اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > انتقمت لأمّي من أبي المزواج

انتقمت لأمّي من أبي المزواج

نشر في: 15 فبراير, 2015: 07:08 ص

بغداد / المدى
لم يحقق (و) نجاحا يذكر في دراسته وحصل على الثانوية بعد رسوبه فيها عدة مرات ... ولم يكن المجموع الذي وصل عليه كافيا لالتحاقه بأي كلية أو معهد ... وهو ما اجبر والده على إلحاقة بكلية أهلية أقساطها باهظة تصل إلى ملايين الدنانير في العام ال

بغداد / المدى

لم يحقق (و) نجاحا يذكر في دراسته وحصل على الثانوية بعد رسوبه فيها عدة مرات ... ولم يكن المجموع الذي وصل عليه كافيا لالتحاقه بأي كلية أو معهد ... وهو ما اجبر والده على إلحاقة بكلية أهلية أقساطها باهظة تصل إلى ملايين الدنانير في العام الواحد ... استمر (و) على إهماله واستهتاره وواصل رحلة الرسوب في الكلية الأهلية وهو ما كبّد والده ملايين الدنانير الإضافية بسبب السنوات الإضافية ... ولم يحاول الأب ان يسأل نفسه عن سر رسوب ابنه بشكل متكرر على الرغم من انه وفر له كل شيء ... النقود بوفرة وغزارة ... والسيارة التي يستخدمها في تنقلاته .. ولم يحاول الاقتراب من ابنه حتى يتعرف على المشكلة الحقيقية التي يعاني منها ... 

 

