابة نمط جديد من المقالات التي تميل إلى الأدب أكثر من كونها صحفية وتنطوي على توجهات سياسية أيضا فقد وجهت نقدك اللاذع للرئيس الأمريكي ريغان و حملته الإمبريالية على دول الكاريبي ، حدث ذلك في 1980 ، طارت مقالاتك -التي اختفت منها النزعة اليسارية -عبر البلاد الناطقة بالأسبانية :صحيفتكم الكولومبية الاسكبتادور الصادرة في بوغوتا والباييس الأسبانية وصحف أخرى في أميركا اللاتينية، يقول جيرالد مارتن كاتب سيرتك " اختفت الروح الرفاقية من المقالات.. ومما يثير الدهشة ان المقالات الأربع الأولى كانت عن جائزة نوبل" ترى هل بوسعك تفسير الأمر؟؟ هل كنت تسعى للفت انتباه أعضاء الأكاديمية السويدية؟؟ وهل قمت ببحثك الواسع عن مدينة ستوكهولم والتقيت عضو اكاديمية نوبل البارز أرتور لاندكسيفت للغرض ذاته ؟؟
- ربما كان الأمر كذلك من وجهة نظر البعض ولكنه غير صحيح.
- وقلت في مقالتك الأولى : " إن الأكاديمية السويدية تشبه الموت لأن اختياراتها غير متوقعة؟
- أجل، ولكن سيكون الأمر مختلفا معي ، لقد التقيت أرتور لاندكسيفت وزارني في منزلي وتباحثنا في كيفية تشكيل لجنة الجائزة وكيفية اختيار الفائزين وتفاصيل طقوس تسليم الجائزة.
- أيها الساحر مهلا ، لقد علق جيرالد مارتن على سلسلة مقالاتك تلك بأنك أوحيت لقرائك بل سمحت لهم بدخول حياة المشاهير أمثالك وقمت بسرد تفاصيل حياتك الراهنة وماضيك ،هل كنت تتمتع الى هذا الحد بكونك من المشاهير وبأنك التقيت شخصيات بارزة؟
- مذاق الشهرة شديد الإغراء لفرط حلاوته وغرابته ،حتى ليكاد المرء يغص به ، وقد يتحول إلى طعم بالغ المرارة إلى حد القتل أحيانا ،كما حدث مع جون لينون وشهرته التي أفضت إلى مقتله ،وكتبت حينها بأنني أنوء تحت ثقل اكثر من خمسين سنة على كاهلي ومازلت لا أعرف من أنا ولماذا أنا في هذا المكان!
بعد هذا السيل من المقالات وحديثك عن العزلة والحاجة الى الحب قررت العودة الى وطنك لتختم غربة طويلة في باريس و أوروبا وكنت تفيض مرحا وسعادة لكن الأوضاع تغيرت واتهمتك الحكومة بأنك على صلة بحركة الثوار المسماة " إم -19" المرتبطة بكوبا وتواترت الأنباء عن محاولات لاغتيالك فاجتمع الأصدقاء لحمايتك حتى وصلت مبنى السفارة المكسيكية لتقدم طلبا للجوء وحمتك السفيرة المكسيكية،وعند وصولك المكسيك وفرت لك الحكومة حراسة شخصية وسقطت الحكومة اليمينية في كولومبيا ليعتلي السلطة صديقك ميتشلسين وفي هذه الأجواء المثيرة ظهرت روايتك"فصة موت معلن" عن أربعة دور نشر مرة واحدة في كولومبيا والأرجنتين والمكسيك وأسبانيا وحققت مبيعات مذهلة فقد طبع منها مليون نسخة بواقع ربع مليون نسخة لكل من البلدان الأربعة ثم بلغت النسخ المطبوعة أكثر من مليوني نسخة وهو أعلى رقم لطبعة أولى لأي كتاب أدبي نُشر في العالم ، هل كان الأمر كذلك فعلا ؟
- وأكثر من ذلك ،بل وصرحت حينها بأن "قصة موت معلن "هي أفضل رواياتي..
-في هذا الوقت انتشرت شائعات عن تلقيك أموالا من كاسترو ،وقد علقت مرسيدس: "عندما أسمع ذلك أقول حان الوقت لنرى ذلك المال"
فماذا كان رد كاسترو؟
- قال كاسترو: إنه لأمر سيء إذا أرسلوا لي قائمة بمبلغ لأدفعه ولكن لدي قول لا يمكن مناقشته أيها السادة ،إننا لا نستطيع أن ندفع المال لغارسيا ماركيز لأن ثمنه غال جدا.
يتبع