مع نهاية القرن التاسع عشر، كان معظم الأدب الروماني والإغريقي قد ترجم الى اللغة الانكليزية، ومنذ ذلك الوقت، ظهرت جواهر جديدة بعد العثور على أوراق البردي المصرية في الأقصر، حيث تم العثور على "أنشودة سافو وبيندار" لأبولو، كما ظهر ايضاً عدد من كلاسيكيات
مع نهاية القرن التاسع عشر، كان معظم الأدب الروماني والإغريقي قد ترجم الى اللغة الانكليزية، ومنذ ذلك الوقت، ظهرت جواهر جديدة بعد العثور على أوراق البردي المصرية في الأقصر، حيث تم العثور على "أنشودة سافو وبيندار" لأبولو، كما ظهر ايضاً عدد من كلاسيكيات الأدب الأوروبي، ومنذ ذلك الوقت لم يتغير.
لقد كان الظن غالباً، ان الأمر مشابه للكلاسيكيات الأدبية العظيمة الاخرى. ومن الجدير بالذكر ان كلاسيكيات وكنوز الأدب الهندي، لم يتم الكشف عنها حتى اليوم، وحتى بالنسبة الى العارفين للغات السنسكريتية ولغة التاميل الكلاسيكية، وما بقي من تلك الكلاسيكيات اكبر حجماً من الأدب الإغريقي الذي تم الكشف عنه بمئات المرات.
ومن الواضع ان نسبة صغيرة جداً من تلك الكلاسيكيات، قد تم تصنيفها او ترجمتها الى لغات اخرى – وتم تقدير نسبة 5% او 6% من الكل، وقد يكون العدد بشكل 500,000 مخطوطة تقريباً من مجموع سبعة ملايين.ومن المؤسف ان عدة مئات من المخطوطات السنسكريتية يكون مصيرها التلف اسبوعياً، او غدت أوراقا هشة لايمكن الاحتفاظ بها، وتفقد محتوياتها الى الابد.
ولايعلم احد محتوياتها من الأعمال الأدبية، والمشروع الجاري لإعداد دليل للأدب الهندي القديم أمامه طريق طويل، وقد بدأ ترجمته مؤخراً، وهو يواجه بحاراً من المقدرة لاستكشافه، فهناك عدد صغير من المترجمين الجيدين للغة السنسكريتية، وهم يبدون مثل أطفال أمام ضفاف المحيط الاطلسي، ينظرون الى اعماق المحيط وهم عاجزون.
وهناك أسباب تأريخية لهذا الإهمال، فاللغة السنسكريتية غدت مقدسة للدين للبراهما، وللقوانين المقدسة للمانو، ونتيجة لهذا الامر جزئياً، قبل وصول المستشرق السير ويليام جونز الى كلكتا عام 1783، كانت أوروبا تجهل تماماً وجود الأدب الهندي الكلاسيكي، وهكذا بدأت عملية ترجمتها بشكل مقاطع متفرقة من أشهر الكتب القديمة وهو "فياسا" والتي تسند الى ماهابهاراتا.
اما "فالميكي" فهو مؤلف رامايانا، ويعتبر من افضل كتاب المسرح القدامى، وهو بالنسبة للسنسكريت مثل شكسبير بالنسبة للانكليز.
والسير جونز نفسه يرى ان السنسكريت كانت لغة افضل من الاغريقية واللاتينية واكثر رقة من كليهما، ومع ذلك، ففي خلال 50 سنة، فان الشركة الهندية التي ارسلت جونز الى الهند، بدأت تفقد اهتمامها بالادب الهندي.
ومع تعاظم الثقة بالنفس في المرحلة الفيكتورية في انكلترا مع ضيق التفكير، كتب اللورد ماكولي "ان الأدب الهندي لايساوي رفاً واحداً من مكتبة اوروبية، وكذلك الادب العربي"، وهكذا تم التخلي عن اللغة السنسكريتية والفارسية في التعليم وفي دوائر الحكومة، واصبحت اللغة الانكليزية هي السائدة رسمياً.
ولهذا السبب نجد ان 2000 صفحة من كتاب بعنوان "انتولوجية نورتون للاديان في العالم" يضم الجزء الاول منها مجموعة من نصوص مختلفة عن الهندوسية والبوذية، كما يضم كتابات "داويست" الصينية من الجانب الاخر للهملايا.
ان انتولوجية نورتون للاديان، تحتوي على كافة المختارات من الآداب القديمة، وهو قد خصص 1400 صفحة للأدب والدين الهندي، وكان يريد الاستطراد وتناول دين السيخ وتقاليدهم الغامضة، ومن المثير للدهشة، النصوص القديمة للبوذية ومنها ما هي مستقاة من "جاتاكا" من قصص.
ومع كافة المقاطع المحذوفة او حذفها، فان الكتاب يمنح القارئ قراءة ممتعة، وكل قارئ سيجد متعة في قراءة الموضوع المفضل لديه،وخاصة النصوص الدينية الهندية.
عن: الغارديان