كان (و) يعيش أزمة نفسية حقيقية مقدمتها الحزن والقهر الذي تعانيه والدته على يد زوجها المقاول وصاحب معارض السيارات الذي تزوج من امرأة أخرى وإمعانا في إذلالها احضر زوجته وجعلها تقيم في بيت مجاور لبيت زوجته الأولى ويخرج (و) المرارة والحزن من امه ... وكبر وكبرت أحزانه وأحقاده تجاه والده الذي رآه رجلا قاسيا لا يعرف الرحمة وكان يتصور دائما ان والده يفضل إخوته من زوجاته الأخريات عليه بدليل انه منح لكل منهم سيارة حديثة ومشروعا تجاريا خاصاً به يديره بمعرفته في الوقت الذي اكتفى فيه بمنحه سيارة قديمة يعود موديلها إلى عدة سنوات ... مما جعله يشعر بأنه حصل على الفتات ... وأن والده لم يكتف بظلم امه فقط وإنما امتد ظلمه إليه أيضاً ... اعتاد (و) السهر مع أصدقائه وتناول المشروبات الكحولية والأقراص المخدرة ... وفي أثناء عودته مع الشلة كان يقود سيارته بسرعة جنونية وهو في حالة سكر وعدم اتزان مما جعله يفقد السيطرة على السيارة التي اصطدمت بأحد الحواجز الكونكريتية وصدمت العوارض وتهشمت المقدمة مع محركها .. ونجا (و) بأعجوبة وتوفي احد أصدقائه وجرح الآخرون ... وكان أول رد فعل من جانب والده هو سحب السيارة منه مما جعله يشعر بغضب بالغ . وزادت كراهيته لأبيه ،لأنه لم يصلح سيارته أو يعوضه بسيارة جديدة من معرضه ... وكلما شاهد احد إخوته وهو يقود سيارته الحديثة يزداد حقدا وغيظا ويتساءل بينه وبين نفسه ... الم يكفه انه منح إخوتي كل شيء ولم يترك لي سوى الفتات ؟ وحتى الفتات حرمني منه بدون أي سبب واضح ... وقرر الانتقام على طريقته الخاصة ... وفي البداية ظل يفكر كيف يحقق انتقامه وأخيرا توصل إلى وسيلة رآها مثالية وانتهز فرصة وجود سيارة والده الفاخرة واقفة في كراج بيت زوجته الثانية وقام بسرقة بعض الكماليات الفاخرة من السيارة وأخفاها لدى احد أصدقائه تمهيدا لبيعها واستغلال ثمنها في شراء المشروبات الكحولية ... إلا ان والده استدعاه وعرف انه السارق وهدده بأنه سوف يسلمه للشرطة إذا لم يقم بإعادة المسروقات ... وخاف (ر) من تهديدات والده ... وبحكم معرفته الوثيقة به أدرك انه لن يتردد في تنفيذ تهديداته فأعاد المسروقات خوفا من دخوله السجن .. ولكنه لم يتوقف عن التفكير في توجيه ضربة انتقامية لوالده ينفث فيها عن حقد السنين ! ذات يوم استيقظ (و) في الفجر وارتدى ملابسه وتسلل من غرفته بدون ان يلتفت اليه احد وتوجه مباشرة إلى الكراج الذي يقع اسفل بيت والده ... وتوقف للحظات حتى يتأكد من عدم وجود احد بالمكان ... ثم اخرج شفرة من ملابسه وقطع صوندة البنزين من اسفل محرك  سيارة والده وانتظر قليلا حتى انسكبت كمية كبيرة من البنزين واخرج عود ثقاب واشعل النيران وأسرع هاربا إلى داره وفي لحظات معدودة تحول المكان إلى كتلة نار مشتغلة وانتقلت النيران إلى سيارة الأب الفاخرة والى سيارتين أخريين لإخوته كانت واقفة بجانب سيارة الأب ... واستيقظ سكان الدور والأب وأولاده على صوت ضجة كبيرة وصرخات عالية من حارس البيت وفوجئوا بالكراج المشتعل فهرولوا إلى يحاولون إطفاء النيران قبل انتقالها إلى باقي السيارات المجاورة ..و كان طبيعيا ان تتجه الشكوك إلى (و) بسبب خلافاته مع والده وتم إخبار مركز الشرطة بعد ان حضرت سيارات الإطفاء وبدأت بالكشف عن الحادث وأسبابه .. وبدأ ضابط التحقيق الذي جاء من مركز شرطة المثنى بالكشف عن الحادث وعمل مخططاً واخذ إفادة الأب الذي كان متأثرا ويبحث عن الفاعل ... شعر (و) باقتراب المعلومات منه فانتظر أياما قليلة وتسلل مرة أخرى إلى الكراج وأشغل النار في سيارتين تعودان لزوجة أبيه وشقيقته بنفس الطريقة ... وتصور انه بذلك سيبعد عنه الشبهات ! تلقت الشرطة مرة ثانية إخبارا من النجدة والإطفاء بحدوث حريق في منطقة زيونة وإشعال النار في سيارتين أخريين بنفس الكراج في الحادثة الأولى الذي اشتعلت فيه ثلاث سيارات منذ أيام قليلة ... اهتمت الشرطة بذلك وشكلت فريق عمل لمتابعة الحادثتين وأسفرت التحريات بعد أيام من جهود مكثفة لجمع المعلومات من الجيران حيث حصرت الشبهات في (و) نجل صاحب السيارات المحترقة والطالب الفاشل في الكليات الأهلية ... وبمقارنة نتائج المعلومات وإفادات شهود العيان انهار سريعا واعترف بإشعال النار في سيارة والده للانتقام من معاملته السيئة وتفضيل إخوته عليه ... وأكد انه أشعل النار في السيارات الأخرى لإبعاد الشبهات عنه والتأكيد على ان سيارة والده لم تكن هي الهدف الرئيسي له .. أوقف (و) على ذمة التحقيق وانهار والده عندما سمع من الشرطة باعترافات ابنه وقيامه بحرق سيارته وسيارة إخوته ... وطلب من الشرطة بإحالته إلى المحكمة ليكون عبرة للجميع !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram