دخلت المفاوضات بين القوى السياسية اليمنية في طريق مسدود بعد أن فشل الطرفان الأقوى على الساحة السياسية «الحوثيون وحزب المؤتمر» في حل خلافاتهما بشأن شكل المجلس التشريع، الذي سيقود المرحلة الانتقالية خلال الفترة المقبلة.
وكانت الم
دخلت المفاوضات بين القوى السياسية اليمنية في طريق مسدود بعد أن فشل الطرفان الأقوى على الساحة السياسية «الحوثيون وحزب المؤتمر» في حل خلافاتهما بشأن شكل المجلس التشريع، الذي سيقود المرحلة الانتقالية خلال الفترة المقبلة.
وكانت المفاوضات، التي استمرت أسبوعين وتخللتها فترة توقف بسبب إصدار الحوثيين الإعلان الدستوري من جانب واحد للضغط على القوى السياسية، قد تم استئنافها برعاية جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، وانتهت بحصر الخلافات في شكل الهيئة التشريعية الأنسب لإدارة المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وحاول مبعوث الأمين العام حل الخلاف، واجتمع الطرفان فقط السبت والأحد برعايته، ولكن المفاوضات بينهما فشلت ، ما حدا بحزب المؤتمر لإصدار بيان يبرئ فيه نفسه أمام اليمنيين والدول الخارجية، ويشرح تطورات المفاوضات والتنازلات التي قدمها للتوصل لحل.
وأكد الحزب، في تصريح لنائبه الأول نشره موقعه الرسمي، تمسكه وحلفاؤه بالدستور والشرعية البرلمانية في حل الأزمة الناتجة عن استقالة الرئيس ورئيس الوزراء، وأنه على استعداد للمشاركة في أية مفاوضات مقبلة في ظل الشرعية الدستورية، وألقى بالكرة في ملعب الحوثيين وهو الموقف الذي كان يتمسك به منذ بدء الأزمة.
من جانب آخر يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا تشاوريا له على مستوى المندوبين الدائمين يوم غد الأربعاء بالقاهرة برئاسة موريتانيا، وذلك لبحث تدهور الأوضاع في اليمن، بالإضافة إلى النظر في الجريمة الهمجية المروعة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد 21 من أبناء مصر الأبرياء في ليبيا . وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية، إنه بناء على طلب من مندوبية اليمن بشأن النظر في إرجاء وتأجيل الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والتي كانت مقررة يوم غد الأربعاء تم الاتفاق على إرجائها، على أن يعقد المجلس على مستوى المندوبين الدائمين في نفس الموعد لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في اليمن، وتحديد موعد لاحق لعقد اجتماع المجلس على المستوى الوزاري بعد عودتهم من قمة واشنطن التي دعا إليها الرئيس أوباما، لبحث مكافحة الإرهاب باعتبار هذا الموضوع يحتل أهمية لدى العالم العربي. وأضاف بن حلي أن الاجتماع التشاوري للمندوبين سيناقش أيضا تداعيات الجريمة النكراء التي تعرض لها الرعايا المصريون في ليبيا، مشيرا إلى أن الهدف من مناقشة هذا الموضوع هو توجيه رسالة تضامن وتأييد إلى مصر التي تقوم حاليا بإجراءات وتدابير للحفظ على أمن مواطنيها وأمنها القومي. وقال بن حلي إن الجامعة العربية تؤيد بكل قوة الضربات الجوية التي قامت بها القوات المصرية وكل ما تقوم به مصر من إجراءات للدفاع عن مواطنيها واستقرارها وأمنها، وهذا مبدأ أساسي في الجامعة العربية بأن تحافظ على أمن ومصالح دولها الأعضاء، سواء على المستوى الوطني أو القومي، مشيرا إلى أن قرار مجلس الجامعة العربية في 7 أيلول الماضي شدد على ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة الوسائل العسكرية والأمنية والفكرية والدينية والإعلامية والقضائية . ولفت بن حلي إلى أن موقف الجامعة التضامني مع مصر هو موقف تتخذه مع كافة الدول العربية التي تتعرض لتهديدات. وأضاف في تصريحات له يوم أمس أن الأمين العام أجرى مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب لضمان أكبر مشاركة وزارية في الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية بشأن اليمن، موضحا أن التأجيل يعود أيضا لحرص عدد من وزراء الخارجية العرب على المشاركة في دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعقد قمة في واشنطن لبحث موضوع مكافحة الإرهاب يوم الخميس المقبل، موضحا أن الأمين العام للجامعة العربية سيتوجه اليوم للولايات المتحدة الأمريكية لهذا الغرض . وأضاف بن حلي أن الأمين العام للجامعة العربية أجرى يوم أمس سلسلة من المشاورات مع عدد من وزراء الخارجية ومع المبعوث الأممي الخاص باليمن جمال بن عمر الموجود حاليا في صنعاء ويقوم بجهود كبيرة لإيجاد حل توافقي بين اليمنيين . وأشار بن حلي إلى صدور قرار من مجلس الأمن الليلة الماضية بناء على مبادرة عربية، حيث أصدر قرارا بإعطاء مهلة 15 يوما للحوثيين لإعادة النظر في موقفهم تجاه السلطة والمؤسسات الشرعية في اليمن وإطلاق سراح الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح، والعودة بالأوضاع في اليمن إلى مسار الحوار واستكمال المرحلة الانتقالية وهذا هو المطلوب الآن، موضحا أن كل هذه الأسباب أدت إلى تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى موعد يحدد فيما بعد، حتى يتمكن وزراء الخارجية العرب من المشاركة فيه .
