وأخيراً تمت تسمية الملاك الفني لقيادة المنتخب الأولمبي بعد مخاض عسير ووسط تقاطعات واتهامات أصبحت مألوفة عند أي قرار يصدر من اتحاد كرة القدم لتؤكد عمق المعضلة الإدارية التي يمرّ بها الأخير وهشاشة العلاقة التي تربطه بالوسط الكروي.
الكابتن يحيى علوان هو من حاز على ثقة المجتمعين في أربيل وهو من استقبل المهمة بتفاؤل وتحدٍ كبير مقروناً بالانفعال لكل من شكك بإمكانية نجاحه في قيادة الأولمبي نحو شواطئ ريو دي جانيرو البرازيلية.
ومع احترامنا لخيار علوان في أسلوب الرد على مَن عارض توليه المسؤولية إلا ان رؤيتنا في تحقيق النجاح تستند الى عوامل جوهرية تأخذ من التخطيط السليم والإعداد الفني والبدني ودقة اختيار اللاعبين نهجاً عملياً في الوصول الى الهدف بعيداً عن الانقياد نحو مناطق التوتر واطلاق الوعود المتسرعة غير المدروسة وخاصة ان أجواء الاستعداد وما سيرافقها من ظروف ما زالت غير واضحة المعالم ولا يمكن التنبؤ بها سواء ان كانت مثالية او متلكئة كما جرت العادة في تجارب سابقة.
وهنا فإن ثقة المدرب بالقيادة وبلوغ الإنجاز انما هي محصلة نتاج بين الفكر الذي يحمله مع خزين التجربة المتراكمة لديه وبين نسبة ما سيوفره الاتحاد من فقرات المنهاج الإعدادي المتفق عليه عندها سيكون الطريق اكثر وضوحاً واقرب بكثير الى الإمساك بأسرار القوة والتفوق.
وعلى ذلك فان امام الملاك التدريبي الجديد فرصة لإثبات أحقيتهم وقدراتهم ليس كردة فعل متشنج وانما كتأكيد على صواب اختيارهم والتركيز على اكتشاف جيل جديد من اللاعبين قادرين على الذهاب بعيداً في التصفيات وصولاً الى التأهل الى العرس الأولمبي بعد طول غياب منذ آخر مشاركة في أولمبياد أثينا 2004.
ولعل من المناسب الآن التذكير بأن ابواب المنتخب الأولمبي عليها ان تكون مشرعة امام اللاعبين الشباب من خارج أسوار المنتخب الوطني اذا ما أُريد فرض التصحيح لمسار سابق شابه الكثير من الشكوك في صحة أعمار البعض ممن تواجد في صفوفه قبل ترحيلهم الى المنتخب الاول اضافة الى ما ستحققه هذه الخطوة من مكاسب تتمثل في فك التشابك بين المنتخبين وتقليل الجهد المفروض على اللاعبين في المشاركات الخارجية مع منح الفرصة لمواهب كروية اخرى طالما كانت تختفي وراء محدودية الخيارات للمدربين واعتمادهم على عناصر جاهزة كمحاولة لتجنب أي إخفاق.
إن عملية إخراج المنتخب الأولمبي من جلباب الوطني اصبحت ضرورة لابد منها خاصة بعد تجربة مشاركتنا الاخيرة في نهائيات أمم آسيا 2015 وما أفرزته من وجود ضعف لبعض مراكز اللاعبين يتطلب معالجتها بإيجاد البدائل وخاصة ان هناك استحقاقاً قادماً على قدر كبير من الأهمية يتمثل في تصفيات كأس العالم 2018 ولا نعتقد ان من الحكمة الركون الى ذات الخلل والإصرار عليه عبر الاعتماد على ذات اللاعبين للمشاركة في المعترك الأولمبي من دون ان نستثمر طاقات أخرى ربما ستكون هي أحد الأوراق الرابحة في تعزيز صفوف المنتخب الوطني.
نقول: إن ما نرمي اليه لا يدخل ضمن حسابات المغامرة طالما ان هناك طاقات كامنة ومواهب فــذة تحتاج الى من يمنحها الثقة ويوفر لها كل مستلزمات الإعداد النفسي والبدني لتتحرر من قيود المحلية الى رحاب الساحة الدولية.
وقفة .. المجد الزائف هو أن تقتحم أبوابه وأنت محمولاً على أكتاف الآخرين !
الأولمبي وجِلبابُ الوطني
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2015: 02:51 ص