TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صدى التقشف الرياضي

صدى التقشف الرياضي

نشر في: 16 فبراير, 2015: 05:15 ص

لا يعلو اليوم أي حديث عن الساحة العراقية بقدر الموازنة العامة للبلاد التي صامت كثيراً وولدت متقشفة كنتيجة حتمية لتراجع أسعار النفط بحدة وهو المورد الأكبر والأهم للبلاد ومع التقشف والضغط لجميع مفاصل الدولة ومؤسساتها الذي كان اجبارياً فقد انسحب التقشف ايضاً الى الميزانية الرياضية عبر جميع المؤسسات التي تتبنى العمل الرياضي ورعايته من وزارة الشباب واللجنة الأولمبية والبارألمبية ايضاً.
وقد عبّر وزير الشباب والرياضة عن الآلية الجديدة في ضغط الإنفاق الحكومي على الرياضة وما يتعلق بها من مشاريع البنى التحتية الكثيرة التي تأثرت فعلاً بالميزانية الى الانسحاب رسمياً عن طلب تضييف دورة الخليج في البصرة كأمر واقع ولا يمكن مناقشته طالما كانت الأرصدة المخصصة لم تعد كافية لإكمال المشاريع أو تضييف البطولات وقد انسحب الحال على الأولمبية ايضاً التي تبدو في حيرة من أمرها لأجل التخطيط في عملها مع الاتحادات التابعة لها وما ستؤثر عليه الضغوطات من تحديد المشاركات الخارجية التي تستهلك الميزانية لكثرة النفقات التي تتعلق بها من السفر الى الإقامة وغيرها من رسوم الاشتراك والمعسكرات ، وهنا لابد للاتحادات الرياضية ان تعيد رسم جداولها الخاصة بهذه المشاركات بكل وضوح وتحدد بدقة حجم المشاركة المجدية وتلغي مبدأ المشاركة من اجل المشاركة كأفضل وسيلة لعلاج التقشف في هذا العام على اقل تقدير وما اكثر هذه المشاركات غير المجدية لاتحادات كثيرة ورب ضارة نافعة حيث من الممكن ان تستثمر الاتحادات آلية جديدة في العمل الاستثماري والتوصل الى منافذ جديدة توفر لها بعض الأموال من دون الاعتماد على الميزانية المركزية التي تقرّها الدولة ومن الممكن ايضاً ان يكون التركيز اكثر واكبر في الخطة السنوية على البطولات المحلية والتعامل مع الفئات العمرية للتطوير والنهوض بواقع الالعاب التي وصلت الى مراحل متأخرة جداً في اكثر من لعبة جماعية وفردية وهي اقل دخلاً في الانفاق من بطولة دولية تكون مشاركتنا فيها أو عدم المشاركة متشابهة الى حدود بعيدة وقد سبقتنا بهذه التجربة دول كثيرة ومنها على سبيل المثال أوزبكستان.
فقد أخبرني قبل نحو عامين المشرف على فرق العاب الساحة والميدان اثناء بطولة آسيا للشباب في سريلانكا وبعد ان حصدت فرق الشابات والشباب العديد من الميداليات الملونة ان السبب وراء تطور العاب القوى لديهم هو المنافسة الكبيرة وكثرة البطولات المحلية التي تخص المدارس والجامعات التي أثمرت عن ولادة مواهب وصلت الى الإنجاز الأولمبي ولم تكن نفقاتهم كبيرة على العكس تماماً فقد كانت الدولة لديهم ترزح تحت ضغوطات مالية هائلة كانت السبب في فتح منافذ الاستثمار الدعائي والرعاية الخاصة وادخال منافذ الإعلام في البطولات وجاءت النتائج مذهلة في العاب القوى والمصارعة ورفع الأثقال وكرة السلة والكرة الطائرة وغيرها.
الحقيقة إننا كإعلام رياضي عندما نتابع ونتعامل مع المؤسسات الرياضية نرى ونحس حجم معاناتهم اليوم والزاوية الضيقة التي وضعوا فيها وليس من منفذ في الأفق لتلافي تداعياتها قريباً ولكن من مسؤوليتنا أن نذكـِّر ونبحث لكي تسير عجلة الرياضة العراقية بلا توقف وتصل الى خارطة جديدة تتعامل فيها مع الوضع باستيعاب وعقلانية تستثمر الوقت والجهد وما متوفر من دعم وإن كان بسيطاً وكلنا أمل في ان تكون جميع المؤسسات الرياضية على قدر المسؤولية في التعاطي مع الأزمة التي ستكون مؤقتة حتماً ومفيدة بجميع الظروف والأحوال.
وعلينا أن نتذكر أن من بين البلدان الفقيرة التي تقع تحت خط الفقر تمكنت هذه البلدان من كسب الذهب الأولمبي وخلـَّدت وجودها في كل بطولة بإنجاز لا يمكن الوصول اليه بمشاركات هامشية غير مجدية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram