TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحمامة خارج قضبان القفص

الحمامة خارج قضبان القفص

نشر في: 15 فبراير, 2015: 05:24 ص

كم هو مرعب ان يداهمنا الموت بلا سبب. والأكثر رعبا أن تتعدد الأسباب. هكذا كنت أحاور قلبي وأحث ذاكرتي وانا أقرأ نعي العزيزة الشاعرة آمال الزهاوي. التي ذكر إنها ماتت مرة بسبب المرض، وأقول: إنها ماتت قبلها الف مرة بسبب غصة الإهمال والتجاهل، ومذاق يأس مر، مرير.
……..
في أواخر سنوات ( الستينات)، يوم كان الفجر في قاموسي بلون قيمر الإفطار. والمساء بطعم (الشوكولاتة)، تقرر تأميم الصحف المملوكة للأفراد — جريدة المنار أكثرها سطوعا في الذاكرة— وتنسيب العاملين فيها للصحف التي تقرر إصدارها عبر ما اصطلح على تسميته (المؤسسة العامة للصحافة والنشر ) …. حينها تم توزيع الصحفيين - دون استشارتهم - كطشار حلوى الواهلية، على الصحف والمجلات المستحدثة والوليدة.
كان نصيبي في ذاك الطشار، أن يدرج اسمي ضمن العاملين في جريدة المواطن، ومجلة الف باء حديثة الولادة. وكان قدري آن التقي امال الزهاوي -فيما بعد - هناك… حيث تقرر ان نتشاطر غرفة صغيرة بمنضدتين متلاصقتين وبضع كراسي، نصف عمر ! وهناك قدر لي ان اتعرف على إنسانة مرهفة الحس، انيقة المظهر، نقية الجوهر، مترفعة عن المناكفات الصبيانية التي كانت تقوم بين هذا وذاك، او بين هذي وتلك.
أمد يدي في جيوب ذاكرتي لكي أكتب عن آمال، وأفزع، فالذاكرة خوانة. اهرع لصندوق الصور. الصور اكثر صدقا من الأحاديث، الصور لا تداجي ولا تداهن ولا تدعي، آستل صورة عمرها جاوز الأربعين سنة وما زالت في شرخ الصبا ::: هذي آمال الزهاوي ملء إهابها الثقة بالنفس و بعراق المستقبل، بقربها ثامر الفلاحي، على يمينها ابتسام عبد الله، بقربها سلام خياط بقربها جبار الشطب، يبدو في الصورة-واقفا- فاضل العزاوي وزيد الفلاحي ، والفنان بسام فرج، يليه صادق الصائغ، يليه حسين مردان يليه زهير القيسي، يليه يوسف الصائغ. يليه جاسم الزبيدي، فالمحاسب.
على أرواح الراحلين صلاة،، وللأحياء رغد العيش وطول العمر.………………………..
أمال … عليك هطول أمطار الرحمة،، هلا تريثت قليلا، لتري - ولو في الحلم - صحوة رجال الثقافة يتبارون في طبع أعمالك الشعرية وتوزيعها - مجانا - على المسؤولين و طلبة المدارس والجامعات، علهم يتلمسوا جذوة النار في الوردة، وشهقة الوردة في أتون الموت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو اثير

    نخلة عراقية تموت وهي واقفة كغبرها من النخلات التي ماتت ببرود دون أن يلتفت اليها المارون الى المجهول من طبقات الشعب العراقي ولو أنهم تطلعوا الى هذه القامات الواقفة قبل موتها لما وصل حالهم الى ما وصلوا اليه من حال لايسر الصديق ولا العدو ... رحم الله الفقيدة

  2. ابو اثير

    نخلة عراقية تموت وهي واقفة كغبرها من النخلات التي ماتت ببرود دون أن يلتفت اليها المارون الى المجهول من طبقات الشعب العراقي ولو أنهم تطلعوا الى هذه القامات الواقفة قبل موتها لما وصل حالهم الى ما وصلوا اليه من حال لايسر الصديق ولا العدو ... رحم الله الفقيدة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram